|

متاحف " القرآن الكريم " واجهة ثقافية لإحياء التراث الإسلامي

الكاتب : الحدث 2025-03-05 02:52:14

 

الحدث- أكابر الأحمدي 

شهدت العاصمة المقدسة افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة  لمتحف " القرآن الكريم"في  حي حراء الثقافي، والذي تم تصميمه وتنفيذه ضمن منظومة متكاملة تجمع بين المعرفة والتقنيات الحديثة، تحت إشراف ودعم الهيئة الملكية، لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، وحول أهمية متاحف القرآن  ودورها في  إبراز قيمة القرآن الكريم و تقديمه كمحتوى ديني وتاريخي ، التقت" الحدث " أ.د. زيني طلال الحازمي أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة الملك عبدالعزيز للحديث عن متاحف القرآن كونها علامة بارزة وواجهة حضارية مشرقة تعكس تاريخ وعراقة الدين الإسلامي.


_ ماهي أهمية متاحف "القرآن الكريم" المقامة في أنحاء المملكة ودورها في إيصال الرسالة إلى المسلمين وتقريبهم من القرآن الكريم؟

تعد متاحف القرآن الكريم في أنحاء المملكة العربية السعودية من المشروعات الرائدة التي تسهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي، وتقريب المسلمين من كتاب الله بأسلوب علمي وتفاعلي. كما أن متاحف القرآن الكريم ليست مجرد أماكن للعرض، بل هي مراكز تعليمية وثقافية تعزز الوعي القرآني وتقرب المسلمين وغير المسلمين من كتاب الله بطريقة حديثة وجذابة. ومن خلال هذه المبادرات، تواصل المملكة دورها الريادي في خدمة القرآن الكريم وتعزيز حضوره في حياة المسلمين في كل مكان.


-كيف تصف متاحف القرآن الكريم كونها َمراكز ثقافية متخصصة في البرامج والفعاليات المرتبطة بالقرآن الكريم وعلومه؟

بلا شك إن متاحف القرآن الكريم ليست مجرد أماكن عرض، وإنما تمثل مراكز ثقافية متخصصة تلعب دورًا محوريًا في نشر علوم القرآن وتعزيز الوعي الإسلامي، من خلال تقديم برامج وفعاليات متنوعة تهدف إلى تقريب المسلمين من كتاب الله بأساليب مبتكرة ومؤثرة. وتقديمها بأساليب حديثة، تجمع بين المعرفة، والتعليم، والتفاعل، لتكون وجهة أساسية لكل من يرغب في تعميق فهمه لكتاب الله، وتطبيق تعاليمه في حياته. كما انها تعد بيئة تربوية لجميع الفئات العمرية، وكذلك دعم البحث العلمي في الدراسات القرآنية.

-كيف تسهم المتاحف الخاصة في إثراء المجتمع؟

تعتبر المتاحف الخاصة مؤسسات ثقافية وتعليمية تلعب دورًا رئيسيًا في بناء مجتمعات أكثر وعيًا، وإثراء الهوية الثقافية، وتعزيز السياحة والفنون وليست مجرد أماكن لعرض القطع النادرة، من خلال الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، وتشجيع الإبداع والفنون، ونشر المعرفة، ودعم الإبداع. ولذلك يظل هذه النمط من المتاحف مركز حيوي يسهم في التنمية الثقافية والاجتماعية.

-هل تحدثنا عن دعم المملكة في تطوير المتاحف وترسيخ الفكر المتحفي لإثراء حوار الحضارات؟

في هذا الإطار؛ تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بتطوير المتاحف وتعزيز الثقافة المتحفية وربط ذلك كله برؤية المملكة 2030 ، من خلال انشاء هيئة المتاحف التابعة لوزارة الثقافة، إيمانًا منها بأن المتاحف ليست مجرد أماكن لحفظ التراث، بل جسور للحوار بين الحضارات ومراكز تعليمية وثقافية تساهم في نشر المعرفة وتعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب، ويظهر دعم المملكة من خلال عدة محاور رئيسية: الاستثمار في تطوير البنية التحتية المتحفية، ترسيخ الفكر المتحفي في المجتمع، دعم الحوار بين الحضارات من خلال المتاحف، تعزيز البحث العلمي والتوثيق التاريخي ، وإطلاق مشاريع تطوير المتاحف والاستثمار في الثقافة.

-كيف أسهمت المتاحف في تقديم تجارب متحفية متنوعة ومميزة، وماهو دور الهيئة في تنظيمه، وإسهاماتها في دعم مُلاّك المتاحف؟

كما ذكر سلفا؛ تعتبر المتاحف مراكز ثقافية وعلمية تُسهم في تقديم تجارب متحفية غنية ومتنوعة للزوار، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة: مثل العروض التفاعلية، والواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR)، مما يجعل التجربة أكثر تشويقًا وإثراءً للزوار، تنوع المعروضات: توفير مقتنيات تاريخية، علمية، وثقافية تسلط الضوء على مختلف الحضارات والفترات الزمنية، تنظيم معارض دورية: تقديم معارض مؤقتة بجانب المعارض الدائمة، مما يمنح الزوار فرصة لاكتشاف موضوعات جديدة في كل زيارة، تجارب تعليمية وتفاعلية: تنظيم ورش عمل، ومحاضرات، وجولات إرشادية لتعزيز الفهم العميق للمقتنيات والتاريخ.
استهداف فئات متنوعة: توفير تجارب تناسب الأطفال، الباحثين، والسياح عبر برامج مخصصة لهم. أما عن دور هيئة المتاحف في تنظيم القطاع ودعمه؛ فإن الهيئة تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم قطاع المتاحف ودعمه عبر عدة مبادرات، منها: وضع التشريعات والسياسات: تنظيم عمل المتاحف العامة والخاصة وفق معايير عالمية لضمان جودتها وتطورها، إطلاق برامج تدريبية: توفير دورات وبرامج لرفع كفاءة العاملين في المتاحف وتعزيز مهاراتهم، تشجيع الابتكار: دعم المتاحف في تبني أحدث التقنيات والممارسات لتعزيز التجربة المتحفية، تعزيز التعاون الدولي: إقامة شراكات مع متاحف عالمية لتبادل الخبرات والمعروضات وتعزيز الحضور الثقافي للمملكة، تمويل ودعم المتاحف الخاصة: تقديم دعم مالي واستشاري لمُلّاك المتاحف الخاصة لمساعدتهم في تطوير محتوى وتجربة المتحف، الترويج للمواقع والمتاحف: دعم الترويج والتسويق للمتاحف داخل المملكة وخارجها، لجذب الزوار وتعزيز السياحة الثقافية.
أما فيما يتعلق بإسهامات هيئة المتاحف في دعم مُلاّك المتاحف، فتأخذ عدة أوجه، من أهمها: تقديم رخص تشغيلية لتنظيم القطاع وضمان الامتثال للمعايير.
توفير دعم مالي وتمويلي لمساعدتهم في تطوير البنية التحتية وتحسين العروض، تمكينهم من الاستفادة من التقنيات الحديثة والتدريب على إدارتها، مساعدتهم في الترويج والتسويق من خلال إدراجهم ضمن الفعاليات والمعارض الوطنية والدولية، توفير منصات للعرض والتعاون مع متاحف أخرى لزيادة فرص تبادل المقتنيات.
بهذه الجهود، تسهم المتاحف في تقديم تجربة ثقافية متميزة، وتعزز هيئة المتاحف من دورها في دعم هذا القطاع الحيوي، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد والثقافة في المملكة.


_كيف ترى خدمات هيئة المتاحف المقدمة لأصحاب المقتنيات الثقافية، والتراثية؟

حقيقةً تقدم هيئة المتاحف في المملكة العربية السعودية مجموعة لا يستهان بها ونوعية من الخدمات المهمة لأصحاب المقتنيات الثقافية والتراثية، بهدف الحفاظ عليها، وتعزيز قيمتها، وتمكين أصحابها من الاستفادة منها في مجالات العرض والتوثيق والاستثمار، تتعلق هذه الخدمات بالدعم التنظيمي والتشريعي، الدعم الفني والتقني، التمويل والدعم المالي، والترويج والتسويق، والتأهيل والتدريب، والتوثيق والحماية، وغيرها من الخدمات التي بفضلها تساهم هيئة المتاحف في الحفاظ على التراث الوطني ودعمه، وتعزيز مكانة الملاك كحماة للثقافة والتاريخ في المملكة.

_هل المتاحف الإسلامية أصبحت جزءًا من عملية بناء المجتمع بفضل تصميمها المعماري؟

بطبيعة الحال أصبحت المتاحف الإسلامية جزءًا مهمًا من عملية بناء المجتمع، ليس فقط من خلال محتواها الثقافي والتاريخي، ولكن أيضًا بفضل تصميمها المعماري الذي يعكس الهوية الإسلامية ويعزز الانتماء الحضاري من خلال  إبراز الهوية الإسلامية، وتعزيز القيم الإسلامية والإنسانية، وربط الماضي بالحاضر، و جذب السياح وتعزيز الاقتصاد الثقافي، وتعزيز التعليم والتفاعل المجتمعي، وتوفير بيئة ملهمة للإبداع الفني، وبالتالي فإن التصميم المعماري للمتاحف الإسلامية ليس مجرد عنصر جمالي، بل هو أداة فاعلة في بناء الهوية الثقافية وتعزيز القيم المجتمعية، يساهم في إحياء التراث الإسلامي بطريقة حديثة تدمج بين الأصالة والمعاصرة. ويدعم التعليم، والسياحة، والتفاعل المجتمعي، مما يجعل المتاحف الإسلامية مراكز ثقافية حيوية تعزز الانتماء والوعي الحضاري. 

-هل تحتاج المتاحف الإسلامية إلى تنظيم العديد من الفعاليات التراثية والتثقيفية والتوعوية؟

بالتأكيد المتاحف الإسلامية بحاجة إلى تنظيم العديد من الفعاليات التراثية والتثقيفية والتوعوية لتعزيز دورها كمراكز ثقافية حيوية تساهم في نشر المعرفة وإحياء التراث الإسلامي وحفظه، وتعزيز الدور التعليمي والتثقيفي، كما أن هذه الفعاليات تساعد بقوة في تنشيط السياحة الثقافية، وجذب الزوار المحليين والدوليين. لذلك، فإن تطوير وتنويع الفعاليات في المتاحف الإسلامية ضرورة ملحّة لتعزيز تأثيرها على المجتمع وزيادة الوعي بالحضارة الإسلامية.