ما هي العادات التي تجعلنا سعداء؟
د. إسراء محمد عبد الوهاب
كل يوم يحدثونك عن كيفية جني ثمار السعادة في الدنيا، عديد من الكتب والمقالات، البرامج بإعلاناتها لتُخبرك كل ساعة بأنك المقصر في عدم حصولك على هذه الترقية، لم تنجح خسئت! أنت السبب الوحيد لهذا، بينما لا أحد يتحدث عن حقيقة الدنيا التي نعيشها؛ فالدنيا دار شقاء ، وإذا أردت النجاة من شقائها حقًا؛ فذاك النور الصغير هو سبيلك السليم الذي يقودك إلى النور الأعظم والنعيم الدائم .
لا علينا سوى الاجتهاد مهما كانت النتائج فقط السعي والدعاء، لحظات نسعد بها تارة ، ونحزن تارة أخرى ، وكثيرًا نخفق لنصل إلى نجاح.
لا يغرنك ممن يتحدثون تحت مسمى التنمية البشرية أو تطوير الذات؛ فهؤلاء لم يدركوا عن الذات وحقيقتها سوى قشور، حديثهم وإعلاناتهم حين نصبح وحين نمسي جعلت الكثير منا يطوف بدائرة مغلقة ويكررها للبحث عن سراب ووهم السعادة الدائمة.
أين نحن من منهج القرآن والسُنة النبوية؟
إلى أين وصلنا في طريقهم؟
كل شخص منا يسعى في طريق ما لسعادته الخاصة، هل حققت شيئًا؟ هل جنيت ثمرة سعادتك؟
احترم إنسانيتك بكل مشاعرها وأخطاءها، أنت لست بآلة لا تُخطِئ.
دعني أخبرك أشياء تجعلنا لا نتذوق السعادة:
-الندم على الماضي، و حديثك مع ذاتك لو عاد الزمن للوراء، لما فعلت كل تلك الأشياء، نعيش داخل الماضي ثم نهمل الحاضر الذي يعقبه تأثير على المستقبل.
-الأنانية، الإنسان كائن اجتماعي على فطرته السليمة، إذن لا بد الخروج من تلك القوقعة ونتشارك مع الناس واهتماماتهم.
- تضع شروط مقابل شعورك بالفرحة، على سبيل المثال: إذا حصلت على الترقية فسوف أكون سعيدًا و هكذا.
-الراحة، وأذكر هنا تحديدًا: منطقة الراحة و الحل هو خروجك من تلك المنطقة والبدء في تجربة أشياء جديدة، لأن الراحة هي وقود للإرهاق الذهني و ليست مصدر للسعادة.
الحلول لفهم سر السعادة والحصول عليها :
تعرف ما هي المعوقات التي لديك و تبدأ في وضع حلول لها، بعد إيقافها فورًا، ثم استبدالها بأشياء إيجابية، كل ذلك يولد لديك الأفكار التي تدفعك للأمام وتساعدك أيضًا للخروج من منطقة الراحة لديك، وتجعلك تعيش الحاضر بالطريقة السليمة، وينبع داخلك إحساس القناعة والرضا.
العادات التي تجعلنا سعداء :
-الاتصالات الحقيقة: مهما كان حولك من بشر، الفكرة هنا ليست بالعدد بينما بجودة تلك العلاقات، اختر دومًا دائرة صغيرة حولك من أناس تبادلهم ويبادلونك مشاعر الحب الحقيقة وذلك يشعرك بالسعادة، كما نوهنا سابقًا أن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة.
-تقدير واستثمار الوقت للوصول لأهدافك و ما تحلم به وذلك سوف يمنحك إحساس السعادة لتحقيق إنجازات خاصة بك.
-الادخار وذلك للوصول لشعور بنوع من أنواع الأمان، و كذلك من الادخار مايعينك على مساعدة من يحتاج ممن حولك، العطاء الإيجابي من أهم مسببات السعادة.
-هدف لديك لا تنظر إليه فقط تاركًا الرحلة التي تسير بها، لا تنسَ حياتك والناس وكل شيء لأجل ذلك الهدف.
ختامًا:في الحالة المزاجية و الوصول إلى مرحلة السلام و الاتزان النفسي، و عند وصولك لتلك المرحلة حياتك برمتها سوف تتغير، و الوصول إليها صعب بينما نصيحتي الأخيرة للوصول إليها هي اتباع منهج دينك وسُنة رسولك.
في الختام : السعادة قرار، قرار نابع من داخلك، أنت الذي تحدد، هل سوف تعيش سعيد أم ستظل داخل منطقة الراحة.
---------------------