الرياض – عهود الزهراني
عدسة - ناصر الحربي 

في أجواءٍ تنبض بالأصالة وتتنفس عبق التاريخ، استقبل سوق الموسم زوّاره بتجربةٍ استثنائية جمعت بين الثقافة السعودية العريقة والروح اليابانية المفعمة بالتفاصيل والإتقان.

عندما يهم الزائر بالدخول، يستقبلة المنظمون  أم بابتسامةٍ دافئة وعبارة ترحيبية صادقة، وهم مرتدين اللبس السعودي التقليدي الأنيق،  الذي يعكس هوية المكان وكرم أهله، تلك اللحظة كانت البداية لرحلةٍ ثقافية ثرية جمعت بين الشرقين، في مشهدٍ جميل يروي حكاية التبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية واليابان.

في منطقة الخطاطين، تنافس الحبر العربي بالخط الياباني على ألواح تحمل أسماء الزوار، لتخلق لوحات فنية تنطق بالجمال والانسجام بين لغتين وثقافتين عريقتين. أما ركن المراوح، فقد جمع بين التصميم السعودي المصنوع من الخوص والمراوح اليابانية الورقية في مزيج فني يعبّر عن روح التعاون والإبداع بين الشعبين.

ومن خلال التجول في منطقة السوق، تلمح الأقمشة اليابانية الفاخرة واللبس السعودي الأصيل والمجوهرات المستوحاة من تراث البلدين، وسط تميز المكان بعروضٍ حية متنوعة شملت الرقص الياباني التقليدي، والعرضة السعودية والسامري، في مشهدٍ رائع جمع الموسيقى والإيقاع والفرح.

ولعل أجمل ما شد الحضور والزوار اليابانيين الذين اندمجوا بشغف في تفاصيل الثقافة السعودية، من تذوق المأكولات الشعبية إلى تجربة الزي التراثي والمشاركة في الرقصات الشعبية، مما عكس عمق التبادل الحضاري وروح الاحترام المتبادل بين الثقافتين.

يعتبر "سوق الموسم" في نسخته الحالية أكثر من مجرد فعالية… إنه مساحة تعارف حضاري واحتفاءٌ بالجمال الإنساني الذي يجمعنا رغم اختلاف الجغرافيا واللغة.