|

الوزارات.. ووزارة الصحة

2018-12-29 11:47:28

( صحة المواطن ورفاهيته ) هي الهدف المنشود والمرتكز الأساسي لكل برامج التحول الوطني ومبادراته , وكل ذلك لن يتحقق على الوجه المطلوب دون تكاتف جميع الوزارات وتعاونها فيما بينها بوضع أهداف مشتركة وتكاملية .
فمثلاً وزارة الصحة بالرغم من أهدافها وخططها المعلنة وجهودها المتواصلة للحد من انتشار الأمراض بين فئات المجتمع إلا أن نسبتها وكمية الصرف عليها ستظل تزداد عام بعد عام ولن تحقق كل الأهداف لوحدها دون تعاون وتكاتف بقية الوزارات معها , فهذه مسئولية مجتمعية وتعني الكل دون استثناء .

فمثلاً وزارة الداخلية ممثلة في إدارة المرور لو طورت من أنظمتها وقوانينها للحد من الحوادث المرورية هي بذلك ستساعد وزارة الصحة في التقليل من الأسرة المشغولة في المستشفيات ومن تكلفة العلاج والرعاية .

ووزارة الشؤون البلدية والقروية لو قامت بإنشاء حدائق عامه ومنتزهات واماكن مخصصة للمشي في كل مدينة ومحافظة وقرية هي بذلك ستخفض من معدلات السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري والاكتئاب مما سينتج عنه تقليل وزارة الصحة من الصرف على توفير أدوية الأمراض النفسية والمزمنة ومعالجة مضاعفاتها .

وأيضاً وزارة التربية والتعليم ستساهم في معاونة وزارة الصحة وذلك بتطوير مناهج تدعم السلوك الصحي و بتهيئة ميادين مدرسية وجامعية مناسبة لرياضات مختلفة وأيضاً بتشديدها على اشتراطات أطعمة المقاصف كل ذلك لمساعدة الطلاب على التعود على نظام وثقافة صحية تتشكل وتبقى معهم لبقية العمر .

وزارة الصحة وضعت لنفسها أهدافاً وخططاً زمنية واضحة وتسعى لتحقيقها وتتم مناقشتها دورياً لمعرفة ولتوضيح المنجز وغير المنجز , وكم نتمنى من ( مجلس الاقتصاد والتنمية ) الذي يرأسه ولي العهد إلزام جميع الوزارات بوضع خططها وأهدافها ليتم مناقشتها لاحقاً ومعرفة كل وزارة وأين وصلت .

لأن بعض الوزارات للأسف تظل في سبات عميق وإذا ما استيقظت قامت بإطلاق مبادرة توعوية من باب (معذرة إلى ربنا ) وتقوم بإظهارها للإعلام ونشرها ثم تعود لسابق عدها , ولا أدري ما فائدة مبادرات التوعية والأنشطة التثقيفية التي تقام لإخبار الناس مثلاً بأهمية الرياضة والغذاء الصحي وهم في الأساس يعون ذلك إلا أنهم لا يجدون المكان المناسب لممارسة الرياضة وأطفالهم تشكل عاداتهم الغذائية بتوفر الوجبات غير الصحية في مدارسهم .