|

عوداً حميداً لكل متميز ومتميزة !

الكاتب : الحدث 2024-08-16 09:13:43

 

علي بن أحمد الزبيدي

سيأتي يوم الأحد 18 أغسطس 2024م الموافق 14 صفر 1446هـ بإذن الله لتعود النفوس المتوثبة للمعالي إلى الدراسة، وسيعود معها أكثر من 7 ملايين طالب وطالبة في التعليم العام ، وحوالي مليوني طالب وطالبة في التعليم الجامعي والتدريب التقني والمهني، وسيكون في استقبالهم ما يقارب 600 ألف معلم ومعلمة في التعليم العام ، وما يربو على 70 ألف أستاذ جامعي وأستاذة جامعية ( على رأي من يجيز تأنيث المناصب) هذه الأعداد الكبيرة هي إحصائية اكتفيت فيها بالمدارس والجامعات الحكومية، ولم أذكر المدارس والجامعات الأهلية والعالمية وإلا فالعدد كبير جدًا وليس هذا مجال ذكره ، فلم يكن إيرادي لهذه الإحصائية من باب التوثيق أو العبثية، ولكن كي أدلل على حرص دولتنا -حفظها الله- على نشر  العلم في ربوع بلادنا ، وهي غنية عن هذا الدليل لوجود شواهدٍ تجعل العدو قبل الصديق يشهد لها بفضلها الذي شمل القريب والبعيد .

إنّ التعليم الذي تنشده المملكة العربية السعودية ليس تعليماً يستهدف الحد الأدنى من المعلومات، بل تسعى جاهدة لجعل التعليم نموذجًا يحتذى وتدعم كل مبدع ومبدعة في الميدان سواء كان طالبًا أو معلمًا أو أحد منسوبي الهيئة الإدارية، وقد جعلت من التطوير والمراجعة المستمرة هدفاً يتماشى مع الرؤية الطموحة 2030 ، ووفرت كل الإمكانات لتحقيق ذلك بل وضعت الجوائز لكل طموح .

سنعود بإذن الله محمَّلين بالآمال لكنّ الأمنيات لا تتحقق بالتمني فقط بل لابد من السعي الدؤوب والإيمان بالتطوير والبحث عن التميز والتعاون بين كل الأطراف ( الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع أشخاصًا وجهات وشركات ومؤسسات ) وهذه تتعاضد فيما بينها لتساهم في جعل التعليم في المملكة العربية السعودية ينافس الدول المتقدمة علمًت وثقافةً وتطورًا ونحن نستطيع .

إنّ الطلاب والطالبات هم المرتكز الأول وعليهم يعوّل الكثير، ولذلك يجب علينا جميعًا ( كل الأطراف ) أن نزرع فيهم حب العلم ، وأن نبين لهم أنّ أول ما نزل على نبي الهدى - صلى الله عليه وسلم- كلمة ( اقرأ ) لتعظيم العلم والتعلم، كما يجب علينا أن نعوّدهم على توقير المعلم والمعلمة ، فهم حملة رسالة الأنبياء، وإن احترموهم وقدّروهم سيكون لذلك الأثر الأكبر في استيعاب المعلومات وتقبُّل التوجيهات وجني الفائدة المرجوّة من التعليم .

إنّ المعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية يقع على عاتقهم العبء الأكبر في صنع جيل مبدعٍ ومتميز من خلال الإيمان بدورهم التنويري والتثقيفي ، كما يجب عليهم تنويع طرائق التدريس والبحث عن التطوير وعدم الجمود ، وحثّ الطلاب والطالبات على بذل الجهود، وعليهم أن يجعلوا من المدرسة البيت الثاني والحضن الآمن ؛ مما سيساهم ذلك في إزالة كل الحواجز النفسية بين المعلم وطلابه والمعلمة وطالباتها ،

نعود - بإذن الله - ونحن نرجو من الله أن يكون عامنا هذا عام تميّز وتقدّمٍ وأمنٍ وأمانٍ وخيرٍ وبركةٍ، وأن نحقق ما تصبو إليه قيادتنا الحكيمة - أيَّدها الله - من تقدم وازدهار ، وكل عام دراسي ونحن في علو .

همسة ختام :

العملية التعليمية من بدايتها حتى نهايتها تقوم على التشارك والتعاون، وإذا اختل ركن من الأركان ، اختل البناء وتهدّم حتى لو كانت الأركان الأخرى قوية ومتينة