|

القاضي لـ«الحدث»: هناك قطباً دولياً جديداً في الشرق الأوسط وضع حداَ لاستراتيجيات الخراب

الكاتب : الحدث 2024-06-24 10:00:53

جدة - ولاء باجسير 


أوضح المحلل السياسي سعيد القاضي لـ«الحدث» عن ما يدور في المنطقة أشار إلى التفاهمات بين الولاية المتحدة الأمريكية ودول إقليمية ، ولجعل المنطقة على صفيح ساخن، وكما جاء في الحوار كالأتي:


1.قبل عام أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن واشنطن أعادت إدراج جماعة الحوثي في اليمن "منظمة إرهابية عالمية"..
*رغم ذلك لم يتغير وضع الحوثي حتى الآن؟

-الإدارة الأمريكية وجدت في تعقيدات المشهد في منطقتنا ،والخلافات العقدية لدى الأقلية، فرصة ذهبية لها لجعل المنطقة منطقة ساخنة لتحقيق مصالحها ، ومن ذلك العداء الظاهر لإيران ، والتفاهمات الخفية بينهم ، ولم يتغير المشهد إلا في عهد إدارة ترمب، الذي قلب الطاولة في وجه الدولة العميقة ، وأعاد العقوبات على إيران ، واتخذ موقف حازم منها ، و اتخذ مواقف متفردة لا تتوافق مع أجندات الديموقراطيين وبعض الجمهوريين ، وما إن فاز بايدن بالإنتخابات حتى نقض الكثير من قرارت إدارة ترمب ومن ذلك تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية ، وعد ذلك بمثابة ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية للإستمرار في المشروع الإيراني في اليمن ، والذي لولا ميوعة المجتمع الدولي ، وبالذات المواقف السلبية من قِبل بريطانيا والولايات المتحدة لربما لم يعد للحوثيين وجود ، وبعد 7 أكتوبر والحرب في غزة ،قفزت جماعة الحوثي على المشهد باستهدافها للسفن في البحر الأحمر ، وتهديد خطوط الملاحة العالمية ، حتى أدركت إدارة بايدن خطأها فاعادت على استحياء وبقرار ركيك تصنيف الحوثي تصنيفا مشروطا كجماعة إرهابية ، وما زاد ذلك هذه الجماعة إلا توهما بأنهم مؤثرين في قواعد اللعبة العسكرية والسياسية ، ناهيك عن التفاهمات الخفية السابقة في جعل المنطقة ساخنة … هذه الأحداث أشبه بلغز ، ولكن المملكة العربية السعودية تدرك تماما الأهداف البعيدة والإستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية مما جعل الإدارة الأمريكية تدرك تماما بأن هناك قطبا دوليا جديد في منطقة الشرق الأوسط وضع حدا لاستراتيجيات الخراب في المنطقة عليها أن توثق التعاون معه كحليف قديم لا يمكن تجاوزه في أي حدث في المنطقة .. على أن ضبابية المشهد في العلاقة بين أقطاب  الشرعية اليمنية عقد المشهد اليمني أكثر ،فبدلا من أن يكون أقطاب الشرعية على قلب واحد وتوحد كلمتها لأجل استعادة الوطن المختطف من جماعة كهنوتية تنفذ أجندة إيران في اليمن .. تبرز هناك خلافات بسيطة تستغلها الجماعة الحوثية لصالحها…لذا آن الأوان أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما بدلاً من المواقف المتخاذلة لبتر يد هذه الجماعة الكهنوتية .. خاصة بعد سقوط الأقنعة.


2.رغم الضربات الأمريكية المتواصلة على الحوثي حتى يومنا هذا نسمع عن عرقلة بعض السفن العالمية من قِبل الحوثي ..

2-*هل يعتبر الحوثي خرج عن السيطرة العالمية لوقفه ؟!
 
-في تقديري بأن الحوثي لم يخرج عن السيطرة بقدر ماهو دور مرسوم له بدقة ، فهو منفذ لا يدرك عواقب ذلك على وطنه .. لأجندة خراب ، ولو كان هناك نية صادقة لدى المجتمع الدولي وبالذات أمريكا وبريطانيا ، لاقتلعت هذه الجماعة من جذورها .. فالإدارة الأمريكية والبريطانية تعمل بعقلية المستعمر الذي يريد منطقة ساخنة كي يحقق مصالح إقتصادية على المدى البعيد ، ولكن الحقيقة أن القطب الدولي الجديد المملكة العربية السعودية نسفت هذا المخطط الإستعماري ، وحتى الإيرانيين أنفسهم ، الذي يأتمر الحوثيين بأمرهم أدركوا هذه الحقيقة وانحنوا أمام العملاق السعودية .. وربما نشهد بنهاية 2024م نهاية للأزمة اليمنية ، فالمشروع الإيراني في اليمن في حالة موت سريري ، ولن تستطيع أمريكا وبريطانيا إنعاشه … فعدائهم شكلي لجماعة الحوثي ، والمثير للضحك بأن الحوثيين الذين يملكون قرارهم يحسبون أنهم مؤثرين وماهم سوى أداة بيد سيدهم الإيراني .. وكل التفاهمات حول الحوثيين مع القوى العظمى تتم مع إيران .. وهذا الأمر يحز في نفس كل عربي .. أن يرهن أبناء وطن عربي وطنهم لإيران ويعلقون مصير شعب ومقدرات وطن بقرار من طهران .


3.أحداث متسارعة تجري بالمنطقة .. بدء وزارات الخارجية بحث رعاياها الخروج من من لبنان .. واجتماع بوتين مع رئيس كوريا الشمالية ..
*أين يتجه العالم ؟

-رغم كل الأحداث الساخنة وفي ظل تلاشي القطب الواحد وظهور أقطاب دولية تغيرت قواعد اللعبة في العالم .. روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي السابق استعادت مكانة الإتحاد السوفيتي الذي كان يشكل مع الولايات المتحدة الأمريكية قطب ثاني ، واستيقظ التنين النائم وبرزت الصين كقوة إقتصادية وعسكرية ، وفي منطقتنا برزت المملكة العربية السعودية كقطب جديد مؤثر إختار أن يكون له ميزان بين الأقطاب ولا يمكن تجاوزه لذا فإن العالم سيتجه لحالة اللاحرب واللا سلم .. بعد أن تلاشت هيمنة القطب الواحد بعد أكثر من ثلاثة عقود من الهيمنة وفرض الإرادة التي كانت تتحكم فيها الولايات المتحدة الامريكية منفردة … وفي المشهد اللبناني ربما أن إسرائيل قد أعطيت ضوء أخضر لتوغل بري كما حدث في يونيو عام 1982م لإنهاء هيمنة حزب الله على لبنان ،.. أما بخصوص لقاء بوتين والرئيس الكوري فهو يصب في مصلحة الدب الروسي الذي ورث الإتحاد السوفيتي وأثبت للعالم الغربي بعد الحرب السوفيتية الأوكرانية بأنه قطب لا يمكن للغرب أن يكسره كما توهم.
باختصار نحن أمام تشكل أقطاب دولية جديدة في العالم أنهت أكثر من ثلاثة عقود من هيمنة القطب الأوحد.