|

"عين ساهرة على الطقس": د. مازن عسيري يكشف لـ "الحدث" تطورات ورشة الأثر المناخي لخدمة الحجاج

الكاتب : الحدث 2025-05-22 06:32:42

 
جدة - حوار رقية عبد الجبار
 
بين ثنايا الغيوم ورذاذ المطر، تتشكل ملامح رحلة إيمانية فريدة وفي قلب هذه الرحلة، يعمل المركز الوطني للأرصاد على رصد أدق التفاصيل الجوية لضمان سلامة وراحة ضيوف الرحمن. نستضيف اليوم، الدكتور مازن إبراهيم عسيري، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للتغير المناخي التابع للمركز الوطني للأرصاد، ليحدثنا عن الجهود المضنية التي تبذل، والتطورات المتلاحقة التي تشهدها ورشة الأثر المناخي، في سبيل خدمة الحج والحجيج.
 
بدايةً دكتور مازن، باسم فريق صحيفة الحدث الإلكترونية، نتقدم بخالص الشكر والتقدير على تخصيصكم هذا الوقت الثمين. يسعدنا ويشرفنا أن نستهل هذا الحوار القيم حول ورشة الأثر المناخي الثانية لعام 1446هـ، آملين أن يكون حوارًا مثمرًا وغنيًا بالمعلومات لقرائنا الكرام.

أهلاً وسهلاً بك الأستاذة الفاضلة رقية، وأهلاً بصحيفتكم الغراء، ويسرني استضافتكم لي في هذا الحوار الذي أرجو أن يفي بالإجابات الجلية، إذ نسعى دائمًا لمشاركة جهود المركز وأهمية المعلومات الارصادية والمناخية في خدمة الحج وضيوف الرحمن.
 
دكتور مازن، قبل الخوض في تفاصيل الورشة، نود أن نوضح لقرائنا الآلية المتبعة في نقل المعلومة المناخية الهامة من مصدرها الموثوق في المركز، مرورًا بالجهات المعنية، وصولًا إلى الحجاج والمستفيدين، وكيفية اتخاذ كل جهة الإجراءات اللازمة بناءً عليها.  
بالفعل، لدى المركز آلية معتمدة ودقيقة لضمان وصول المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب لأصحاب المصلحة بإيجاز. تبدأ العملية برصد عناصر الطقس ثم تحليل ومعالجة البيانات من خلال أحدث التقنيات والنماذج العددية المتطورة في المركز واصدار النشرات الخاصة من خلال إدارة الطقس والتوقعات. بعد ذلك، يتم تمرير هذه المعلومات بشكل آني وواضح إلى الجهات المعنية بشؤون الحج، حيث تقوم هذه الجهات بدورها بالاستفادة من المعلومات بما يرفع كفاءة خططها التشغيلية ، واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان سلامة الحجاج ، وتقديم أفضل الخدمات لهم. أما بالنسبة للحجاج، فتصلهم المعلومة عبر قنوات متعددة وميسرة مثل تطبيق نسك، تم توفيرها لهم بكل حرص وعناية واهتمام من قبل الجهات ذات العلاقة.
 
دكتور، شهدنا جميعًا الأهمية الكبيرة للنسخة الأولى من الورشة، هل يمكن أن تحدثنا عن أبرز التطورات والتحسينات التي طرأت على النسخة الثانية مقارنة بالنسخة الأولى؟  
بالفعل، النسخة الثانية شهدت نقلة نوعية. فبينما تناولت النسخة الماضية جوانب متعددة عن الحالة المناخية لموسم حج 1445هـ، ركزت النسخة الحالية بشكل أعمق على الحالة المناخية لموسم حج 1446هـ، والتوجهات المستقبلية المناخية لمواسم الحج حتى عام 1471هـ  من خلال مخرجات المركز الإقليمي للتغير المناخي . وزادت في إبراز جهود المركز و المراكز الإقليمية التابعة له  مثل تطوير النماذج العددية والتنبؤات الجوية والمناخية. كما سلطت الضوء بشكل أكبر على الخدمات المباشرة وغير المباشرة التي يقدمها المركز في موسم الحج، سواءً في آليات إيصال المعلومة المناخية للجهات المعنية لاتخاذ قرارات مستنيرة، أو في تسهيل وصول هذه المعلومات إلى الحجاج أنفسهم عبر وسائل متنوعة.
 
ما هي أبرز التحديات التي واجهت الجهات المعنية في النسخة الأولى من الورشة، وكيف تم العمل على تذليلها وتلافيها في النسخة الحالية لضمان سلاسة تدفق المعلومات؟  
لم يكن هناك تحديات بالمعنى الصريح، بل على العكس، شهدنا إقبالًا متزايدًا من مختلف الجهات وحرصًا أكبر على الاستفادة من المعلومات الدقيقة الصادرة من خدمات المركز الوطني للأرصاد. كما كان الحضور في الورشة كبيرًا ومميزًا، وهذا في حد ذاته مؤشر إيجابي يعكس الوعي المتنامي بأهمية المعلومات الأرصادية المناخية في التخطيط الفعال لموسم الحج.
 
في ظل التطور التقني المتسارع، هل تعتمد الجهات المشاركة بشكل أساسي على تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي أو تحليل البيانات البيئية الضخمة في اتخاذ قراراتها المتعلقة بإدارة موسم الحج؟  
هذا صلب عمل المركز، وطبيعتنا تعتمد بشكل جوهري على التطوير التقني والتكنولوجي وتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والتنبؤات. هذه المجالات تحظى باهتمام بالغ من المركز، وهناك عمل دؤوب لتطوير القدرات في هذا الجانب. ولله الحمد، يمتلك المركز حاسبًا آليًا فائق السرعة يدعم هذه العمليات. كما أن هناك تعاونًا وثيقًا مع العديد من الجهات البحثية المرموقة محليا وعالميا، وهذا التعاون له دور كبير في صقل مهارات المركز التنبؤية والخدمية في مجالات الطقس والمناخ.
 
كيف يتم إيصال المعلومة المناخية الهامة إلى جموع الحجاج الكبيرة، خاصةً غير الناطقين باللغة العربية؟ وهل هناك وسائل متعددة ومبتكرة تستخدم لتحقيق هذه الغاية؟  
نولي اهتمامًا خاصًا بإيصال المنشورات التوعوية والإخبارية المتعلقة بالطقس والمناخ إلى جميع الحجاج بلغاتهم المختلفة. وقد تم عرض آليات الترجمة الفورية إلى تسع لغات تواصل رئيسية مستخدمة في الحج من قبل الأستاذ حسين القحطاني خلال الورشة، وهو المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد. هذه المعلومات تنشر عبر وسائل إعلامية متعددة، تشمل النشرات الإخبارية التلفزيونية والإذاعية، وجميع هذه الوسائل توظف لضمان وصول المعلومة إلى أكبر شريحة من الحجاج. إضافة إلى ذلك، أصبحت تنبؤات ومعلومات الأرصاد متاحة الآن في تطبيق "نسك"، وهو تطبيق رسمي يستخدمه جميع الحجاج، ولله الحمد.
 
بعد النجاح الذي تحقق في النسختين الأولى والثانية، هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق الورشة لتشمل جوانب أخرى أو فئات مستهدفة جديدة؟  
بالتأكيد. بعد انتهاء موسم الحج في كل عام، نقوم بدراسة شاملة للنتائج، سواءً الإيجابية أو تلك التي تحتاج إلى تطوير. وبناءً على مخرجات الدراسة، يتم وضع خطة تطويرية للموسم القادم بهدف تعظيم الفائدة وتحسين الأداء. ولله الحمد، نشهد تطورًا ملحوظًا من عام إلى آخر في مستوى الورشة وأثرها.
 
ختامًا دكتور مازن، هل هناك أي نقاط إضافية تودون التأكيد عليها أو توضيحها لقرائنا الكرام؟  
أود أن أؤكد مجددًا على الأهمية القصوى لأخذ المعلومة الارصادية والمناخية من المصدر الرسمي المعتمد من قبل الدولة، وهو المركز الوطني للأرصاد. إن الحصول على المعلومات من مصادر غير موثوقة خارج نطاق المركز قد يسبب إرباكًا للجهات المعنية وتضليلًا للحجاج. نحن نمتلك في المركز قدرات هائلة وكفاءات عالية، ونعتبر بحمد الله من الرواد في منطقتنا في دقة التنبؤات الجوية والمناخية، ونصل إلى فترات تنبؤ متميزة. لذا، من الضروري جدًا في هذه المسألة الاعتماد على المركز كمصدر وحيد للمعلومة الموثوقة. كما أشدد على ضرورة عدم نشر أي معلومات مناخية من قبل أفراد المجتمع أو المهتمين إلا بعد التأكد منها من المركز، والالتزام بالأنظمة والقوانين المنظمة لهذا الأمر، وذلك لتوحيد الجهود وتجنب أي تضارب أو معلومات مغلوطة قد تؤثر سلبًا على سلامة الحجاج وتضيف عبئًا على المركز في عملية توضيح وتأكيد المعلومات.
 
 
في ختام هذا اللقاء الفريد، نجد أنفسنا أمام منظومة متكاملة من الجهود الدؤوبة والرؤى الثاقبة. لقد تجلت لنا بوضوح أهمية المعلومة الدقيقة في خدمة ضيوف الرحمن، والتطور المستمر الذي تشهده ورشة الأثر المناخي عامًا بعد عام.
 
باسم صحيفة الحدث الإلكترونية، نكرر شكرنا العميق للدكتور مازن على هذا الحوار الغني بالمعرفة والاطمئنان، مؤكدين على دور المركز الحيوي في ضمان حج آمن وميسر.