|

ما بين المعاصي والشهرة وأسرار البيوت

الكاتب : الحدث 2022-06-09 11:58:43

ظهرت برامج التواصل الاجتماعي المتعددة الأنواع والأشكال عبر التقدم في تكنولوجيا الاتصال والتي يستعملها الناس لغايات التواصل والتفاعل ورغم أنها حققت أغراض التواصل السريع بين الأصدقاء وردمت القطيعة بين أفراد الأسر وإختصرت المسافات بين العالم إلا أنها من ناحية أخرى أثّرت على العديد من المجالات الحياتية بشكل سلبي بحيث سلبتنا مواقع التواصل الاجتماعي من التواصل المباشر بين أفراد الأسرة والدهشة لرؤية أشياء جديدة وجميلة حتى أصبح كل ما نراه وما نفعله عاديا جدا.
في زمننا هذا ابتلي الناس بوسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة فإما كانت خيرا لمستخدمها وإما عادت عليه بالشر والخسران
فمن الناس من يستخدمها فيما ينفعه فيصل بها رحمًا ويعلم جاهلًا وينشر معروفًا وينكر منكرًا ويدعو إلى سنة مهجورة ويشيع فائدة مجهولة فرسائله وتغريداته لا تخلو من فائدة ، ومن الناس للأسف من يستعملها فيما يضره ولا ينفعه فيروج إشاعة أو يشيع فاحشة أو يدعو إلى منكر أو يرمي بريئا بما يشينه أو ينتهك خصوصيته أو يتدخل فيما لا يعنيه فيصور ما يعيبه فصار كالراصد على عورات الناس بلا فائدة سوى الضحك ومن تتبع عورات الناس تتبع الله تعالى عورته ففضحه في بيته.
ومن أعظم الآثام التي تُجترح هذه الأيام من وسائل التواصل الاجتماعي المجاهرة بالذنوب وإشاعة الفواحش فالمجاهرون يتخفون بأسماء مستعارة ويظنون أنهم إن استخفوا عن الناس يستخفون عن الله تعالى وعن ملائكته الكرام الراصدين لأقوالهم وأفعالهم ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء:108] .
البرامج أصبحت فاضحة لأسرار البيوت ومايفعلون في بيوتهم لدرجة أنك أصبحت تعرف مداخل البيت ومخارجة بسبب تصوير كل شي عن حياتك واصبحنا تعرف اللقمة اللي تدخل فم فلان قبل وصولها إلى المعدة .! ثم إن بيوتنا فقدت خصوصيتها وأسرارها، وهناك ثياب تشترى لحصاد إعجابات والتعليقات وهناك خلافات زوجية تناقش على الملأ، حيث أصبحت حياة البعض الخاصة مشاعة بين الناس .
للأسف تجد بعض الصور أو الكتابات لا معنى لها ولا أعرف ما المراد إيصاله من شخص أراد أن يأكل فكتب منشورا قائلا "الأن وقت الأكل " والبعض يقول الآن سوف " أنام " والبعض الآخر يقول الآن وقت " الإستحمام" .
وكل هذا بسبب الشهرة والفلوس التي أصبحت هوس  عند بعض الناس .

اللهم لا تجعلنا ممن يستهزئ بعبادك ثم يُبتلى اللهم إنا نعوذ بك من شر ألسنتنا ومن شر أبصارنا ونعوذ بك من شر نفوسنا 

كتبه :
متعب الجروح
Muteb_aljaroh