|

حسابات الأندية الرياضية تشارك في التعصب

الكاتب : الحدث 2022-08-13 02:42:11


جدة - مباركة الزبيدي 


عرفت المجتمعات ومنها المجتمع السعودي الألعاب الرياضية ومنها تحديداً لعبة كرة القدم منذ فترة ليست بالقصيرة ، ومع التنافس عليها ظهر مايطلق عليه بالتعصب الرياضي ، ومع تطور وسائل الإعلام والاتصال ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي تجاوز الأمر حد التعصب والتنافس بروح الدعابة والمرح إلى أمور سلوكية وتبادل ألفاظ السباب والشتائم !! 
الحدث تابعت مايجري هذه الأيام في تويتر ولحسابات عديدة ومتنوعة على موقع ومنها حسابات الأندية الؤسمية وتم ملاحظة الكثير من التغريدات والأخرى المعاد تغريدها تتهكم بفريق أو لاعب باسمه ، بل ويكون من مصادر هذه التغريدات المتعصبة عدد من المشاهير ممن ينظر لهم أبناء هذا الجيل كقدوة لهم من شخصيات رياضية ومثقفون في مجالها .... الخ) إضافة إلى دخول الفتيات لعالم التعصب بدون حدود !! 
وتعليقاً على هذا الأمر يقول صالح آل ورثان المستشار والباحث الإعلامي والمدير عام القنوات الرياضية السعودية سابقا في حديثه للحدث : مع بالغ الأسف أن وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف مواقعها ومسمياتها كشفت الكثير من مساوىء المجتمع، وفضحت ثقافة الحقد والجهل التي أفرزتها الكلمات والتغريدات والردود مفصحةً عن لون قاتم من ألوان التعاطي غير الأخلاقي مع وسائل كان يفترض أن تكون موئلاً لنشر الفكر والثقافة وحضارة المجتمعات.
أما الرياضة فلعها حظيت بنصيب الأسد من تلك المهازل اللفظية والمساجلات العقيمة التي أبانت فكراً تعصبياً كان يختفي خلفه دعاة الحياد والموضوعية..! 
ومن منطق الإنسان يعرف توجهه ، وتتضح هشاشة ثقافته وضحالة تفكيره، ومن هنا أصبح تويتر على سبيل المثال مسرحاً للحاقدين والمرضى وأصحاب النفوس الضعيفة الذين لاهم لهم سوى الطعن والانتقاص من عباد الله بزعم الميول والهوى والاختلاف..! والأكيد أن الحقد وحده وسوء النوايا يقفان خلف تلك السلوكيات المشينة غير اللائقة بالمجتمع المسلم ولحمة الرياضة الوطنية. 
واختتم حديثه  قائلاً : ببرأيي لابد من وجود قوانين لمحاكمة كل مغرد يطعن في الآخرين ويسقط عليهم عقده النفسية بدون وجه حق؛ فالتشريعات وحدها هي الكفيلة بضبط تلك الأقاويل التي تفرق المجتمع وتجلب الضغائن وتقوض مسيرة النجاح للرياضة بأسرها. 
وتضيف الدكتورة فتحية بنت حسين القرشي - أستاذ مساعد متقاعد في قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الملك عبد العزيز - :  يتميز المؤمنون بالاعتدال ونبذ الفرقة وتدعيم روابط الأخوة في الإيمان وتقديم مصلحة الجماعة على المصالح والنزعات الفردية وهذه الخصائص حث عليها الإسلام وأكد على أهميتها بتوجيهات تعتبر الكبر والتطرف في التعبير عن الغضب والتعصب لأمور معينة قد تهدد التماسك الاجتماعي أفعالاً مستهجنة تدخل أصحابها في زمرة الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً، وتزيد خطورة التعصب عندما يرافقه التصنيف والاحتقار للجماعات الأخرى ويصدر من أشخاص لهم مراكز ومكانات مرتفعة، لأن هناك من يتأثر بهم بدافع التقليد أو يدعمهم بدافع المصلحة. 
ولا شك أن ظهور وحدة التعصب في مجال الرياضة يعتبر مؤشراً خطيراً على تدهور في الأخلاق وانحراف في الاهتمامات، ويعكس جهلاً واندفاعية لا تليق بأشخاص من فئات عمرية متقدمة ومراكز اجتماعية مرتفعة، وتعطي انطباعاً بالغوغائية والفراغ الفكري والوجداني قد يتعذر علاجه، ويصبح التجاهل لمن يصدر عنهم هذا التعصب هو أول خطوة في علاجهم. 
وعلى وسائل الإعلام أن تنشر الوعي بأهمية الحياة الاجتماعية المستقرة ولا تساهم بصورة أو بأخرى في نشر وتداول ما يشكل تهديداً للاستقرار الاجتماعي حتى لو ظهر من شخصيات يعتبرها البعض قدوة وموضع تقدير حيث تتأكد مقولة "لكل جوادٍ كبوة" 
فيما ترى المختصة في علم النفس ندى محمد أن مثل هذا السلوك يحمل أبعاداً خطيرة من شأنها الإضرار بالأجيال القادمة عندما يرون مشاهير يظهرون عبر تويتر بأسمائهم الصريحة ويغردون ضد الآخرين بأساليب غير حضارية ، خاصة أنه وكما هو معروف تويتر وفيس بوك وغيرهما من مواقع التواصل أصبحت في متناول الجميع وليس الشباب والفتيات وفئة االمراهقين فقط ، بل حتى الأطفال الصغار ، وهذا قد يعيق الأسر في تعديل وتصحيح بعض سلوكيات أبنائها الخاطئة وتوجيهها بدون ضغط وتشديد ،  وهنا من المفترض أن يعاقب كل مقدم على تلك السلوكيات من أصحاب المعرفات الصحيحة حتى يكون هذا الأمر رادعاً لضبط تصرفاتهم ، وذلك لأن كثير منهم للأسف الشديد ينطلقون بدون حدود متخذين من حرية هذه المواقع مجالا لهم !!.. 
_____