كأس العالم 2034 فرصة ذهبية
بقلم ـ علي بن أحمد الزبيدي
----------------------
بعد الإعلان عن استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 باستحقاق وجدارة، عمّت الأفراح أرجاء السعودية إلًا أن هناك فئة أبت إلاّ أن تدس في العسل سمّا ، وراحت تنظّر على المجتمع أنّ كأس العالم لن يقدم وسيؤخر، وسيكون له أثر كبير على ارتفاع الأسعار وستصرف المليارات دون فائدة! وهذا الأمر مجانب للصواب فكأس العالم فرصة عظيمة وبوابة خير لو أحسنَّا التعامل معها، وما اهتمام القيادة بهذا الأمر إلا دليل على أهمية الحدث وفائدته على جميع الأصعدة .. فبعد إعلان الفيفا لاستضافة السعودية لكأس العالم 2034، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - عن تأسيس الهيئة العليا المعنية بالاستضافة، وإنّ المتأمل لهذه الهيئة سيدرك أنّها تضم كل القيادات الوزارية المعنية بالاستضافة، كما أنّ فيها خبرات أثبتت نجاحها في ملفات أخرى شائكة، والمملكة ليست بالدولة قليلة الخبرة في مجال الاستضافات ، فهي صاحبة الإنجازات ، وسيدة العالم في الإبداع القيادي وإدارة الحشود ، وأكبر دليل استضافتها السنوية لما يقارب المليوني إنسان في بقعة صغيرة دون حوادث تذكر ودون أخطاء تسجل، وسجل السعودية في الاستضافات عظيمٌ ، وكتاب تستقى منه الدروس، فمنذ زمن بعيد وحتى يومنا الحاضر أثبتت السعودية نجاحها في الاستضافات على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والرياضي والفني، وقد فتحت ذراعيها لكل المنافسات فأذهلت العالم على قدرتها الكبيرة في إدارة كل تلك المنافسات المتوالية والمتزامنة بنجاح منقطع النظير .. إنّ مكاسب كأس العالم كبيرة على كل الأصعدة فمن الناحية السياسية ستثبت الاستضافة للعالم أجمع قوة المملكة الأمنية والتنظيمية والمكانة التي تحتلها بين دول العالم حيث أنّها ستستضيف كأول دولة أكبر كأس عالم يحوي متتخبات 48 دولة مشاركة في كأس العالم، كما أنّها ستستضيف ملايين المشجعين من كل دول العالم في خمس مدن رئيسة وخمسة عشر ملعباً منها ملاعب جاهزة ستهيأ لتكون جاهزة للحدث، وملاعب ستبنى على أحدث طراز لتكون لوحة معمارية تعكس تطور السعودية معمارياً ، وتحافظ على أصالة الماضي مع صبغة الحاضر ورؤية المستقبل ، وأمّا من الناحية الاقتصادية والسياحية فالنهضة العمرانية التي تسبق الحدث وما بعد الحدث ستغير من السعودية والبنية التحتية، فالمتابع للدول المستضيفة لكأس العالم يرى التغيير الذي حصل على المستوى الاقتصادي والعمراني والسياحي .. وتعد السياحة مصدرًا من مصادر الدخل ، ومن الطبيعي أن تقوم الشركات السياحية على جذب السيّاح ، وتسيير الرحلات للسعودية قبل الحدث وأثنائه وبعده ، هذا وتشير التقارير الرسمية أنّ دول العالم المستضيفة للنسخ الخمس الأخيرة قد حققت 100 مليار دولار من تنظيم كأس العالم وهو رقم كبير جداً .
ويعد الإعلام السلاح الأقوى لتغيير المفاهيم ونقل الصورة الصحيحة ، وكأس العالم سيجذب وسائل الإعلام التي ستتوافد على البلد المستضيف ، وستظهر الوجه الحقيقي للسعودية العظيمة في كل قناة وفي كل وسيلة مسموعة ومقروءة ومرئية ، وستدخل ثقافتنا وحياتنا وطبيعتنا كل بيت في المعمورة ليرى العالم تسامحنا وكرمنا وطيبتنا وصدقنا، كما أنّ التمازج الثقافي سيسهم في تعريف الشعوب الأخرى بثقافة البلد ووتنوّعها .. وإنّ العارف بالشأن السعودي ليعلم أنّ المملكة لن تهدر أي مبلغ مالي دون أن ترى أثره المستقبلي على نهضة البلد ورغد العيش للمواطن والمقيم ، وإن سياسة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى وقتنا الحاضر تحرص على رفاهية المواطن السعودي وتسعى لتأمين حياة كريمة لكل فرد يعيش على تراب هذا الوطن المعطاء، ونسأل الله أن يديم لنا قادتنا، وأن يحفظ لنا وطننا وأمننا .
(همسة الختام) :
مَنْ تعوَّد النظر للحياة بإيجابية سيرى النور في الظلام، و مَنْ تعوَّد رؤية الحياة بسلبية سيرى الظلام في وهج النور .