|

"إثراء" يختتم مبادرة "الشرقية تبدع" وسط حضور رفيع المستوى من مختلف القطاعات

الكاتب : الحدث 2021-11-15 12:28:46

 

 
الظهران – سميرة القطان 


 في حفل ختام مبادرة (الشرقية تبدع)، التي أطلقها المركز، وشارك بها أكثر من 150 جهة في المنطقة من القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي، أظهرت جلسة حوارية بعنوان "الشرقية في خارطة الإبداع الوطني والإقليمي"، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، أن المنطقة الشرقية مؤهلة لتكون الوجهة الأولى للإبداع في المملكة خلال الثلاث سنوات المقبلة. 

وأكد المهندس فؤاد الذرمان، وهو أحد مؤسسي مركز إثراء، خلال الجلسة الحوارية، أن تأثير البيئة العمرانية على مستقبل الإبداع بات ملموسًا، معربًا في الوقت ذاته عن أمله ببقاء المنطقة الشرقية الوجهة الأولى للإبداع في المملكة؛ لما لها من تأثير ومحتوى بيئي ومناخ إبداعي مناسب سواءً في التعليم أو ريادة الأعمال أو الأدب والثقافة والفنّ والسينما، إلى جانب العمل الخيري غير الربحي.

وأوضح رائد الأعمال عبد الله الرابح، خلال مشاركته، أن المنطقة الشرقية تتميز بسماتٍ جعلتها بيئة خصبة للإبداع، مبينًا وجود 3 مميزات لذلك، في أن 50٪ من الطلبة المتفوقين في اختبار القدرات هم من أبناء المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى أن أول شركة ناشئة في المملكة تأسست في المنطقة الشرقية، كما تمتاز الشرقية بأنها تتصدر مناطق المملكة من حيث حجم الدخل والإنفاق. فيما وصف الخبير المعماري الدكتور مشاري النعيم، المنطقة الشرقية بأنها ولاّدة للإبداع لاسيما أن المجتمع في طور الاستيعاب والتغيير، مشيرًا لضرورة تأسيس مركز للعمارة والعمران لما للبيئة المعمارية من تأثير على مستقبل صناعة الإبداع.
 
تحولات إبداعية
من جانبه، أوضح الشاعر والسينمائي أحمد الملا، أن المشهد الثقافي الإبداعي يشهد تحولات متنوعة، مطالبًا بضرورة استدامة الأثر عبر العمل المؤسسي لتوحيد أثر الاستدامة في الإبداع، وأكد على أهمية تنظيم واستقطاب الاستثمارات الإبداعية ومنح فرص أكبر للإنتاج السينمائي الإبداعي، لاسيما أن المنطقة الشرقية رائدة في صناعة الأفلام.
في حين أوضح المختص في العمل الخيري غير الربحي أحمد الرماح، أن نواة الإبداع متواجدة عبر التاريخ في المنطقة الشرقية، وفي الوقت الحالي يوجد ما يسمى بالابتكار الاجتماعي، مضيفًا: "نعمل في القطاع غير الربحي وهو القطاع الثالث على عمل وقف مستدام وهو بيت خبرة وقفي، من أجل ترسيخ العمل الخيري والحفاظ على التراث".
 
وجهة الإبداع
وأجمع ضيوف الجلسة الحوارية على أنه خلال الثلاثة أعوام المقبلة ستكون المنطقة الشرقية أمام نقلة إبداعية كبرى تؤهلها لتصدر مشهد الإبداع في المملكة، من خلال النهوض العمراني وتنظيم العمل الإبداعي بعيدًا عن الاستنساخ والتكرار، كما في مبادرة "الشرقية تبدع" التي منحت مساحة للتفكير المطلق دون تقييد وقدّمت الإبداع بصورة مغايرة للنمط التقليدي، والتي اختتمت فعالياتها مساء السبت الماضي، بحضور فاق الـ300 ضيف رفيع المستوى من مختلف القطاعات في المنطقة.
 
الاقتصاد الإبداعي
بدوره، نوّه مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) المكلّف عبد الله الراشد، في كلمة ألقاها خلال الحفل، أن الإبداع ضرورة وليس ترفًا، موضحًا أنه وفقًا لتقديرات اليونسكو، فإنّ الصناعة الإبداعية سجلت إيرادات سنوية تبلغ 2.25 تريليون دولار أميركي وصادرات علمية تفوق 250 مليار دولار أميركي، كما يوفّر الاقتصاد الإبداعي 30 مليون وظيفة تقريبًا على مستوى العالم.

وأوضحت مشرفة مبادرة "الشرقية تبدع" هديل العيسى فكرة نشأة المبادرة التي انطلقت في العام الماضي لتحريك الركود الذي أحدثته جائحة كورونا آنذاك، ثم كبرت المبادرة بمشاركة أكثر من 150 جهة من قطاعات حكومية وجامعات وشركات كبرى وجهات مجتمعية وغير ربحية. حيث شهدت المبادرة تناميًا في نسختها الثانية من حيث المؤسسات المشاركة والأفراد، مبينة أن المبادرة رسمت خارطة الطريق لمؤسسات وأفراد العمل الإبداعي في المنطقة.

 وأبانت العيسى أنه من المتوقع أن تترسخ المبادرة وتنمو خلال الثلاث سنوات المقبلة، بحيث تصبح المنطقة الشرقية هي الوجهة الإبداعية في المملكة ونموذجًا فريدًا وموسم مستدام يدار من قبل المجتمع بشتى أفراده وقطاعاته، بما ينعكس بدوره بشكلٍ ملموس ومؤثر على المنطقة المتوهجة بالإبداع منذ أعوام مضت.