إرميها وربك يرويها
أعجبتني رسالة متداولة عن الإحتفاظ ببذور الفواكه الموسمية ومن ثم زراعتها ، وأردت أن أكتب بهذا الموضوع مدعم بالتوجيهات النبوية والوطنية .
حيث ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد (إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) ، وحيث أننا في بداية الصيف الذي تكثر فيه هذه الفواكه الموسمية ؛ مثل الخوخ والبطيخ والمشمش والفركس والعنب والتين الشوكي وبعض الفواكه المتنوعة الأخرى .
وهنا أقترح على الجميع بعدم رمي البذور لهذه المنتجات في سلة النفايات أو إهمالها ، بل الإحتفاظ بها و غسلها وتجفيفها (في الشمس) ، ومن ثم وضعها بكيس ورقي (وليس من البلاستيك) وحملها معنا في السيارة حتى دخول فصل الخريف القادم بإذن الله، ومن ثم نقوم برمي هذه البذور على الأرض ، سواء بمزارعنا أو بالمنتزهات وجوانب الطرق أو الأماكن التي نمر فيها ، وتكون في موسم الأمطار وموسم (الفطارة ) ، وهو الوقت الذي تفطر في الأشجار ، وقد كان لي تجربة بذلك فكنا نأكل التمر في حديقة بيتنا ونرمي النوى ونبت عدد من النخل أصبح مثمرًا الآن .
ومن خلال هذا العمل البسيط ، يمكننا المساهمة بزراعة عدد من الأشجار في كل موسم في مكان مرورنا أو تواجدنا ، ومن خلال هذا النشاط نحن نأمل المساعدة بتحويل أرضنا إلى الإخضرار ؛ بثمار مفيدة للبيئة ومنتجة ، قد نستفيد منها نحن ومن يأتي من بعدنا ، وهي من باب الصدقة الجارية يترحم علينا بها عابر السبيل ، وأجرها ثابت عند الله وتطبيقًا للأمر النبوي الشريف بغرس الفسائل والأشجار .
ولقد روجت الحكومة التايلاندية هذه الفكرة لجميع مواطنيها ، وفي السنوات الأخيرة قامت العديد من مناطقها بهذه الحملة وتطبيقها بحزم ، وكانت ناجحةً جدًا ، حيث تضاعف عدد أشجار الفاكهة والبقوليات في البرية ؛ خاصة في المناطق الشمالية من تايلاند ، وإنضم الماليزيون إلى التايلانديون في هذه المبادرة الرائعة لنشر الوفرة في الطبيعة وزيادة الرقعة الخضراء ، وبهذه الطريقة البسيطة والفعالة ساهموا في حفظ الأرض للأجيال القادمة ، وزيادة الغطاء النباتي وزيادة الإنتاج الزراعي للفواكه الموسمية، وزيادة نسبة الأكسجين في الهواء ، وأيضًا تخفيفًا لدرجات الحرارة العالية بالصيف .
ونحن بعملنا هذا نساعد على تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030 ؛ بتحويل المملكة إلى السعودية الخضراء بإذن الله.
إذًا فلنرميها والله يسقيها.
المستشار ــ محمد بن سعيد أبوهتله