بين … وبين
بقلم / عبهر نادي
----------------------
[المعرفة تقودنا إلى الإجابة]
تلك بديهة يعرفها الجميع ..
ماذا إذًا لو كانت المعرفة ذاتها تحجب عنا الإجابات؟ هل يمكن حصول ذلك أو قبوله ؟
حين نقبل الإجابات الجاهزة ، ندفع عقولنا إلى الكسل ، إلى الأخذ بالأسهل والبعد عن جهد التفكير ، لم نعد في كثير من الأحيان نبحث عن الحلول والإجابات بعمق أكبر وحجة ذلك أننا مسيرون في هذه الحياة.
على الجانب الآخر ، هناك مَنْ يرى أننا مخيرون ، وأن للإنسان إرادة حرة مطلقة ، وهذا التخيير يجعلنا قادرون على اكتشاف الإجابات ، وهنا يأتي السؤال : هل نحن مسيرون أم مخيرون ؟
دعونا نتفق أن الإنسان له الوصفان: (مُخير ومُسير )، فحين خلقنا الله أنعم علينا بالعقل ، وجعله إحدى الملاذات لاتخاذ القرار الصحيح ، وجعل لنا مشيئة واختيار في التفاعل مع الأحداث من حولنا ؛ لنستطع التمييز بين الخير والشر ، وبين ماهو نافعٌ أو ضار ، وعلى أساسه يحاسَب كلٌ منا على أفعاله التي اختارها لنفسه لأنها أفعاله الحقيقية (فالاختيار مع وجود العقل ، وعدم الإكراه هو مناط التكليف ، وإذا فُقد ارتفع التكليف ) .
وكمثال على ذلك ..
أمر منطقي في حياة كلٌ منا التوقع أو التخطيط للمستقبل ، فهو ضمن الاختيار والإرادة ولكن يبقى المستقبل محجوبٌ عنا فهو من علمه الذي استأثر به تبارك وتعالى .
وإن ما أعنيه مفاده الإخبار عن تقدم علم الله سبحانه وتعالى على علم العبد بما يقوم به ويكسبه ، أو يصدر عن تقدير منه ، ولا يعني القضاء والقدر إجبار الله له وقهره على ماقدَّره وقضاه ، وإنما تقديم علمه بما جرى و يجري أو سيجري في الكون دون أن يستوجب ذلك الجبر والإلزام .
وقد يستطيع الإنسان بجهده وسعيه أن يعمل باختياره لتتفتح أزاهير الخير والصلاح أمامه ، ويبتعد عن نيران الشر والفساد وكل مايلقي به في الهاوية .
ويبقى في النهاية ..كلٌ منا مُيسر لما خلق له .