|

أوقفوا مكافأة الجامعات ..!

الكاتب : الحدث 2024-08-11 11:25:03


بقلم  ـــ علي بن أحمد الزبيدي

 

جملة من ثلاث كلمات أطلقها أحدهم ونام قرير العين، ولا يعلم كم من عين أبكت، وكم من دعوة انطلقت، وكم من قلب آلمت، جملة قليلة الحروف كثيرة الأثر، جملة صغيرة الحجم كبيرة الهدم…

نعم إن المكافأة وإن كانت قليلة في نظر البعض ( 850 ) ريال للتخصصات الأدبية والشرعية والاجتماعية ومافي حكمها، ( 1000 ) ريال للتخصصات العلمية والصحية وما في حكمهما ، يذهب منها مبلغ ( 10 ) ريال للصندوق الطلابي

 هذا المبلغ الذي كان في السابق ومازال عتاد الطالب والطالبة في الجامعة، تتنازعه المقررات الدراسية والمواصلات والسكن ولوازم الجامعة من لباس وأدوات ومتطلبات خاصّة وعامّة .

 هذا المبلغ الذي يستكثره البعض وإن كان لا يفي بمتطلبات طلابنا وطالباتنا في الوقت الحاضر بحكم ارتفاع الأسعار وحقوق الملكية الفكرية التي أنهت حقبة المذكرات الجامعية وتصوير الكتب وبيعها في المكتبات، ولم يعد هناك سوى ملخّصات تباع في بعض المكتبات   ويقضي هذا الاتفاق على أن يوجّه الطلاب والطالبات بطريقة غير مباشرة أو بطريقة مباشرة لشراء الملخصات

إنّ المكافأة الجامعية التي يعوّل عليها الطلاب الطالبات هي مصدر استمرار بعض الطلاب والطالبات في الدراسة الجامعية وليس صحيحاً أنّها لم تعد ذات فائدة بل إنّ الواجب على الجامعات أن تستطلع أراء الطلاب والطالبات في زيادتها أو بقائها وأجزم أنّ الغالبية ستصوّت على الزيادة فالمبلغ حين أقرّ في حينه لم يكن لمجرد حثّ الطلاب على الدراسة الجامعية بل كان مساهمة من الدولة كعادتها - أيدها الله - لمساعدة الأسر على تحمّل تكاليف الجامعات التي تثقل كاهل الأسر المكتفية فما بالك بالأسر المحتاجة، كما أنّ وجود المكافأة المالية سيزيد من وعي الطلاب والطالبات بالاستدامة المالية التي تتوافق مع رؤية 2030 للملكة العربية السعودية والتي تحرص على تمكين الشباب من الجنسين .

  إنّ حرمان الطلاب من المكافأة الجامعية بالكلية سيكون له الأثر السلبي على طلابنا وطالباتنا وعلى أسرهم ولعليّ أستذكر قصصا عايشتها بنفسي حين كنت طالباً جامعياً وكان معي بعض الطلاب الذي حرموا من المكافأة بسبب نزول معدلهم أو تأخرهم عن موعد التخرّج فقد اضطرّ ثلاثة ممن أعرفهم لترك الجامعة في المستوى السادس لعدم قدرتهم على دفع إيجار السكن والمواصلات وكم تألمت لبكائهم عندما علموا بالقرار وكم حزنت عندما تركوا الجامعة .

 هذا القرار الذي أحدث ضجّة حينها بين طلاب وطالبات الجامعات وتسبب في صدمة لهم ولأسرهم، نصّ على أنً المكافأة يجب أن تتوقف عن الطلاب والطالبات في الحالات التالية :
- من بعتذر أو يؤجل فصلاً
- من يحصل على إنذار
- من يقل معدله التراكمي عن ( 2 ) في الجامعات ذات المعدل ( 5 )، ومن يقل معدله عن ( 1 ) في الجامعات ذات المعدل ( 4 )

    وفي الحقيقة أنّ لي وجهة نظر في هذا الأمر فلو أنّ المكافأة المالية تبقى مع خصم مبلغ منها في حال وجود الموانع السابقة ثم تُعاد في حال أثبت الطالب والطالبة حرصه واهتمامه وتحسّن أدائه لكان هذا أفضل من إيقافها وحرمانه منها، كما أنّه من الأفضل زيادتها وذلك بسبب ارتفاع الأسعار لتصبح ( 1500 ريال ) لطلاب وطالبات التخصصات العلمية والصحية ومافي حكمهما ، وتصبح ( 1200 ) ريال لطلاب وطالبات التخصصات النظرية والشرعية والأدبية والاجتماعية وما في حكمها، وهو رجاء نرفعه لملك الإنسانية الملك سلمان - أطال الله في عمره - ولولي عهده أمير الشباب الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ونعلم حرص قيادتنا الرشيدة على توفير كل ما يساهم في الرفع من مستوى التعليم لكل أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، وقادتنا - وفقهم الله - لا يألون جهداً لجعل حياتنا أفضل وأجمل، وفي كل يومٍ نرى ونسمع عن مراجعات لبعض القرارات السابقة لتعديلها أو استحداث قرارات أفضل منها بما يحقق الرفاهية للمواطن والمواطنة والمقيم في هذا البلد الحبيب .

همسة ختام :
كن مفتاحاً لأبواب الخير، مغلاقاً لأبواب الشرّ.