خالد باطرفي : نتائج زيارة ترامب تعد مؤشر لقوة ومتانة العلاقات بين السعوديه وواشنطن
حوار - أكابر الاحمدي
وصف الدكتور خالد محمد باطرفي خبير العلاقات الدولية نتائج زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكه العربيه السعوديه ، بأنها استثنائية وتاريخية ، وأنها مؤشر على حجم وقوة ومتانة العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية وفي حواره مع صحيفة" الحدث" ..
عمق العلاقات ..
قال "استمرّت زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة من 13 إلى 14 مايو، في خطوة تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والرياض، الممتدة على مدى تسعة عقود.
تحديث العلاقة ..
فيما أوضح باطرفي قائلا " تُعد العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية من أقوى التحالفات في الشرق الأوسط، ويجمع البلدين تاريخ طويل من التعاون في مجالات الطاقة والدفاع والاستثمار. وقد شهدت هذه العلاقة قفزة نوعية خلال ولاية ترامب الأولى(2017-2021)، حينما اختار الرياض كوجهة أولى له في عام 2017، ووقع خلالها صفقات ضخمة قُدرت بنحو 400 مليار دولار، شملت قطاعات الدفاع والبنية التحتية، وإن لم تستكمل في عهد الرئيس بايدن، وفقًا لـ”رويترز”.اليوم، تعود الشراكة إلى الواجهة بصيغة جديدة تشمل صفقات في مجالات الدفاع، والتقنية، والصناعة، مع توقعات باستثمارات سعودية تصل إلى تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي خلال أربع سنوات، بحسب موقع “أكسيوس”، وتعزز العلاقة الشخصية بين ترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التي تجددت بعد اتصالات مبكرة أعقبت فوز ترامب في نوفمبر 2024، زخم هذه الزيارة. وتظل السعودية شريكًا رئيسيًا في مواجهة النفوذ الإيراني، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، ما يجعلها رقما كبيرا لا غنى عنه في الحسابات الأميركية.
أهداف الزيارة ..
وأضاف باطرفي "تنطلق أهداف زيارة ترامب من ثلاثة محاور رئيسية: اقتصادي، أمني، ودبلوماسي، وتركز على تعزيز الحضور الأميركي في المنطقة. فعلى الصعيد الاقتصادي يسعى ترامب لتأمين استثمارات سعودية ضخمة، خاصة في قطاعات الطاقة النووية المدنية، والدفاع، والبنية التحتية. ويشير تقرير نشرته الواشنطن بوست اليوم، الاثنين، إلى احتمال تجاوز الاستثمارات السعودية الرقم المعلن سابقًا (600 مليار دولار)، مما يعزز فرص خلق الوظائف الأميركية ويدعم شعار “أمريكا أولًا”.
وعلى الجانب الأمني، فمن أبرز الملفات المطروحة : التوتر مع إيران، استقرار اليمن، والحرب في غزة التي أودت بحياة أكثر من 52 ألف فلسطيني، وإصابة ضعف ذلك، وتسببت في نزوح قرابة 420 ألفًا. ووفق تقارير إعلامية أميركية، قد يعلن ترامب خلال الزيارة اعترافًا بدولة فلسطينية، مع مبادرة تشارك فيها واشنطن وقيادات عربية وفلسطينية مستقلة لتشكيل حكومة انتقالية في غزة، تتولى ملفات الأمن والمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار—من دون مشاركة إسرائيل أو حماس.كما اثمر ضغط الرياض في رفع العقوبات عن الحكومة السورية الجديدة، مقابل التزام بشروط أميركية، منها تدمير الأسلحة الكيميائية ومكافحة الإرهاب. وأن تسعى لإنهاء أزمة السودان وعزلة لبنان.
محور الدبلوماسية..
وتابع باطرفي "كما سعى ترامب لتشجيع المملكة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلا أن هذا الملف يواجه عقبات، أبرزها الشروط السعودية المتعلقة بضمانات أمنية أميركية، والموافقة على برنامج نووي مدني، إلى جانب تحقيق تقدم حقيقي في إقامة الدولة الفلسطينية.
وسيط دولي..
ويكمل باطرفي "كما تناولت الزيارة أيضًا دور المملكة كوسيط دولي، خصوصًا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث سبق أن استضافت الرياض محادثات بين موسكو وواشنطن. كما قد تُطرح مسألة التنافس مع الصين، حيث تضغط الولايات المتحدة على حلفائها الخليجيين لدعمها في المواجهة الاقتصادية والجيوسياسية مع بكين.
الجانب الاقتصادي ..
ويصف باطرفي" تأثير هذه الزيارة على الجانب الاقتصادي والأمني قائلاً: "الزيارة حققت مكاسب اقتصادية كبيرة، خاصة مع التفاهمات المرتقبة في مجال الطاقة النووية المدنية، وإقامة منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض بنفس توقيت الزيارة، وبحضور قادة كبرى الشركات والبنوك في البلدين في مجالات تشمل الدفاع، التقنية، الذكاء الاصطناعي، الطاقة، الأغذية، مواد البناء، الاتصالات، النقل، والخدمات الصحية.
ويعكس المنتدى متانة العلاقات الاقتصادية، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين 129 مليار ريال (34.4 مليار دولار) في 2023، مع توقعات بزيادة التبادل التجاري وجذب استثمارات أمريكية للمشاريع الكبرى في إطار رؤية السعودية 2030. وقد تم توقيع عقود قيمتها 300 مليار دولار خلال المنتدى.
ويتابع باطرفي "وأمنيًا ، من المرجح أن تسهم القمة في ترسيخ التحالف التقليدي بين البلدين بتوقيع اتفاقيات دفاعية وأمنية تدعم جهود الاستقرار الإقليمي. أما دبلوماسيًا، فهي فرصة لتعزيز دور السعودية كلاعب دولي محوري، ومنصة كونية لصناعة السلام، خاصة في الملف الأوكراني، وربما في ملفات أخرى كملف الاتفاق النووي مع طهران، والخلافات التجارية الدولية.