سوريا .. مآسي وعودة وفرحة ولقاء
د/ سلمان الغريبي
----------------------
هنا .. مملكة الإنسانية .. مملكة سلمان .. مملكة الحب والعطاء التي تلملم جراح المسلمين في كل مكان ؛ إرضاءً لله أولاً وأخيرًا ، ثم خدمةً دون مَنّ أو رياء للإسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة .. فكانت سباقة كعادتها لمساعدة الشعب السوري الشقيق المغلوب على أمره داخل أراضيها ، وفي المخيمات الإغاثية ، فجزاها الله خير الجزاء وأثابها ، ورفع شأنها و أطال في عمر قادتها ، وبارك لها في شعبها العربي الأصيل الوفي .. ففي سوريا أرض الشام التي كانت تقبع تحت حكم جائر وجوع وتهجير وسجون أدمت القلوب ، وبكت منها العيون من هول ما فيها ، فأشرقت عليهم نور الحرية ، وعادت الأرض لأهلها كسابق عهدها سوريا حُرّة أبيّة ، وانتهى بلا رجعة -إن شاء الله- عصر الإبادة والتدمير والتهجير والترويع للذين ضحّوا ، ودفعوا ثمناً باهظًا لمطالبهم المشروعة التى وفقهم الله لتحقيقها ، وتحوّل حلمهم إلى حب وسلام وراحة بال .. وسوف تبقى الثورة السورية لهم شعلة مضيئة ، ونبراسًا يهتدي إليه الباحثون منهم عن العدالة والرفعة والكرامة والعزة وإحقاق الحقوق ، وإرجاعها لأهلها الذين بذلوا من أجلها الغالي والنفيس بالأرواح والدماء والممتلكات العامة والخاصة ، فالحمد لله الذي أزال عنهم كابوس الخوف والتهجير والحرمان ، والحلم الذي كان يراه كثيرًا من المغيبين بعيد المنال تحقق -ولله الحمد - .. ففكرة العودة إلى بلادهم التي مزقتها الحرب الأهلية تحت حكم الأسد ، كانت بعيدة المنال ؛ خوفًا من الملاحقات الأمنية ، أو حتى الموت ، إلا أنها أصبحت اليوم واقعًا إثر انهيار النظام في ظل مستقبلٍ زاهرٍ لإخواننا الشعب السوري الشقيق ، وبرعاية حكومة عادلة تخاف الله فيهم ، وتُنسيهم ما حلّ بهم من مآسي ومحن في الماضي ، وتعمل بكل جد واجتهاد لتعود سوريا كسابق عهدها أرض الصمود والديمقراطية حُرّة أبيّة .