جدة – عماد فؤاد 

أقدم أربعة من الفرسان المسلمون الإسبان على الانطلاق من إسبانيا في رحلة إيمانية صادقة ممتطين خيولهم متجهين بها نحو مكة المكرمة لأداء فريضة الحج لهذا العام 1446هـ - 2025م .

بدأت الفكرة عندما قرر الدكتور عبد الله هيرناندس - وهو أكاديمي جامعي - أداء فريضة الحج على ظهر الخيل اقتداء بالمسلمين السابقين في الأندلس مع ثلاثة من أصدقائه وهم : عبد القادر هاركاسي وطارق رودريقز وبوشعيب جديل ،  وكانت الانطلاقة من القارة الأوروبية من مدينة أشبيلية في أسبانيا مرورًا بفرنسا ، ثم إيطاليا ثم ، سلوفينيا ، ثم دولة كرواتيا ، ثم البوسنة ، تلتها صربيا وبلغاريا وتركيا ، ثم إلى سوريا والأردن وصولاً إلى المملكة العربية السعودية في مدة تجاوزت الستة أشهر ونصف .

تعرض الفرسان في رحلتهم إلى مصاعب ومشاق كبيرة كان أهمها توفير الراحة والسكن ومصاريف الخيول وتكاليف الرحلة لأداء فريضة الحج ، ولكن ما أن سمع عنهم أحد المقيمين في المدينة المنورة وهو عبد الودود الشنقيطي بواسطة قريبه المقيم في إسبانيا محمد الشنقيطي حتى بادر بمساعدتهم ، وعرض أمرهم على عبد الرحمن المطيري وهو أحد رواد التواصل الاجتماعي والمهتمين في دعم الأعمال الخيرية والإنسانية ، والذي قام بدوره بتوفير كرفان متنقل وإرساله لهم إلى فيرونا في إيطاليا بالتعاون مع الرحال السعودي فهد اليحيى ، وعبد العزيز المطيري ، وعبد الله الشراري ، والمصور ناجح الشراري بالإضافة إلى تكفل عبد الرحمن المطيري بمصاريف الرحلة والتنقل وصولاً إلى الأراضي السعودية الأمر الذي ساهم في تسهيل رحلتهم الشاقة .

وعند وصولهم إلى المملكة العربية السعودية ، تم استقبالهم في مدينة القريات بكل حفاوة واستخراج كافة التصاريح اللازمة لهم لأداء فريضة الحج ، وعند وصولهم إلى المدينة المنورة ، قام أهل المدينة باستقبالهم بأناشيد ( طلع البدر علينا ) ، وإكرامهم كعادة أهل المدينة الكرماء ، وقام الفرسان الإسبان بالصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزيارة قبره الشريف ، ثم استكمال رحلتهم نحو مكة المكرمة .

ولدى وصولهم إلى مدينة جدة ، قام باستقبالهم رجل الأعمال مبارك السلمي ، وقام بدعوتهم إلى حفل عشاء في منزله بحضور رجل الأعمال أحمد العبيكان ، و عدد من الأعيان والتجار والشعراء ؛ ترحيبًا بهم وتأكيدًا على حسن الاستقبال والضيافة وكرم الشعب السعودي .

والجدير بالذكر أن الفرسان الأربعة أعربوا عن شكرهم وامتنانهم لحكومة المملكة العربية السعودية ، و لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله -، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وكافة الشعب السعودي ، وكل من استقبلهم وعمل على مساعدتهم ، وإنجاح رحلتهم لما لمسوه من حفاوة وكرم وضيافة أصيلة تدل على شعب معطاء ، سائلين الله تعالى أن يوفقهم لاستكمال رحلتهم لأداء فريضة الحج.