|
الكاتب : الحدث 2024-10-12 03:11:21

بقلم ــ محمد العتيق  


الناس مختلفة  بطبيعتها ، منهم  القاسي  والنرجسي  ، منهم  الأناني    ، منهم  الحيادي  الذي لا  يحب  ولا يكره  ، منهم  صاحب  القلب  الأبيض  الطيب والرقيق ، هذا  الأخير  هو الكنز  الذي لا يقدر بثمن  ، وجوده في  حياتنا  سعادة  وراحة  واطمئنان ، لأنك  تعرف  أن  هناك قلب  صادق  معك  محب  لك  يراك  كما يرى  نفسه ،  يحب  لك  كل الخير ، لا  يمكن  أن يظلمك أو  يخون ثقتك فيه . 
محظوظ  من يصادف في  حياته  صاحب  هذا القلب  الطيب  الأبيض  النقي ،  تستمع له  ترتاح ، تأتيه متضايق  يخفف  عنك  إذا لم  يمسح  كل  همومك  بما يقدر  عليه ،  مجرد تراه  مهتماً  محاولاً إسعادك   هذا يكفي ،  للأسف  أصحاب  هذه القلوب  لا يوجودون بكثرة في  الحياة ، لأن طبيعة الحياة  تجبر البعض  على  غير ذلك  ولكن  هناك  من  تغلب قلبه  وبياض نيته  وطيبته على  كل  هذه المغريات في  الحياة  لأجل ذلك  حينما تراهم  وتجدهم  وتتعرف عليهم فلا  تتركهم فهم بعد الله الكنز الذي لا يقدر بثمن  . 

نسمع  كثيراً من  القصص   والمواقف  لأناس  قبلنا بسنين  كثيرة كيف  كانوا  يتعاملون  مع بعضهم  ، والصداقة  والأخوة  لها قيمتها  ولها  وجودها وحضورها الطاغي ،أما  الآن  للأسف  الصديق  والأخ الصادق  والصدوق والمحب  والباذل  والذي  لا ولن يتوقف  عن  التخفيف  عنك  والوقوف بجانب ربما تقضي  حياتك  ولا  يمر  عليك ،  قلوب صادقة بيضاء  نقية  حينما تسمع مشاكل غيرها  وترى  مواقف انسانية  ترى  دموعهم  تسبق  كلماتهم  وتراهم يحاولون التخفيف  لأن  لديهم قلوب  لم  يكسوها  الحسد  والحقد  ومحبة الذات ،  هؤلاء يقدمون ما يستطيعون لرسم  البسمة  على  وجوه غيرهم  ،  هم زينة الحياة  والله  وهم  الفرحة في الحياة  وهم  حينما تراهم تسعد  بهم  وحينما تسمع  كلامهم لا  تود  أن يتوقف  حديثهم ، كله براءة  وكله محبة  وكله إنسانية  تنم  عن قلب  أبيض  صادق  لا يحتاج  لاختبار  لأن سيماهم في  وجوههم .

نحن وجدنا مثل  هؤلاء  وتعرفنا عليهم في  حياتنا  ونحمد الله  أننا رأيناهم  وأحببناهم  وأحبونا ، حب  صادق بدون مصالح  دنيوية  حب  أخوياً إنسانياً مخلص  من القلب  الأبيض  لقلب  أبيض  آخر والقلوب  المتشابهة  تنجذب  لبعضها  بدون شعور ، الأنانية ليست فيهم وليست في  قاموسهم ، كل  منهم يسبق  الآخر في  الخدمة ، ليس  لما يقومون  به ثمن لا  بد  أن يدفع  ، فهم يبذلون  ذلك  من محبة صادقة  وقلوب  باذلة  ، ثمن  ما يقومون به  هو  رؤيتهم  أصدقاءهم  وأحبابهم  وهم في  سعادة وراحة بال  .

لا حرمنا الله هذه  القلوب  البيضاء  النقية  المحبة  الصادقة ، وأسعدهم  الله  كما  أسعدونا  بوجودهم وقربهم  منا ،  من لديه  مثل  هذا الصديق  فلا يفرط فيه  فهو  قلب لا يعوض .