تجاعيد وحنين ..
بقلم / جبران شراحيلي
----------------------
الشخص مهما كان صغيراً سيكبر ذات يوم وكل ما كَبُرَ تغيرت ملامح وجهه وتغيرت حياته، كذلك البيت مهما كان جديداً سيكون قديمًا وكلما كان قديمًا زادت محبته وغلاوته ٠٠
من منا لم يمر بمباني قديمة أو بقايا لمباني صارت أطلالاً وبعضها أصبحت اثراً بعد عين
عند مشاهدة تلك المباني مباشرة تعود بنا الذاكرة للوراء سريعا ً فتكشف لنا ما آلت إليه تجاعيد وجوهنا وكيف تغيرت ملامحها بعدما كانت ذات يوم في أوج نضارتها ويبرز أمامنا ذلك الماضي وكيف النفس تهفوا للحنين إليه..
عاملان مشتركان تجعل الارتباط وثيق بين المنزل وصاحبه ، حنين الماضي وتجاعيد الوجوه
حنين الماضي ترك جرحا ً داخل النفس كما ترك تشققات وتصدعات بتلك المباني القديمة وتجاعيد الوجوه تركت علامة بارزة يرى من خلالها كيف كان الوجه وكيف اصبح .
حنين الماضي عبق الروح وخريفها وصيفها وشتاءها وربيعها كل فصول السنة وعلى مر الأيام يتراكم ذلك الحنين ويزداد ليترجم عنوانًا تبرزه التجاعيد على محياننا عنوانا ً لم يوضع على غلاف كتاب من قبل ٠٠
حنين وتجاعيد امتزج بعضها ببعض ليسيرا سوياً في دروب الحياة ليكملا مسيرة بدأت منذ الطفولة .