|

الغباء ليس وراثياً بل اجتهاد شخصي

الكاتب : الحدث 2024-10-10 03:24:50

 

‏ثورة الذكاء الاصطناعي وسرعة تطوره واستخدام البيانات وربطها ببعض من أجل الاستنتاج بالعقل الإلكتروني في دوائر إلكترونية شديدة التعقيد تحتوي على ملايين المعلومات المدخل لتمكن الآلة من استخراج واستنتاج المعلومات المطلوبة بعد الربط بينها وبين المعلومات المدخلة ، هذا في ما يخص الذكاء الاصطناعي بكل اختصار اما ما هو أهم مع خلق العقل الذكي صناعيا بعقل بشري يخرج لنا الغباء البشري ومما لا شك فيه أن هذا الغباء هو اجتهاد شخصي بنفس العقل الذي اخترع الذكاء الاصطناعي يخرج لنا عقل يبهرنا بالغباء وأعتقد أن هذا العقل لا يحتاج إلى معلومات مدخله لكي يستنتج ويستخرج المعلومة النهائية لعطل عضوي في العقل المعقد الذي خلقه الله له لكي يستخدمه في تسهيل حياته على عكس ذلك إنما هو يجتهد من أجل إثبات غبائه في كل مرة وأعتقد أن هذا النوع من الغباء هو موهبة استنادا إلى مثل ياباني يقول "حتى الغبي يملك موهبة "قد نصادف في حياتنا مثل هؤلاء ،ويصنفون في مجتمعنا بالمتميزين والمتصدرين واصحاب نشاط في المجال الفني بالتحديد ، أي أننا لا نستطيع أن نتجاهلهم دائما ولكن لابد من إيجاد طريقة فعاله في كيفية التعامل معهم مما لا شك فيه أننا غير قادرين على مسايرتهم أو تغيير عقولهم، لكننا لا نتخيل حياتنا بدون اغبياء ، فإذا افترضنا أن وجودهم في حياتنا له نفس الأهمية فيجب علينا أن نحتمل بعض التصرفات إن لم تكن أغلبها بنفس مستوى الغباء المعهود منهم. ولكن ما سيصدمنا دائما أن "اعتذار الغبي أسوأ من خطاياه".
‏كل ما ذكر سابقًا كان في حدود الغباء العادي والمقبول اجتماعيًا ونستطيع التعامل مع هذا النوع من الغباء بسهولة، ولكن الحذر من الأغبياء الذين لا حدود لغبائهم، هؤلاء هم خطر على الجميع لأن الغباء هنا تخطي مستويات اللا معقول فأصبح غباء في أعلى درجاته ، كما أن للذكاء  درجات يقاس فيها العقل البشري كما هو عند العلماء  اينشتاين و نيوتن وغيرهم وليس من المنصف أن لا يصنف مستوى لهذا النوع من الغباء ويكون له مقياس عالمي لكي نعرف مستوى خطورة هؤلاء على المجتمع ولكن على افتراض أن هناك مقياس عالمي لمستوى الغباء إلا أننا لا نستطيع في بعض الأحيان قياس مستوى غبائهم لأنهم حسب اعتقادي يعتقدون في دواخلهم أنهم على حق وأن ما يفعلونه هو أمر طبيعي وعادي جدًا لذلك لا يستجيبون إلى النصح والتوجيه واحترام الذات على أقل تقدير.
ماذا قال "كارو سيبولا" المؤرخ الاقتصادي في كتابه " القوانين الأساسية للغباء البشري " يدعو الكاتب الجميع إلى الاتحاد لحماية أنفسنا من الخسائر التي يتسبب بها الأغبياء، ولم يستطع الكاتب تقديم تعريف محدد للغباء، ولكنه استطاع إيجاز بعض الأفكار حول هؤلاء الأغبياء في سطور بسيطة ولكنها في غاية الأهمية مثال على ذلك:
"إن الغباء صناعة تصنع كما تصنع الأحذية ويصنع كي يلبس ولكن في الرأس لا في القدم "والأعجب من ذلك هو من يسوق إلى هذا الغباء على أنه نجاح ومثابرة وإقدام منقطع النظير، قد أتفق معه في آخر كلمتين وهو غباء منقطع النظير.
‏قد أصبح الغباء متغلغل في كل مجال وبالأخص السينما والتلفزيون والإعلام في بعض الأعمال المطروحة في السنوات الأخيرة على نوعية برامج المقالب المسرحيات الهابطة والتعاطي مع  قضايا المجتمع في مسلسلات تلفزيونية تنشر أفكار مغايرة للطابع البشري النظيف، وبالذات في المسرح والسينما حينما "توكل الأمور الى غير أهلها " باجتهاد شخصي منهم وليس بتكليف من أحد كما حدث في مهرجان المسرح الخليجي في العاصمة الرياض حينما احتفل الجميع بالفرقة الكويتية وبالأخص الفنانة سماح لتوقع الجمهور أنها ستكون هي صاحبة جائزة أفضل ممثلة دور أول واعترافًا منا بأحقيتها ومبادرة من الجمهور السعودي بالاحتفال بها على المسرح ، بعد انتهائنا من الاحتفال بالفنانة سماح والفرقة المسرحية الكويتية اتجه الجمهور لمواصلة الاحتفال بالفرقة السعودية ايضاً ، فتبعتنا الفرقة المسرحية الكويتية لتحتفل معنا بنجاح فرقتنا المسرحية السعودية فتصدى لهم شخص ما بغباء (كما ذكرنا سابقاً هذا النوع ) فابعد الجميع لالتقاط صورة جماعية للفرقة السعودية في موقف محرج لإخواننا الفرقة الكويتية ، إلا أنهم تجاوبوا وانتظروا حتى انتهى من التصوير فتقدموا بحماس ليكملوا الدعم للفرقة ومشاركتنا الفرحة إلا أن هذا الشخص أعاد الكرة مرة أخرى في ابعادهم وإدخال زملائه في جمعية الثقافة والفنون لنفس المنطقة وأخذ صورة جماعية أخرى ، مما تسبب في إحراج الفرقة الكويتية مرة اخرى ، وفي موقف استباقي قبل حصول المحظور اندفع فنان قدير الى وسط الفرقة السعودية بصوت عالي يغني ( خليجنا واحد ) وكان هذا التصرف حكيم جداً قبل أن يسوقنا هذا الشخص إلى مالا يحمد عقباه . 

عارف احمد 
٧-١٠-٢٠٢٤ م