لاتحزن .. فرحمة الله واسعة
د / سلمان الغريبي
----------------------
لا تحزن ، ولا تجعل للحزن طريقًا سالكًا لقلبك مهما كان ، بل دائمًا -أحبتي- افرحوا ، وافتحوا للهم والغم دومًا نوافذ النسيان ، و تفائلوا بالخير تجدوه معكم أينما رحلتم و حللتم .. فلعلَّ الأماني اليائسة التي لاتعطيها أي اهتمام ذات يومٍ تكبر معك ، و تزهر أملاً وسعادةً وهناءً ، وتشرق شمسًا ساطعةً لك في عنان السماء ، وتولد من طموح وأملٍ لايغيب ، ولعلَّ تأخيرها خيرٌ أراده الله لك دون علمك .. وحدوثها للقلب راحةً ورحمةً ودواءً -بإذن الله- فمهما كنت حزينًا يائسًا ، وضاقت عليك الدنيا بما رحبت ، تذكَّر أن رحمة الله وسعت كل شيء . يقول تعالى في سورة غافر : (رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ) صدق الله العظيم .. ويقول الإمام بن القيم رحمه الله : "لن يقاسمك الوجع صديق، ولن يتحمل عنك الألم حبيب، ولن يسهر بدل منك قريب، اعتن بنفسك، واحمها ودلِّلها ..ولا تعطِ الأحداث فوق حجمها .. الحزن يضعف القلب، و يوهن العزم ويضرُّ الإرادة ، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن ؛ لذلك افرحوا واستبشروا ، وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله ، وثقوا بما عند الله ، وتوكلوا عليه ، وستجدون السعادة والرضا في كل حياتكم" .. فالحزن أحبتي آفة خطيرة تؤدي بك إلى لهلاك ، وتجعلك دائمًا أسيرًا لأفكار شيطانية خطيرة قد تؤدي بك -لاسمح الله- للانتحار ، أو تصيبك بأمراض نفسية كالاكتئاب ، والوسواس القهري الفكري مثلاً وغيرها .. ويكون ملازمًا لك ، و عائقًا دائمًا لتقدمك وتطورك ، وسببًا مباشرًا لتعاستك و تعاسة من هم حولك كأهلك وأبنائك وبناتك وأحبتك وأصدقائك .. فابتعد قدر ماتستطيع عن الحزن والسلبيات التي قد تؤثر على حياتك ، ولا تلتفت لها أو تعيرها أي اهتمام .. بل دائما زوِّد نفسك بجرعات إيجابية من الفرح والسرور والتفاؤل لحياة أفضل وسعادة دائمة وصحة وعافية وسلامة وراحة بال .