الصداقة والأخوة والرفقة الطيبة في الزمن الصعب ..!
د/سلمان الغريبي
ضاعت الصداقة والأخوة والرفقة الطيبة وضاع كثيرٌ منها وضاعت علومها ومبادئها وقيمها إلا عند من رحم ربي ...! فقد غلبت المادة وعمت الفوضى والحقد والحسد بين البشر حتى بين أقرب الناس ... فلا صلة رحم او اخوة او صداقة تشفع هذه الأيام المصالح طغت فإن له مصلحة ما عندك تقرب وتمسح وأبدى لك المودة وحبه لك حتى يحصل على مايريد وبعدها طار وطارت معه كل معاني الحب والصداقة التي كان يُناجيك ويطريك بها قبل انتهاء مصلحته وبعدها كلاً منهم يُغني على ليلاه ...فهناك الكثير من الصفات التي يجب أن تتوفر بالصديق الحقيقي ، منها على سبيل المثال أن الصديق الحقيقي لا بد أن يكون عوناً لصديقه بأوقات الشدة ، وأن يفرح له لو أصابه خير ولو ضحكت له الأيام ، وأهم ما يتميز به الصديق الحقيقي والأخ أنه يهتم بما يمر به صديقه ، كما أنه يساعده بالتوجه لطريق الفلاح والخير ويبعد عن الفحشاء والسوء ، الصديق يجب أن يفرح عندما ينجح صديقه أو يحقق إنجاز أو حلم ما ، كما يجب عليه أن يستر عيبه وأن يحفظ سره مهما حدث ويكون له مُعيناً في كل ظروف حياته ... فمن أعظم وأصدق وأنبل الصداقات صداقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته وأحد المُبشرين بالجنة الصديق أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه .. مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرةً فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه /"مرض الحبيب فعدته.. فمرضت من أسفي عليه.. شفي الحبيب فزارني.. فشفيت من نظري إليه”، وجاء رد الحبيب المصطفى قائلاً: “ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر”. لم يغفل ديننا الحنيف عن تسليط الضوء على أهمية الصداقة من خلال المواقف والعبر بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيق دربه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذ تعتبر العلاقة بينهما من أسمى وأرقى صور الصداقة الصافية النقية .. لذا تُصنف الصداقة على أنها أجمل وأروع العلاقات وأصدقها إن بنيت على أسس نقية وصحيحة من الصدق والصراحة المتبادلة بين الطرفين .. وتعتبر مصدراً للسعادة والهناء وراحة البال إن قمنا بانتقاء الشخص المناسب والذي يمدنا بالطاقة الإيجابية ويساندنا عند الحاجة له .. الصداقة أحبتي هي البقاء الدائم على الوعد والعهد مهما حصل وكان بين الطرفين حتى وإن طالت المسافات بينهما وانقطعت بهما السبل في التواصل المستمر أو جار بهما الزمن ففترقا ... ولكن هنا يكون ويكمن الصديق الصدوق الذي يتذكرك دائماً ويسأل عنك فإن شعر أنك بحاجته في ظرف طارئ او مرضٍ لاقدر الله او موقفِ ما صغُر او كبُر وجدته بجانبك دون سابق إنذار نابع كل ذلك من الألفة والمحبة والإخوة والثقة الصادقة المتبادلة بين الطرفين ... كما أن الصديق الحقيقي والوفي والأخ الذي لم تلده أُمك هو من أحبنا على حالنا وما نحنُ عليه وأحب عسرنا ويسرنا وساعدنا في حله وترحاله وشاركنا أفراحنا وأتراحنا .. وهو من يسارع لتقديم العون والمعونة والمعروف دون النظر لمقابل ما مادي أو معنوي وهو من يحمل في قلبه كل الحب والتقدير والاحترام دون أن يضمر لنا سوءاً ولا خُبثاً .. فالصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد إذا تألمت اليد دمعت لها العين وإذا دمعت العين مسحتها اليد بكل رِفقٍ وحنان .. فاللهم ارزقنا اصدقاء وأحباب يخافون الله فينا ونخاف الله فيهم وأجمعنا دائماً على خير و أرفع عنا يا الله كل همٍ وغمٍ و شكوى وأكشف عنا كل بلوى وتقبل منا كل نجوى وألبسنا لباس الستر والتقوى وأجعل جنة الفردوس لنا ولوالدينا وأهلينا ومُحبينا مقراً ومأوى .. اللهم سهل لنا الأسباب وأكثر من حولنا الأحباب والأصحاب ولاتغلق أمامنا الأبواب وأجعل دعائنا دائماُ عندك مٌستجاب يارب العالمين .. والصلاة و السلام على نبينا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه .