"مختصون" يشيدون بالذكرى الأولى لمتحف عميد الفن السعودي
جدة -أكابر الاحمدي
انطلقت اليوم بجدة التاريخية احتفالية الذكرى السنوية الأولى لتأسيس متحف طارق عبد الحكيم تحت شعار "نغمة بين التراث والمستقبل".
"الحدث" رصدت الآراء حول هذه المناسبة و إسهاماتها في إبراز قيمة التراث الموسيقي السعودي ، وتعزيز الهوية الثقافية الوطنية.
عرس ثقافي فني ..
بدايةً ، تحدث الدكتور عماد بن محمود مُنشي رئيس الجمعية السعودية للسياحة قائلاً: الاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لتأسيس متحف عميد الأغنية السعودية طارق عبدالحكيم على مدى يومين في جدة التاريخية، يمثل تظاهرة ثقافية سعودية غنية بكل المقاييس، فقد جاءت المناسبة للترويج للتراث الموسيقي السعودي بالدرجة الأولى، من خلال استقطاب شريحة من الفنانين والمهتمين بالثقافة والموسيقى ، فضلاً عن الإعلاميين وكاميرات المصورين، إلا إن هيئة المتاحف اغتنمت فرصة الاحتفالية، للترويج لجدة التاريخية التي تعد إحدى المواقع المسجلة على قائمة اليونسكو، وإلى عناصر التراث الثقافي السعودي غير المادي المسجلة على ذات القائمة: بتجربة "النقش على الحناء"، والاستمتاع بعزفٍ حي للون الينبعاوي على "آلة السمسمية" ، وهما من عناصر المسجلة مؤخراً على القائمة حتى الهدايا التي وزعت على الزوار كانت عبارة عن صابون مصنوع من الورد الطائفي من عروس المصائف مسقط الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم.
ويضيف "مُنشي": احتفالية اليومين، فعالية مصممة بريشة فنان، فهي لم تحتفِ بمتحف طارق عبدالحكيم فحسب، بل كانت احتفاء بالمتاحف، والموسيقى، والحناء، والسمسمية، التي جمعت بين عذوبة الألحان، وفنون الإسقاطات الضوئية، ورائحة الورد الطائفي، في وسط جدة التاريخية ، وأخذت ضيوف الحفل في جولة داخل أروقة المتحف، ليعيشوا تجربة تراثية سعودية لا تنسى تحت شعار "نغمة بين التراث والمستقبل"، وللمساهمة في تعزيز الهوية الثقافية الوطنية، وهي بلاشك ليلة أثرت جودة الحياة والسياحة الثقافية في مدينة جدة - عروس البحر الأحمر.
تراث موسيقي ..
و تحدث الدكتور أحمد الزيلعي أستاذ أثار في جامعه الملك سعود ومسؤول عن جمعيه التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي: "يحمد لوزارة الثقافة أنها اهتمت بكل ما يمت إلى الثقافة والتراث بصلة ، والموسيقي موروث تراثي فني والموسيقار طارق عند الحكيم يعرف بعميد الفن السعودي ، فقد كان مُلحّناً ومُغنياً وباحثاً في الموسيقى ، ومؤرخاً يجمع الوثائق والآلات الموسيقيّة، وكان مُهتماً بالفنون الفلكلورية ، وقائداً لفرقة موسيقية ، وأنا اعتبر ما يحدث صحوة للاهتمام بالتراث الموسيقي ، و سعيد أن يتم الاحتفال بالمناسبة الذي افتتح بها هذا المتحف ، وحقيقة إني أفتخر عندما أسمع أو أرى أوبرا سعودية أو فرقة سعودية في خارج المملكة ، كما أهنئ وزارة الثقافة وعلى رأسها الأمير بدر بن فرحان وفريقه الذي يعمل بصمت ، ولكن بصماتهم واضحة ولامست كل مرفق من مرافق الثقافة ..
متحف عالمي ..
فيما أشاد سلطان طارق عبد الحكيم المتقاعد من الهيئة العليا للآثار والمتاحف بقوله : " أشكر وزارة الثقافة ، وأشكر القائمين على المتحف ، وإن سعادتي لا توصف ، وكلي فخر واعتزاز بإنجازات الوالد ، وإذا تحدثنا عن المتحف فهو يعبر عن إسهامات الفنان الراحل الموسيقار طارق عبدالحكيم في مسيرته الفن المحلية والعربيه ، أما عن أقسام المتحف ، فهو يضم مجموعة من أرشيف ومتعلقات للموسيقار طارق عبدالحكيم الشخصية من آلات موسيقية ، وبكرات لتسجيلاته، وألبومات صور، وبعض المقطوعات الموسيقية لكبار المطربين العرب إلى جانب وثائق مرئية وصوتية ، و القسم الآخر للأبحاث الموسيقية يشمل مقالات وكتابات عن الموسيقى السعودية بالإضافة إلى بحوث عن موسيقى العالم العربي ، وسيخدم الباحثين الموسيقيين الذين يتطلعون إلى توسيع معرفتهم بالموسيقى المتنوعة.
هوية وطنية ..
من جانبه أكد عازف الكمنجا عادل عبدالدائم "إن متحف الفنان طارق عبدالحكيم -طيب الله ثراه- يعتبر من منابر المتاحف في المملكة العربية السعودية ، وله دور كبير في الحفاظ على التراث الوطني وعلى الثقافة الموسيقية ، وكذلك يعد داعم للشباب المهتم بالثقافة وكل ماتعلق بالأمور الفنية ، ونأمل باستمرار هذا المتحف لأنه يعتبر من أهم المتاحف ويعد مرجع لجميع الأجيال يجب تطويره لأعلى مستوى من التكنولوجيا في مجال المتاحف العالمية.
معاير ..
فيما شارك عازف القانون الفنان
هشام عبدالدائم قائلا : "تُعد المتاحف من أبرز دعائم التنمية الثقافية في المملكة العربية السعودية، حيث تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التراث الوطني بمكوناته المادية وغير المادية، وتعزيز الهوية الوطنية، وإثراء المشهد الثقافي، وتعزيز الروابط الاجتماعية.
ويضيف الدائم "وفي إطار هذه الرؤية، نأمل من هيئة المتاحف إلى إنشاء متاحف متميزة ومعاصرة وفق أفضل المعايير الدولية، بالإضافة إلى تطوير متاحف تساهم في ترسيخ الثقافة كنمط حياة، و تعزز من التفاعل المجتمعي، حيث تعمل على استحداث تجارب تعليمية فنية وترفيهية تستهدف جميع فئات المجتمع.
ويختتم الدائم "كما نأمل من المؤسسات الثقافية الدولية تعزيز الحوار والتبادل الثقافي إلى تعزيز مكانة المملكة على الساحة الثقافية العالمية، والمساهمة في تحقيق رؤية 2030 في تنمية المشاركة السعودية في مجالات الفنون والثقافة حيث أن الموسيقى أحد الفنون التى تسكن الروح وتذهب بالعقل إلى عالم من الجمال، هذا وعرفت لفظة موسيقى بأنها فن الألحان وهي صناعة يبحث فيها عن تنظيم الأنغام والعلاقات فيما بينها وعن الإيقاعات وأوزانها.