|

شهادات مزيفة جمّة تتسلل إلى القمّة ..

الكاتب : الحدث 2023-07-12 11:57:59

محمد عبدالغني خواجي 

ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة الشهادات المزيفة والتي يتسلق أصحابها في المجتمع، وهي ظاهرة سيئة و مضرة وتسلل في الكثير من المشاكل للأفراد والمجتمع على حد سواء .

يعتبر التسلق المجتمعي ظاهرة تنشأ عن الرغبة في الحصول على مكانة ومنصب مرموق في المجتمع بطرق غير شرعية ،ومن بين طرق التسلق غير الشرعية الحصول على شهادات مزورة أو مزيفة والحصول على مسميات وهمية مثل " سفير .. دكتور .. الخ .

و هذه الشهادات والمسميات تعطي حاملها صورة مزيفة عن نفسه ومؤهلاته، وتجعله يحصل على وظائف ومناصب لا يستحقها، مما يؤدي إلى إحداث فوضى في المجتمع والعمل، ويؤثر سلبًا على الجودة والمستوى العام للخدمات المقدمة.

بل أن بعض الجهات الحكومية والأهلية يفرضون هذه الشخصيات في مناسباتهم واحتفالاتهم و يتصدرون المشهد دون وجه حق ، و الأدهى والأمر أن بعضهم أصبح يقدم الدورات في عدد من المجالات دون خبرة أو دراية ، مستنداً إلى تلك الشهادة المزيفة أو ذاك المسمى الوهمي .

وها نحن نرى و نسمع عن الدكتور المتخصص في الإعلام فجأة دون سوابق او خبرة في المجال و نسمع عن ذلك الدكتور الذي يقدم دورات في التنمية الأسرية ، مصدقاً الوهم الذي صنعه و عاش به ..  

أتمنى -حقيقةً- من المجتمع والدولة اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذه الظاهرة، من خلال تشديد الرقابة على المؤسسات التعليمية والتدريبية والتأكد من صحة الشهادات والمؤهلات، وتشديد العقوبات على المتورطين في هذه الظاهرة، وتوعية الناس بضرورة الحصول على مؤهلات حقيقية وآمنة، وعدم الاستعجال في الحصول على وظائف ومناصب لا يستحقونها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد أن يعيدوا النظر في القيم والمعايير التي يستندون إليها في تقييم الأشخاص ومنحهم الوظائف والمناصب و دفعهم لتصدر المشهد الاجتماعي ، وعدم الاهتمام فقط بالشهادات والمؤهلات الورقية، بل يجب التركيز على الخبرات والمهارات العملية والشخصية، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أداء الشخص في العمل.

بشكل عام، يجب على المجتمع والأفراد بذل جهود كبيرة لمكافحة ظاهرة الشهادات المزيفة والتسلق في المجتمع، والعمل على ترسيخ القيم والمعايير الأخلاقية والمهنية في المجتمع، وتشجيع الناس على العمل بجد واجتهاد وتحقيق النجاح بطرق شرعية ومن خلال كسب الثقة والاحترام من الآخرين.

من وجهة نظري أرى من يجري لاهثاً خلف هذه الشهادات الزائفة والألقاب الوهمية يحاول ايجاد شخصية لنفسه و مكانة غير مستحقه و ذلك تعويضاً لضعف أو نقص يكمن بداخله .

و تتحايل هذه الفئة على المجتمع بحجة أن هذه الشهادات تُمنح من جامعات خارج المملكة و معتمدة من قبلهم لكيلا يستطيع الشخص أن يكشف مصداقيتها ، لكن الجميع يعلم - وهم أول من يعلم - بأن هذه المسميات و الشهادات جاءت نتيجة مبلغ مالي " محترم " لجعل الشخص يكون مرموق في المجتمع - على حد تفكيره - .

ومضة : كن أنت كما كنت أو طور نفسك كما تريد .. لكن بمصداقية .