قادةٌ عظماء و وطنٌ عظيم ..
جبران بن عمر
الوطن أعظم ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد الصبا ، وخُطى المدرج ، ومرتع الطفولة ، والمأوى للكهولة ، ومنبع الذكرى ، ونبراس المستقبل ، والملاذ للأبناء والأحفاد بعد زمن -بإذن الله - ، إن الإنسان الذي ليس لهُ وطنّ إنسان ليس لهُ هوية الأرض ..
فلنشكر الله ؛ إذ إننا في بلد عظيم ، ولدينا بحمدالله قادةً عظماء جعلوا الشعب جلّ اهتمامهم ، ولاينكر ذلك إلا جاحد . وكان الحفاظ على المواطن من أولوياتها التي تنتهجها هذهِ البلاد الطاهرة ، وهذا من رؤيتها الثاقبة في حفظ النفس ، إضافةً لهذا نجد شعبًا يُدرك هذا الدور من قٍبل الدولة - أيدّها الله - وباستشعاره هذهِ المسؤولية العظيمة .
تميزت بلاد الحرمين الشريفين حكومةً وشعبًا بتلاحم وتناسق ، وانسجام كبير بين القيادة والشعب ، وهذا بفضل الله- سبحانه وتعالى-.
إن يوم الوطن هو يوم يضيف في كل سنة لوطننا ذكرى عظيمة في تاريخ توحيد هذهِ الأرض المباركة على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ، و إن الجهود التي تبذلها قيادة هذهِ الدولة لبناء وطن قوي ومتقدم يستحق من كل مواطن التقدير ، وهذا المجد لم يأتِ سوى من الغرس القديم ، والثمار الناضجة من جميع النواحي ، ومن شتى مجالات المعرفة ، لهذا الوطن المعطاء ..
لم يكن مجرد حدث بل عزًّا ومجدًا تليدًا ، وذكرى لتوحيد هذا الكيان العظيم ، فقد قامت على التوحيد والسنة والعقيدة ، ونجد في عهدنا الزاخر -بفضل الله تعالى- ثم بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد - حفظهما الله - فقد قامت هذهِ القيادة الحكيمة بتخطي الأزمات بقدرة كبيرة وحكمة وحنكة ..
ولقد تطورت هذهِ البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين ـ رعاه الله ـ بنهضة متكاملة وشاملة في مختلف المجالات؛ لتقوم على أسس متينة ومتطورة ، مبنية بقدرات وكفاءات وطنية واعية وفاعلة ، وقادرة على مواكبة التطور التكنولوجي الذي تشهده البلاد ..
ومع هذه الذكرى الوطنية المباركة يُظهر الشعب قيم الوفاء والطاعة والمحبة ، وحب الانتماء للقيادة الرشيدة، وهذا يظهر بأوثق عُرى التلاحم بين الشعب والقيادة..
وطننا فيه ميزات عظيمة ؛ المكانة العظيمة ، مهبط الوحي ، ومنبع الرسالة ، والحرمين الشريفين ، والعقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة ، والتحكيم بالكتاب والسنة ، إن بلاد التوحيد والعقيدة الصحيحة ، بلاد ذكرى وتاريخ مجيد ، ومنهل رافد وأصل لجميع المسلمين، ومن هذا المنطلق ندعو الله عز وجل أن يحفظ بلادنا الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه ، وعلى مَنْ يسكّن فيها من الذين مَنَّ الله عليهم بالعيش على ثراها أن يحفظوها ، ويحافظوا على أمنها واستقرارها وسلامتها ، إن حفاظك على هذهِ البلاد الطاهرة واجب ديني وأخلاقي .