يقاس العقل بالنقاش
بقلم ـ حسن الصعيبي
الشخص الذكي يتعامل مع الناس بكل لطف ولباقة، فلا يتمسّك برأيه في حال كان سلبيّاً، ولا يتحيّز لفئة معيّنة من الناس، بل يكون منفتحًا ويستقبل العديد من الأفكار، ويستغلّ الفرصة المناسبة لتعلّم كل ماهو جديد من مجالسته أهل الرأي والفكر والخبرة .
كما يجب على كل متحدث قبل أن يتكلم أن يزن كلامه ، وينظر إلى عواقب قوله وآثاره ، فإن كان كلامه سبب للخير فليتحدث ، وإن كان كلامه يجر شرًا فيمسك عنه .
هذا وقد يوجد في المجلس أناس لديهم بطء في الفهم والاستيعاب ، وكذلك قد يوجد عامة من البشر أو حتى أميين ، كما أنه يوجد المتحمس منهم ، والمتحدث المفوّه ؛ فالواجب مراعاة المكان ومن يتواجد فيه "ولكل مقام مقال" .
لكل إنسان قدرة معينة في الحوارات والنقاشات والمناظرات ، و الاستيعاب والفهم ؛ فالواجب علينا أن نكون على مسافة قريبة في النقاش ، وإن العقل يقاس في النقاش.
وقد تجد الانسان الطيب صاحب الأخلاق الفاضلة ، ولكن بالمقابل له تصرفات وآراء من الصعب القبول بها ، أو فهمها ، ومع ذلك يصر عليها ؛ هنا نحاول أن نكون قريبين من أفكاره ، ونتجاوب معه على قدر عقله حتى لايكن هناك اصطدام وتقاطع ، ونتعامل معه بطرق تمنع إثارة التوترات والمجادلات والعداوات .
قال تعالى ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ ).
القول الجميل هو توفيق وهداية من الله عزوجل ؛ فلندعُ المولى جلّ وعلا أن يرزقنا الطيب من القول وحسن الحديث ، والقول السديد ، ولين الكلام ، واللطف في التعبير ، واختيار الألفاظ القيمة ، حيث لابد من توظيف الكلمات في مكانها الصحيح، وتقدير مشاعر الآخرين أثناء الردود عليهم.
فكر كثيرا قبل أن تتكلما
واجعل لسانك للفضائل سلما
كتبنا هذا المقال ولاندعي المثالية أو الكمال ، ولا يوجد انسان كامل في هذه الحياة ، فالكمال المطلق لله عزوجل .