|

عمق الكلمة و صداها

الكاتب : الحدث 2021-06-10 07:53:59

نتمثل بمقالنا هذا ما وقفنا عند قراءته من آي الذكر الحكيم عن موسى وشكواه لربه " إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلاتشمت بي الأعداء " الضغط النفسي الذي يحدثه الضعف و الهزيمة و شماتة الأعداء لايقل شراسة عن روح الضعف و الهون ذاته ، فكلاهما شرٌ ومتلفٌ للعزيمة ، استعاذ به كليم الله ، و قد أثنى خليل الله على النبي موسى فقال : " يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَر" ، يصومون ويصلون ولكن حسناتهم تذهب أدراج الرياح لأن عقيدتهم فسدت و مالت عن الحق ،
وهنا مقالنا ! ، نقل الشائعات و العبارات الهدامة والتي تهز من عزيمة الشخص و مكانته و تجرد لباقته الإجتماعية من عنصر الفخر و المعزة ، معولٌ شره شر و مداه بعيد و يعتبر تجارة رائجةٌ رابحةٌ لاتكسد لها دِلالة ولا تبخس لها سعر !! فتجارها الحاسدون و المرجفون ! ، فالحاسدون للعائلة أو اللقب أو القبيلة أو مجد الآباء كلها تصب في إناء الحاسدين و الشامتين ، أمثلة بسيطة على الشائعات ، قالوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم :ماعدلت ! و قالوا قسمة ما أريد بها وجه الله ! والسبب لم يعطوا من الغنائم و يفوزوا بالمال و الأنعام ! ، هذه الدنيا لعاعة يتنافس عليها ضعفاء النفوس ، الأعداء يتقربون بها الى نفوس الناس التي تتوق الى الدنيا و يتألفون قلوب الحاسدين و المتربصين ، ويبعدون عن الله وهو صاحب الجلالة والعزة و الغني الحميد ، أطلال يعزف على أوتارها فنانوا الكلمة البراقة التي تغلف بالحق ليراد بها الباطل ، فتخدش اجساد الشرفاء و الصالحين ، بأظافر النبلاء النافذين وهم لايشعرون ، يقولون طاعة في ظاهر القول و يبيتون غير الذي تقول !، العامل المشترك لأهل الأهواء هو إضعاف الرجل الصالح و هز مكانته ، لكن حسبهم الله ، وهو يتولى الصالحين ، يغيظنا من يطبل خلف السفيه الذي ينشر الشائعات و الكذاب الذي لا ينكأ لنا عدواً و لايشبع من ولوغ الأعراض ، فدواءه كما كان يفعل صاحب رسول الله عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في آخر الحديث : فَقُلْتُ: لَا جَرَمَ لَا أَرْفَعُ إِلَيْهِ بَعْدَهَا حَدِيثًا ، وإماتة الباطل من الكلام و البدعة هو بالسكوت وعدم نقله وتفنيده ، ولكل عقل تحليل و تفنيد . اللهم لاتشمت بنا الأعداء ، ولاترفع لهم راية ، و أخرجنا من كيدهم سالمين و أختم بالحسنات آجالنا قولاً وفعلاً و سجية .

الكاتب / لافي هليل الرويلي