الإعلانات بين الضجيج والدفع الإستهلاكي.
حنان محمد الثويني
الإعلان عن السلع الإستهلاكية والوجبات السريعة والمقطوعات الموسيقية والغنائية أصبح يغزو كل مجال بعدة طرق سواء عبر التلفاز أو الراديو أو مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى من خلال الهواتف الجوالة ولوحات الشوارع والطرق، لأنها تُعدّ الوسيلة الأسرع للتسويق
وبذا فهي تستغل كافة الوسائل المبهرة لتصل إلى المستهدف بسرعة ودون أن تترك له مجالاً لإقافها
وبالتالي فإنها بقدر ماتحقق أرباحًا ًكبيرة فإنها أيضاً تترك أضراراً نفسية غير جيدة!
إن مستويات الضجيج المرتفعة
التي يواجهها الإنسان من هذه الإعلانات من الممكن أن تتسبب له بالضغط، وتحفيز العدائية والملل والضجر
وتقطع عليه الكثير من الإنسجام والمتعة كأن يتابع برنامجاً مهمًا
أو يشاهد فيلماً حماسياً أو يستمع لأغنيتة المفضلة
فتُبثّ الإعلانات خلالها عِدة مرات دون مراعات واحترام لوقت الإنسان وإنسجامه ومتعته
وكأنها تقول : عليك أن تشاهد إعلاني راغماً!!
أمست الإعلانات التجارية شيئاً مُقرفاً ومبالغاً فيه إذ تُعرض في اللحظة الخطأ والوقت الخطأ
وكأنها موكلةٌ بإستفزاز المتلقي
وقطع اللحظات الجميلة عليه
ومما لاشك فيه أن الإنسان في هذا الزمن يعيش ضغوطاً نفسية ومالية ومعيشية وضائقة حياتية يحتاج فيها إلى
أوقات تُنسيه أعباءه وأحزانه
فيبحث عنها في مشهد فكاهي
أو برنامجاً علمياً أو خبراً مهما
أو مسابقة ثقافية فتفسد الإعلانات عليه إمعانه
وتُعيق تركيز ه وتُفقده الحماس بالمشاهدة
وللإعلانات سلبياتٌ لا تقتصر على إستمتاع المشاهده وإنسجام المتابعة فقط بل قد تتسبب في صراعات بين أفراد الأسرة الواحدة حيث تجذب هذه الإعلانات الأطفال والشباب لشراء السلع أو الأطعمة دون مراعاة للفوارق المالية بين أرباب الأُسر فتُثير الصراعات والمخاصمات والإحتقانات فيمن يستطيع الشراء أو لايستطيع الشراء فينمو لدى بعض أفراد الأُسر السلوك الاستهلاكي دون هدف ودون مراعاة للظروف بل لمحاكاة فلان وعلان على حساب الأب أو الأم الذين يعانون من صعوبةٍ في التوفيق مابين ضروريات الحياة وإرضاء أفراد الأسرة !
وأعود مجدداً لأقول ؛ إن كان ولابد من عرض الإعلان
فليكن قبل بداية البرنامج الذي يتابعه المتلقي وفي آخره دون قطع إنسجامه في المنتصف.