الدقدقي : مشرف القرية التراثية في حوار خاص للحدث
جازان - سالم جيلان
تعتبر القرية التراثية في جازان معلمًا سياحيًا بارزًا منذ تأسيسها على الكورنيش الجنوبي في مدينة جيزان... حول تأسيس ونشأة هذه القرية والمراحل التي مرت بها وتفاعل الإمارة وأمير المنطقة والاهتمام بها قمنا بزيارة خاصة للقرية والتقينا المشرف العام عليها الأستاذ حمد دقدقي... وتحدثنا معه في جزءٍ أول حول بعض التفاصيل داخل القرية على أن تكون لنا زيارة أخرى نتعرف من خلالها على كل جانب من جوانب قرية جازان التراثية.
*- نرحب بدايةً بالأستاذ حمد الدقدقي ونود التعرف عليك أكثر وعلى علاقتك بالقرية التراثية بجازان؟*
- أحد منسوبي إمارة منطقة جازان ومتقاعد حاليًا وكنت في الإعلام منذ ثلاثين عامًا تقريبًا… وشاركت في العديد من المهرجانات والبرامج التي تتبناها إمارة جازان ومن أبرز مشاركاتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة ومهرجان الجنادرية قبل أكثر من عشرين سنة ضمن طواقم العمل المنتدبة من إمارة جازان ومشرف على القرية التراثية ومدير لها حيث قضيت أكثر من عشر سنوات ثم عدت للعمل في إمارة جازان لثلاث سنوات والآن بعد التقاعد أعود مرةً أخرى للإشراف على القرية التراثية وإدارتها.
- *تواجدك خلال هذه السنوات الطويلة في القرية التراثية يجعلنا نسألك عن فكرة وبداية وانطلاقة وتأسيس هذه القرية بمنطقة جازان؟*
- كانت الحفلات الموسمية والتراثية والمهرجانات الشتوية بمنطقة جازان تقام في الكورنيش الشمالي على البحر ويتم تنفيذها بالطرق التقليدية وتتبناها إمارة منطقة جازان ثم عملوا ذات عام معرض وفنون شعبية شاركت فيها كافة محافظات المنطقة وأُطلق عليه هوية بصرية بعنوان " جازان الفل مشتى الكل" وكانت هناك زيارة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وفي جولة له مع أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر اندهش الأمير سلطان من التنوع الكبير لموروثات محافظات منطقة جازان وأبدى إعجابه بها واقترح على أمير منطقة جازان فكرة جمع كل هذا التراث في موقع واحد ومن هنا جاءت فكرة القرية التراثية بجازان واختاروا الكورنيش الجنوبي وموقع القرية حاليًا الذي نجلس فيه…. وأتذكر بأنني كنت ضمن فريق العمل المشارك برفقة نائبي حاليًا في الإشراف على القرية الأستاذ عيسى غزاوي.
*- حدثنا عن بداية العمل في تنفيذ القرية التراثية؟*
- اجتمع كافة محافظي محافظات منطقة جازان من السهل والجبل برئاسة وكيل إمارة المنطقة آنذاك الأستاذ عبدالله السويد وتواجد أكثر من معلم تربية فنية من إدارة تعليم محافظة صبيا وتم طرح مخطط وأفكار رائعة لإنشاء وتنفيذ القرية التراثية وكنت قريب منهم كوني في إمارة جازان وتشرفت بالمشاركة معهم في تأسيسها.
*- كيف استطعتم عمل هذه الأجنحة والبيوت التهامية والجبلية في القرية التراثية؟*
- اجتمعنا في إمارة جازان بحضور عدد من كبار رجال الأعمال بمنطقة جازان منهم الشيخ حسن هادي وسالم بابقي وصالح بابقي وجمعان الزهراني والفقاس وعرضنا عليهم فكرة القرية فتبنى كل واحد منهم بناء بيت من البيوت التراثية في القرية فتكفل بالبيت الجبلي الشيخ حسن هادي والبيت الفرساني تكفل به سالم بابقي وساهم البقية في تنفيذ المعرض الدائم وبقية المرافق كشراكة مجتمعية.
*- شاهدنا معارض ومحلات تجارية داخل القرية … نود أخذ فكرة عنها؟*
- مشروع القرية التراثية من الداخل تولته أمانة منطقة جازان بالشراكة مع مجلس التنمية فقاموا بإنشاء أحد عشر محلًا تجاريًا داخل سوق القرية فبدأنا البحث عن الأُسر المنتجة ليتولوا العمل في هذه المحلات وقمنا في العام الثاني للمهرجان باستدعاء عدد كبير من هذه الأُسر وبالتعاون مع جامعة جازان -التي كانت وماتزال تقدم وتساهم بأعمال كبيرة داخل القرية- عملوا مخيم لأكثر من مئة وعشرين فتاة يعملون في الصناعات والحِرف التقليدية والتراثية ووصلت المحلات لما تشاهدوه أمامكم الآن بعد دعم إمارة المنطقة وتشجيعها لأكثر من ثلاثين امرأة للعمل بالشراكة مع مجلس التنمية السياحية حيث تباع العديد من الموروثات الشعبية والمشغولات اليدوية والملابس القديمة وصناعة زيت السمسم وكان يوجد محل تذكار لمجلس التنمية تباع فيه قطع عديدة من الموروثات الشعبية … خلال عملي كمشرف ضمن مجموعة من الزملاء كسبنا الكثير من الزوار من داخل وخارج منطقة جازان.
*- هل كنتم ترصدون عدد الزوار للقرية التراثية؟ وماهي عوامل الجذب لديكم في القرية؟*
- نعم نرصد الأعداد وأتذكر في أحد مواسم المهرجان التراثي بالقرية وصل عدد الزوار إلى سبعمائة ألف زائر… أهم عوامل الجذب ماقامت به إمارة منطقة جازان من تنظيم مسابقة للفنون الشعبية من مختلف محافظات المنطقة وأتذكر كان رئيس المسابقة الأستاذ عيسى غزاوي فيقومون باختبار المشاركين في الفنون الشعبية من حيث اللبس والهندام وتنفيذ الفلكلورات الشعبية كذلك.
كان هذا الحوار في الجزء الأول من لقائنا مع المشرف العام على القرية التراثية بجازان الأستاذ حمد دقدقي … بإذن الله تعالى سيكون لنا لقاء آخر وزيارة أخرى قريبًا.