وطني ليس كالأوطان ..
بقلم ـ العنود سعيد
ارتبطت نشأة الإنسان على هذه الأرض بحيز جغرافي ترسمه حدود وسمات طبيعية وبشرية؛ حيث تكونت منذ الخليقة علاقة فطرية خلقت حب الانتماء للمكان الذي ولد فيه، ونشأ على ترابه وعاش من خيراته، واستنشق أول نسمات هوائه العليلة، مهد صباه ومدرج خطاه، والملاذ الآمن الذي يضم أبناءه ويصون كرامتهم وعزتهم .
المملكة وطن ليس كالأوطان، قدَّمتْ ومازالت تقدِّم العطاء لأبنائها ، وكل من يقطنها من أصدقائنا في كافة أنحاء العالم.
وما نشهده من تطورات ومشاريع تنموية تسابق الزمن ما هي إلا دليل واضح على تميز المملكة في تقديم سبل الرفاهية لكل مَنْ يعيش على أرضها؛ حيث تثبت المملكة العربية السعودية على الدوام وعلى مر الأحداث أنها بحقٍّ الحضن الدافئ لكل المسلمين على وجه الأرض.
عُرفت المملكة العربية السعودية منذ عهد تأسيسها في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ حينما أصدر جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه – مرسومًا ملكيًا يقضي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية، وتغيير اسم " مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها " إلى " المملكة العربية السعودية " ، وذلك اعتبارًا من يوم الخميس الأول من الميزان : 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق : الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 1932م ، استطاع الملك عبدالعزيز أن يرسم معالم الوطن في ملحمة أسطورية أرست قواعد الوطن الشامخ .
يعد هذا اليوم التاريخي موعدًا مهمًا عند السعوديين للاحتفال بيوم وطنهم المجيد في كل عام ؛ والتي يستذكر فيها السعوديون كل عام هذه المناسبة الغالية التى وحّدت أرجاء الوطن تحت سقف العدل والتنمية؛ حيث يعيشون فيه واقعًا مليئًا بالإنجازات والتقدم، وقد أضحت المملكة اليوم واجهةً وحلمًا للعالم؛ للعيش في ربوعها.
حب المرء لوطنه لا أحد أبدًا يشكك فيه، لكن هذا الحب يجب أن يُترجَم إلى واقع ، وإلى أفعال تؤكد دورنا في الحفاظ على مقدراته وإمكاناته وخيراته؛ حيث تقع على كل فرد- في هذا الوطن الغالي- مسؤولية الحفاظ عليه وعلى تاريخه المزهر بالإنجازات والبطولات، ورفع اسمه في كل المحافل الدولية، والظهور بمظهر حضاري لائق يمثل المملكة العربية السعودية وتاريخها العريق.
حب الوطن ليس تعبيرات رمزية أو شعارات تبرز في يوم من أيام العام، بل هو الحب الحقيقي، والحلم الكبير، والجزء الثمين من أرواحنا، نسعى بعطاءاتنا وإخلاصنا للحفاظ على مكتسباته وأرضه الطاهرة من الفساد والعبث والتقاعس؛ فهذا اليوم العظيم لا يجب أن يمرّ على المجتمع السعودي بأسره مرور العابرين، ولا تقتصر مهمتنا فيه على الانشغال بالأهازيج وحمل الشعارات ، بل بسرد قصص الوطن وحكايات أبطاله للصغار والكبار حتى ترسخ في عقولهم تلك التضحيات التى قدمها أولئك الأبطال لأجل وطنهم الغالي .
قد اندثرت الحروف والكلمات في صياغة أعذب القصائد وأجمل الأشعار لِترجمة مشاعرنا بعشق هذا الوطن الجميل، لكن حبه سيبقى محفورًا في ذاكرة أبنائه، يتوارثونه عامًا بعد عام ، وجيلًا بعد جيل .
حفظك الله يا وطني، ودمت بخير من عبث العابثين ، وحقد الحاقدين ، وتنكّر الجاحدين.