"ثابت"…. كرة القدم مرآة للحياة والحفلة احتفال جماعي بالمشاعر
الرياض - عهود الزهراني
عدسة - هند عبدالرحمن
شهد ملتقى الرواة إحدى فعاليات مهرجان الدرعية للرواية يوم أمس الثلاثاء، لقاءً ثريًا مع الكاتب السعودي عبدالله ثابت، أدارته رباب حجار وسط حضور لافت من عشاق الأدب والقراءة.
وقد افتتحت محاورة اللقاء بسؤال حول كتابه الجديد “الحفلة”، ليكشف "ثابت" أنّ فكرة الكتاب بدأت من ما تبقى من فتى صغير كان يستهويه عالم كرة القدم، قبل أن تأخذه الحياة نحو الكتابة. وأكد أنه حين وصل إلى عالم السرد وجد فيه سحرًا خاصًا، لكنه لم يتخلّ يومًا عن شغفه الأول بكرة القدم.
وتحدث "ثابت" عن قلة المحتوى العربي المتناول لكرة القدم في المؤلفات والكتب، رغم أنها — كما وصف — قوة مؤثرة في حياة الناس. وضرب مثالًا بتأثير نتائج المباريات على الجماهير، وكيف يمكن للفوز أو الخسارة أن يغيّر مزاج المدن والشعوب.
كما استشهد بقول الكاتب إدواردو غاليانو في كتاب “تحت الشمس والظل” بأن التسعين دقيقة في مباراة كرة القدم تشبه الحياة نفسها بما فيها من انتصارات وهزائم، خطط ومناورة، أفراح وأحزان. وأوضح ثابت أن المباراة ليست مجرد أقدام تركض خلف كرة، بل دهاء وفن وتكنيك وجسد صحي، وأنها عالم كامل يحمل دلالات تتضاعف في ذهن المشاهد.
وعن عنوان كتابه “الحفلة”، أوضح الكاتب عبدالله ثابت أن مشاهدة المباراة — سواء مع العائلة أو الأصدقاء أو في المدرجات — تتحول إلى حفل جماعي تتشارك فيه المشاعر والانفعالات.
وختمت رباب حجار الحوار بسؤال: “هل المباراة صورة مصغّرة للحياة أم أن الحياة ملعب كبير؟”
فأجاب ثابت بأن كلتيهما صحيحتان؛ فالحياة مسرح كبير نؤدي فيه أدوارنا، وكرة القدم مرآة مصغّرة لما يحدث في هذا المسرح.
وفي نهاية اللقاء، وقف الكاتب "عبدالله ثابت" لتوقيع نسخ كتابه للحاضرين، وسط تفاعل دافئ يعكس علاقة الجمهور بكتابه الجديد وبسرده المختلف.