حضارة الـ 5000 عام " آبار حمى" في قائمة اليونسكو للتراث العالمي
نجران - سلطان ال كليب
توجد في السعودية عدد من الحضارات قبل الإسلام لا تزال آثارها باقية حتى الآن واكتشف بعضها منذ وقت قريب وخلفت إرثا ثقافيا وحضاريا متميزا وأصبحت مرتعا سياحيا يرتاده كل زائر وسائح .
كمركز حمى الأثري الذي تم تسجيله في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بوصفه موقعاً ثقافياً ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني.
ويقع مركز حمى الأثري بمحافظة ثار على بعد 130كم شمال نجران ويمتد بشكل محاذ لصحراء الربع الخالي والمتميز ببيئته الصحراوية الجبلية حيث كان يحتل مكانة اقتصادية متميزة باعتباره مركزا للتجارة القديمة وممرا لطريق القوافل التي تسلك مسار الشمال الشرقي للجزيرة العربية مرورا بقرية الفاو ومسارا للشمال الغربي للجزيرة العربية مرورا بجرش ومكة المكرمة والمدينة المنورة والعلا ثم الى مصر وبلاد الشام ويشتمل مركز حمى على العديد من الآبار القديمة التاريخية المحفورة في الصخور والتي تحتضنها الجبال والكهوف من جميع جهاتها عدا الجهة الشرقية والتي يبلغ عددها السبع وتحمل هذه الآبار أسماء (الحماطة وسقيا والجناح والقراين وعددها اثنتان وعين النخلة والخبيسه) التي نحتت في صخور الجبال حيث تتميز بوفرة المياه العذبة والصالحة للشرب حتى وقتنا الحاضر وذلك في عمق لا يتجاوز أربعة أمتار وما زال أهالي مركز حمى وسكان البادية القريبين منه يأخذون احتياجاتهم من المياه من هذه الآبار الأثرية التي يتجاوز عمرها ألـ (5000)الاف سنة . حيث سجل مرتادو هذه الطريق ذكرياتهم ورسومهم وأسماءهم بالخطين السبئي والثمودي، على امتداد الطريق التي تركزت حول مصبات المياه والكهوف وفى سفوح الجبال.
وتبلغ مساحة مركز حمى الأثري ما يقارب 8400 كم2 ويحدها من الشمال محافظة يدمه ومن الشرق طريق الرياض – نجران ومن الغرب محافظة ثار والجنوب محافظة حبونا " مركز الحصينية " ويأتي في وسط حمى ما يسمى " الدويرة " وهي على شكل دائرة تحيط بها الجبال من جميع الاتجاهات ما عدا فتحة صغيرة من الجهة الجنوبية ويقع وسطها جبل وكانت مكانا لتدريب الجيوش وممارسة الفروسية كما يتضح من الرسومات والصور الأثرية التي تثبت ذلك في جبال حمى وقت الدولة الحميرية . ويذكر كبار السن بمركز حمى بأنه زار المنطقة باحث فرنسي قبل عشرات السنين وذكر بان الجبال التي توجد في شرق حمى وشرق جبل النظيم تسمى " جبال الأعناب " حيث كانت تنطلق منها الخيول وتعد مهرجانا كبيرا لسباق الفروسية باتجاه الجنوب إلى جبل " صمعر – وحمير " حيث كان احد ملوك حمير يراقب السباق من على مكان مرتفع جدا في ميدان يبلغ طوله 10كم وهو مكشوف أمامه بوضوح . أما المواقع الأخرى التي تتوفر بها الآثار التاريخية العريقة في مركز حمى هي " الدويرة – عان جمل – وادي عمير – وادي أثب – وادي الدمنة – نجد خيران – أوديه شسعا – وادي المسماة – جبل الكوكب – نجد سهي " هذه هي الأماكن الشمالية . أما الأماكن الغربية الممتلئة بالرسومات والصور فهي " جبل الخطام – وادي نعوان – وادي النقحة " فيما تأتي في الأماكن الشرقية " جبل النظيم – وجبال الأعناب " التي ذكرها الباحث الفرنسي في مذكراته . ويأتي في الجنوب " جبل الطرف – جبال وريك " وتقع هذه الأماكن جميعها فيما يسمى "هضبة القارة " حيث تتركز فيها معظم الآثار التاريخية لمركز حمى .