إخاء" تطلق برنامج "صحتي حياتي"

تابعوا الحدث على الحدث

الرياض - بثينة ناصر
 أطلقت المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام "إخاء" فعاليات برنامج "صحتي حياتي" للوقاية من المخدرات؛ بهدف التوعية من أضرار المخدرات، وكيفية الوقاية منها والذي ينفذه مركز تعارفوا للإرشاد الأسري .
وقال الأمين العام لمؤسسة رعاية الأيتام "إخاء" الأستاذ صالح الدهمشي في كلمة له بمناسبة بدء البرنامج وجهها للحضور من الأبناء بأنه انطلاقا من حرص حكومتنا الرشيدة وقيادتنا الحكيمة ، في التخلص من آفة تعاطي المخدرات، وهذه السموم القاتلة ، فقد اتخذت المزيد من الإجراءات للحد من انتشارها في المحتمع خصوصا فئة الشباب ، واعتمدت العديد من البرامج  الهادفة والمناسبة للتخلص من براثن هذه السموم القاتلة ..  
ونحن بدورنا في مؤسسة إخاء لرعاية الأيتام الحاضنة لكل ما من شأنه رعايتكم والخوف على مستقبلكم وبناء مستقبل زاهر وواعد لكم، لتكونوا أعضاء صالحين في مجتمعكم نافعين لأنفسكم ووطنكم، ومساهمين في التنمية الوطنية والاجتماعية التي تشهدها مملكتنا الحبيبة في عهدنا الزاهر ، وتنعمون بالاستقرار والسعادة  من خلال السلوك القويم، وبعيدا عن الانحراف السلوكي الذي يؤدي إلى المهالك والشرور .
وأضاف الأستاذ صالح الدهمشي: لا يخفى عليكم أثر تعاطي المخدرات على الفرد والمجتمع، ودورها الفتاك في فشل الإنسان ، وتقويض مستقبله ، وتكبيل حياته ، وهدم الحياة الأسرية والعلاقات  الاجتماعية  وتدميرها ، ولما تتسبب به المخدرات من أضرار اجتماعية واقتصادية وأسرية،إضافة إلى الأضرار الصحية الناجمة عن تعاطي المخدرات حيث أن لها الكثير من الأمراض الصحية النفسية والآثار السلبية، على المتعاطي نفسه وعلى المجتمع والدّولة، ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر موت خلايا الكبد ، والفشل الكلوي ، وقتل الخلايا المناعية للجسم والأمراض المعدية والسرطانات وغيرها،إضافة إلى الاكتئاب والحزن وانفصام الشخصية والهلوسة واليأس من الحياة والتوتر والقلق المستمر والاضطرابات والاختلالات وغيرها العديد من الأضرار التي تفتك بالمتعاطي . 
مشيرا إلى حرص  " إخاء " على وقاية المستفيدين من هذه السموم القاتلة والمدمرة لحياة الإنسان فقد قامت المؤسسة بمجموعة من الإجراءات والاتفاقيات مع المراكز المتخصصة ومن ضمنها  إبرام اتفاقية تعاون مشترك مع مركز تعارفوا للإرشاد،  بهدف تقديم برامج متكاملة للوقاية والتأهيل من الإدمان لمستفيدي إخاء،كما تهدف الاتفاقية إلى إكساب المستفيدين المهارات السلوكية والمعرفية للتعامل مع المواقف الحياتية وتوعيتهم بأضرار المخدرات، وذلك لرفع مستوى الوعي لديهم وتجنب براثن هذه السموم القاتلة، إضافة إلى إكساب المستفيدين القدرة على التحكم في انفعالاتهم وتوجيهها توجيهاً سليماً ، وكيفية التفاعل مع المواقف وحل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة .
وقال الأمين العام لإخاء:
نسعى في "إخاء"  أيضاً من خلال المبادرات والاتفاقيات مع المراكز المتخصصة   إلى تحفيز المتعاطين لتلقي العلاج ، وتعديل سلوكهم  بشكل إيجابي، والحد من ازدياد أعداد المدمنين، وتعزيز الاستقرار لدى المتعافين .
وحرصا منا لنجاح الخطة العلاجية فقد اعتمدت إخاء ثلاثة مراحل أساسية، حيث تتضمن المرحلة الأولى الوقاية المبكرة التي تستهدف جميع المستفيدين لتنفيذ برامج توعوية لتجنب الوقوع في الإدمان، فيما تضمنت المرحلة الثانية الوقاية المتوسطة للمدمنين؛ وتهدف إلى تحفيز المستفيدين المتعاطين للعلاج ومساعدتهم على تجاوز مرحلة التعاطي، أما المرحلة الأخيرة فهي تتمحور حول الوقاية من الانتكاسة، وذلك لحمايتهم من العودة والانتكاسة.
ولضمان نجاح المبادرة أيضا، فيتم تطبيقها من قبل مختصين في مجال الإدمان، وذلك من خلال عمل اختبارات قبلية للمستفيدين، ودراسة الواقع على أرض الميدان، ومن ثم بناء البرامج العلاجية الخاصة والموجهة للمتعاطين بشكل خاص بحسب طبيعتهم الخاصة، وكذلك تنظيم دورات تدريبية مختصة، وصولاً إلى عمل اختبار بعدي لقياس الأثر والتطوير، الذي من المتوقع أن يحد من تعاطي المخدرات بين المستفيدين، ورفع مستوى الوعي بمخاطر الإدمان وعلاج وتأهيل المدمنين سلوكيا ووقاية المتعافين من العودة للتعاطي، ووقاية غير المتعاطين من الوقوع في التعاطي أو الإدمان.
واختتم الدهمشي بالتأكيد على أن "إخاء" ستبذل كل ما تستطيع لحماية المستفيدين ومنعهم من الإنزلاق في ظلمات المخدرات وضياع أنفسهم ، وذلك لأننا نحبهم ونخشى عليهم، فهم أبناؤنا وأمانة في أعناقنا ، ونتمنى لهم السعادة والمستقبل الزاهر بعيدا عن كل ما يشوب حياتهم أو يقوض مستقبلهم.
واختتم كلمته بقوله: وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لحكومتنا الرشيدة، متمثلة بوازراة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ومعالي وزيرها المهندس أحمد بن سليمان الراجحي رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة إخاء، لحرصها على سلامة فئات المجتمع، وتبني مبادرات هادفة تقي شبابنا الوقوع في براثن المخدرات، وتنفيذ برامج سلوكية ومعرفية وتوعوية للحد من انتشارها بين شباب الوطن الذين يعدون ركيزة أساسية في التنمية والتطوير، وحرصهم على العنصر البشري ليتمتع بحياة كريمة سوية وسليمة، وويساهم بشكل فاعل في التنمية المنشودة وانعكاس ذلك على نفسه ومجتمعه.

من جانبه رحب رئيس مركز تعارفوا للإرشاد الدكتور سعود المصيبيح بهذه الاتفاقية والتعاون المشترك مع مؤسسة "إخاء" لتنفيذ البرنامج التوعوي "صحتي حياتي" لتحقيق التنمية الشاملة للمجتمع، وقال الدكتور سعود المصيبيح إن البرنامج ينطلق من دور المركز  لتنمية الجوانب التوعية والوقائية من آفة المخدرات وبيان أضرارها وعواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع، مؤكدا تميز  مركز تعارفوا للإرشاد في تقديم خدمات الإرشاد التفسي والاجتماعي والتربوي، وفق منهجية علمية مهنية عالية، مشيدا في هذا الصدد بدعم المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ممثلة بأمينها العام الأستاذ صالح الدهمشي لما فيه خدمة أبناء المؤسسة.

يذكر أن برنامج "صحتي حياتي" يعتمد في  آلية تنفيذه  حضورياً أو عن بُعد على إجراء الاختبار القبلي الذي يعقد للمتدربين عند التحاقهم في البرنامج التدريبي لقياس معارفهم ومهاراتهم، والاختبار البعدي الذي يتم للمتدربين في نهاية البرنامج للتأكد من تحقيق الأهداف التدريبية، إلى جانب طريقة الاجتماع بالمستفيدين وتتضمن المحاضرات والزيارات الميدانية والجلسات الإرشادية والعلاج السلوكي المعرفي وتكليف المتدربين بمهمات اجتماعية ومهنية وتقارير، وتاريخ البدء للبرنامج الذي يستمر لمدة 17 أسبوعاً.
وتتضمن طريقة تقديم المادة للمتدربين من خلال برنامج الوقاية المبكرة، ويشتمل التعريف بمفهوم الإدمان وأعراضه وأنواعه، والكشف عن أضرار تعاطي المخدرات من الناحية النفسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، والتركيز على البرنامج الديني القيم، والتعايش مع واقع اغتراب الهوية، وإدارة الضغوط، وتجنب المخاطر والتثقيف حول عواملها.
ويتم تقديم المادة أيضاً عبر الوقاية المتوسطة للمدمنين، من خلال تقوية مهارات الرفض ومقاومة الأقران، وكيفية التعامل مع المثيرات الداخلية والخارجية وإدارة الصراع، وفن إدارة المشاعر ومهارات التكيف والمرونة، وكذلك زيادة الدافعية للعلاج، والتركيز على البرنامج الديني القيم. 
وأخيراً تقديم المادة من خلال الوقاية المتقدمة وتأهيل المتعافين، وذلك عبر اكتشاف الذات وتقديرها وتكوين الثقة، واستثمار أوقات الفراغ والمشاركة الإيجابية وإدارة الوقت، وفن إدارة الأموال، بالإضافة إلى التعريف بالعلامات المنذرة بالانتكاسة، وإدارة الضغوط النفسية، والإرشاد الجمعي والتواصل الفعال مع الآخرين.الجدير ذكره أن البرنامج تديره المديرة التنفيدية لمركز تعارفوا الدكتورة نجوى الثقفي بمشاركة نخبة من أفضل مستشاري المركز في مجال مكافحة المخدرات بالتنسيق والمتابعة من قبل مسئولي ومشرفي الأقسان المختصة في المؤسسة.

انتقل إلى أعلى