بقلم - محمد  العتيق  

للشعر قدرة عجيبة على التعبير عن مكنونات النفس، وإيصال المشاعر الصادقة في حب الوطن للقارئ والسامع بطريقة تلقائية ساحرة، ولعل أجملها أكثرُها وضوحا وصدقًا ، كقول الأمير الشاعر خالد الفيصل "ارفع راسك أنت سعودي".

فقد رأى الأمير أن من حق المواطن أن يفتخر بوطنه، وهو الواقع الذي أيده شعر الأمير بدر بن عبد المحسن حين قال بلهجة أهل البلد "والله ما مثلك بهالدنيا بلد"، إنه الوعي بالحقيقة، فوطن المجد والعز والكرامة هو الوطن الذي يعيش فيه المواطن مكرمًا مرفوع الرأس،  وكذلك يفعل المقيم، فهو في المملكة العربية السعودية  معزز مكرم مرفوع الرأس مخدوم ينعم بالأمن والأمان، طالما هو في حمى هذا الوطن الكبير على ثراه الطاهر.

ارفع رأسك أنت سعودي؛ لأنك تعيش في وطن الأمن والأمان، وطنٍ يقدم فيه قادته أمن الشعب ومصلحته على مصالحهم الخاصة.

ارفع رأسك أنت سعودي؛ لأنك تعيش في وطن يضم في أحضانه الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين ومن تشد إليهما الرحال. 

ارفع رأسك أنت سعودي؛ لأنك تعيش في وطن يحب حكامه أن يسموا "خدام الحرمين الشريفين"؛ لأنهم يرون أن خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما شرف كبير لهم؛ وعلى هذا فإن جميع مواطني المملكة العربية السعودية خدام للحرمين ولكل من يزورهما أو يؤدي مناسك الحج أو العمرة. 

ارفع رأسك أنت سعودي؛ لأنك ترى الأمم والبلدان من حولك تتقاذفها الفتن والأهواء، بينما تعيش أنت في أمن وأمان واطمئنان وسعادة؛ لأن أبناء هذا الوطن وقادته على قلب رجل واحد، ولأن أبناء هذا الوطن يحبون قادتهم ويرون أن لهم السمع والطاعة، فهذا ما يأمرهم به دينهم، وهذا ما وطد الأمن في هذه البلاد.

ارفع رأسك أنت سعودي؛ لأنك تعيش في وطن وحد أطرافه من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ملك مؤسس، جمع هذه البلاد تحت راية واحدة وحكم واحد، حتى صارت القبائل كلها قبيلة واحدة لا فرق بينها.

ارفع رأسك أنت سعودي؛ لأنك تعيش في وطن يحكّم الشريعة الإسلامية ويدين بالدين الإسلامي الحق، ودستوره القرآن الكريم.

ارفع رأسك أنت سعودي؛ ففي بلد الأمان يمكنك أن تخرج من بيتك تاركًا الأبواب مفتوحة لا تخشى إلا الله، ولا أنسى تلك الرحلة حيث خرجنا من وسط المملكة إلى أقصى جنوبها نسير على الطرقات آمنين، فلا خوف ولا قلق، سواء بالليل سرت أم النهار.

ارفع رأسك أنت سعودي؛ فحينما تدلهم الأمور ويشتد الخطب، تجد سفارات دولتك في كل مكان وفي أي دولة من دول العالم تهب لإخراجك من مواطن الفتن والصراعات بأقصى سرعة ممكنة، أنت أولويتها.
ولأنها أرض الإنسانية، جعلت سفارتها بيت لكل من تقطعت بهم السبل، فكان شعارها "من دخل السفارة فهو آمن مطمئن وسوف يعود إلى بلده بإذن الله".
تبذل المملكة العربية السعودية جهودها في خدمة جميع من يطلب خدمتها ومن يلجأ إليها سواء أكان سعوديًا أو عربيًا أو مسلمًا أو من أي جنسية أخرى فهي دون أن تفرق بين عرق أو لون، فهي مملكة الإنسانية تسعى لخدمة المسلمين والعرب والعالم في كل مكان، وهذه المملكة العربية السعودية التي نعتز بها ونفتخر.

حينما نقول "والله ما مثلك في هالدنيا بلد"، نعبر عن ما رأيناه عيانا بيانا، وأقرب ذلك ما حدث بعد تصاعد الأزمة في السودان، حيث لم تستطع أي دولة من دول العالم أن تفعل ما فعلته المملكة، من إجلاء رعاياها ورعايا الدول الأخرى بأقصى سرعة ممكنة وبكل ما أوتيت من قوة.
هبت المملكة لنجدتهم فهم لم يصدقوا أنهم خرجوا من الجحيم آمين سالمين، بل إنهم وجدوا متنفسًا بعد أن اشتدت بهم الأمور حتى كادوا يموتون من الاختناق.

حق لنا أن نفتخر بقيادة شابة على رأسها ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، الذي رفع مكانة المملكة في سنوات قليلة لتصبح في مصاف الدول المتقدمة، بل لتصنف كأول دولة في العالم في النمو الاقتصادي السريع، برؤية أنهت الاعتماد الكامل على البترول، وتنوعت فيها مصادر الدخل، وزادت الإنفاق على المشاريع التنموية داخل المملكة.

هذا القائد الشاب الذي نفتخر به ونُغبط عليه وعلى أمثاله من القادة الأفذاذ، ونقف معه في كل ما يقوم به من إصلاحات ومشاريع، لنصل معا إلى الهدف المنشود ويحقق أمنيته بأن تتصدر المملكة دول العالم في كل المجالات.

في الختام  نقول  نعم  وبكل  فخر  واعتزاز  أيها المواطن  ، ارفع راسك  أنت سعودي .