مُرْهَقين من كل شيء"
بقلم ـ حافظة الجوف
دائمًا يتكرر على مسامعنا عبارة أن مَنْ زرع حصد ، وكل صديق ستجده وقت ضيقك ، وأن البقاء في هذه الحياة دائمًا للأقوياء .. كلها دروس تعلمناها من الحياة لكن أرعبنا الاختلاف بينها وبين ما تعلمناه في المناهج الدراسية. فهُناك الكثير من الناس مُرْهَقين من السعي، مُرْهَقين من محاولات التجاوز، أرهقتهم سرعة الأحداث في حياتهم، أرهقتهم القرارت المصيرية والمسؤليات والضغوطات التي تحاصرهم ، مُرْهَقين من كل شيء لكنهم لازالوا يواصلون عساهم يجدون الراحة في المستقبل القريب ، يبحثون عن حصاد بذورهم التي زرعوها في طريق الآخرين ، وقالو إنهم ضلوا الطريق ، وضاعت منهم البذور ، وانتهى موسم الحصاد ، مرُّوا بضائقة ولم يجدو الصديق الناصح ، لم يجدو في طريقهم سوى صديق المصالح ، حاولوا و جاهدوا بكل ما يملكون من قوة تحت مبدأ البقاء للأقوى ، فلم يسعفهم ذلك ، ذكر أحدهم أنه مُرْهَقٌ حتى من الرد على المحادثات ، وإدارة الحوار مع أي شخص ، حتى أنه وصل به الحال للانعزال، وذكر آخر أنه لم يبحث عن المثالية ولكنه أرهق نفسه في البحث عن شخص يعود إليه دائمًا عندما يشعر أنه منهك، الكثير من الردود جمعتها لمجموعة من الأشخاص التقيتهم على طريق الحياة ، إذاً كيف السبيل لمن أرهقوا أنفسهم بكثرة التفكير ، والنجاة من ظروف الحياة ، يتأَلَّم القلب ولا يَجِد له مُحتضن ، يَتعب الشعور ولا يسأل عنهُ مُطمَئِن، يعيشون الحياة مُشَتتين، ومع أنفسهم حائِرين مع أقرب الناس، وبسبب الأقدار والأخطار تائهين بين همومٍ وأسى ويأس ، يعيشون العمر برأس مثقل بالأفكار ، في أَشَدِ احتياجهم لا يجدون عضدًا ، تمضي بهم أيامِ الحياة صابرين على كُل معاناة، ولكن ما يُضعِف صَبرهم قوةِ المفاجآت، وتنتهي بهم الحياة مُرْهَقين من كل شيء .