‏إدارة الأزمات وإدارة الحشود والإدارة الناعمة مصطلحات إدارية وعمل إنساني عظيم يتم عمله سنويًا في بلادي السعودية العظمى‬⁩ بكل كفاءة واقتدار وفي أمن وأمان وراحة بال واطمئنان، وجهود جبارة تقدم من كافة الأجهزة الحكومية بكل سلاسة ويسر وبتوجيه من الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله‬⁩ ومتابعة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفقه الله‬⁩ وبتنظيم عال المستوى على هيئة خدمات راقية جدًا تقدم لحجاج بيت الله الحرام دون تمييز بين جنسية وأخرى أو طائفة وأخرى فالكل سواسية ..
‏ومن المعلوم بالضرورة أن استضافة كأس العالم‬⁩ حدث عظيم بلا شك، وإقامة معرض إكسبو‬⁩ عمل جبار بالتأكيد، أما استضافة موسم حج وعمرة سنوي لعقود من الزمن (أمن وإعاشه وسكن ونقل وصحة)  لـ ١٦٤ جنسية وأكثر من ١٠٦ لغة وما يقارب ٢ مليون إنسان في غضون أيامٍ معدودة وفي مساحة ومشاعر محدودة وبنجاحٍ باهر، فهذا عمل جبار ونادر بكل المقاييس لا يقدر عليه سوى دولة عظمى وشعب عظيم موفق من الله .. وقد أعلن وزير الصحة عن بعض الخدمات الصحية التي قدمتها الوزارة لضيوف الرحمن وعلى سبيل المثال لا الحصر وفي أكثر من ٣٥٤ منشأة صحية خلال حج هذا العام تم تقديم الخدمات الصحية لأكثر من ٤٠٠ ألف حاج، وإجراء أكثر من ٥٠ عملية قلب مفتوح وأكثر من ٨٠٠ قسطرة قلبية، وتم التعامل مع أكثر من ٨٠٠٠ إصابة متعلقة بأشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة ..
وفي حج هذا العام ١٤٤٤هـ يقوم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان‬⁩ رئيس مجلس الوزراء ونيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز‬⁩، بالإشراف المباشر على أعمال الحج من المشاعر المقدسة في مكة المكرمة لمتابعة وضمان راحة الحجاج وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليس ولي العهد فقط من يتواجد في الحج بل عدد من الوزراء يتواجدون في المشاعر المقدسة مثل وزير الحج والداخلية والصحة والشؤون الإسلامية والنقل ونائب أمير منطقة مكة المكرمة وغيرهم من المسؤولين، وهم بذلك يطبقون على أرض الواقع النظرية اليابانية "جمبا كايزن"، وجمبا تعني باليابانية الموقع الفعلي وكايزن تعني التغيير للأفضل ويمكن ترجمة الكلمتين إلى "الإدارة من موقع الأحداث"، أي لا يكتفي المسؤول بالجلوس في المكتب ومتابعة ما يصله من تقارير، بل ينتقل إلى موقع الحدث .. وفي مثل هذه المناسبة العظيمة أتذكر ما قلته سابقًا وسأقوله مرارًا وتكرارًا ولن أمل من تكراره وهو أن لا نزايد على بعضنا البعض في حب بلادنا وقادتها وشعبها فكلنا ذلك الرجل، وعندما ننتقد أو نسلط الضوء على قصور هنا أو هناك فالهدف إصلاح الخلل لا لمجرد النقد .. كما تابعنا عبر وسائل الإعلام ما أعلنته بعض الوزارات كوزارة الحج عن كشفها لبعض القصور والأخطاء في عدد من حملات الحج، وكيف تم علاجها ومحاسبة المتسبب لمنع تكرارها .. حفظ الله ملكنا وولي عهدنا والشعب السعودي العظيم وكل من يخدم ضيوف الرحمن من مسؤولين وموظفين ورجال أمن، وأدام الله على بلادنا وبلاد المسلمين نعمة الأمن والأمان .
--------------------
المستشار والكاتب عضو الجمعية السعودية للإدارة
محمد بن سعيد آل درمة