د.الصاعدي يتألَّق بالشعر والنقد في أمسيته بِـ "نادي الطائف الأدبي "
متابعات - هلال اليزيدي
أكد الشاعر الدكتور سعود الصاعدي خلال أمسيته الشعرية التي أقيمت بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف مساء أمس الثلاثاء الموافق 19/4/1446هـ على أن حفظ الموروث الشعري ، والتضلع به يجعلان ذاكرة الشاعر ثرية ، ويجعل مساحة الإلهام عنده من الشعراء الذين هم في اللا وعيه، ومن هنا قالوا إنك إن تحفظ الشعر ثم تنسى ما حفظت هو هضم للشعر في اللا شعورك ، ومن ثم تنتج شعرًا بملامح لا ترى فيها ملامح الآخرين ، فكأن وجه الشاعر هو فسيفساء من وجوه صغيرة لا متناهية في الصغر من وجوه الشعراء الذين حفظ لهم ، و هذه أجمل صورة يمكن أن تفسر التناص من خلال محفوظات الشاعر.
وأشار إلى أن محفوظات الشاعر من مختلف المذاهب الشعرية ضرورية، فمثلاً من لا يحفظ إلا الشعر الكلاسيكي لا ينتج إلا شعرًا كلاسيكيًا، ومن لا يحفظ إلا الشعر الحديث لا ينتج إلا شعرًا حديثًا ، لكن من يحفظ من المذاهب والاتجاهات الشعرية المختلفة، فستنعكس على قصيدته كل تلك المذاهب، وهنا تأتي الأصالة الشعرية للشاعر بعد ذلك، ويمكنني اختصار حديثي في قول فاليري :
(الأسد مجموعة الخراف المهضومة).
وفي حديثه فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وكتابة الشعر عبره قال الصاعدي : أعتقد أنها تشبه مع الاعتذار طبعًا لقصائد العروضيين الذين يحفظون البحور الشعرية ، ثم يصبون فيها القوالب الشعورية ، فتجد الشعر باردًا باهتًا ؛ لأن النمط وجه الكاتب للشعور ، ولم يوجه الشعور للنمط ، وهذا هو الفارق بين الشاعر الذي يحكم النغم مثل الشعراء الجاهليين وبين الشاعر الذي يحكمه النغم.
مضيفًا: إن الذكاء الاصطناعي ذاكرة تقنية محكومة بالخوارزميات، والخوارزميات تنتج ما يملى عليها ؛ ولذلك لا تجد فيها البصمة ولا التجربة والحرارة الإنسانية، وهذا الجانب مهم لنعرف أن الشعر في الذكاء الاصطناعي ليس من الذاكرة الإنسانية التي عُجِنتْ بالتاريخ والحياة، ثم أنتجت هذا الشعور طازجًا وليس مجرد قوالب، وأهم من ذلك الناحية الفلسفية، ففي ذلك إلغاء لعلاقة الفن بالعالم الما ورائي ، إذ ستلغي فكرة أن الإنسان متجاوز للطبيعة.
كما ألقى عددًا من النصوص الشعرية الإبداعية التي لاقت استحسان وانبهار الحضور ومنها :
أيقظت قلبي في هواك فأشرقا وقبست من معناك مدا أزرقا ..
أبحرت فيه والسماء تحوطني وملائك الرحمن تهتف من رقى ..
حلقت حتى خلتني في منزل يعلو على الدنيا بمعراج التقى ..
فرأيت مكة كالفؤاد ترف في كل البقاع ضياءها المتدفقا ..
فشعابها مثل العروق تسربت في الأرض نبضًا قد زها وتورقا ..
وادٍ بلا زرعٍ ولكن الهدى جلب الحمام لأرضها فتعلقا ..
هي موطن البيت العتيق فحبه في كل نبض قد نما وتخلقا ..
لم تكتسي عشبًا لأن حديثها أروى عميق الصخر حتى أورقا ..
وفي نهاية اللقاء ، فتح مدير الأمسية المبدع المهندس عبدالرحمن المالكي باب الحوار والمداخلات للحضور حيث تداخل كل من رئيس جماعة فرقد الإبداعية الدكتور أحمد الهلالي ، ومنسق أمسيات الجماعة الأستاذ عبدالله الأسمري .
هذا واختتمت الأمسية بمداخلة لرئيس النادي الأستاذ عطا الله الجعيد الذي شارك الدكتور الهلالي في تكريم ضيوف الأمسية .