|

“ترميم " تُمكّن الفتيات السعوديات من الريادة في مشاريع ترميم المنازل لخدمة الأسر المحتاجة في رمضان

الكاتب : الحدث 2025-03-28 12:19:13

متابعات - فيصل الحارثي

تشهد ساحة العمل المجتمعي في المملكة تحولًا نوعيًا يتمثل في مشاركة المرأة السعودية في مشاريع الترميم السكني، كأحد أبرز مظاهر العطاء خلال شهر رمضان المبارك، حيث تقود المتطوعات في جمعية ترميم بمنطقة مكة المكرمة فرقًا ميدانية تُعنى بإعادة تأهيل منازل الأسر ذات الدخل المحدود، في مشهد يعكس نقلة ثقافية في مفهوم التطوع وتمكين المرأة

وأوضح الدكتور عبدالله آل دربه، الرئيس التنفيذي لجمعية ترميم، أن برامج الجمعية في رمضان شهدت ارتفاعًا في معدلات التطوع، خاصة من قبل الشابات السعوديات، مشيرًا إلى أن التمكين الحقيقي يتحقق عندما تكون المرأة حاضرة في الميدان وتشارك في التغيير من موقع الفعل، لا المتابعة.

وقال" آل دربه" : “نحن نعمل على توفير بيئة احترافية ومنظمة تسمح للمتطوعين والمتطوعات بأداء أدوارهم تحت إشراف هندسي وفني متخصص، لضمان جودة التنفيذ وتحقيق الأثر المطلوب والجمعية حريصة على أن تكون جميع مبادراتها منسجمة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، خصوصًا فيما يتعلق بتمكين المرأة، ورفع جودة الحياة للأسر الأشد حاجة.

وأشار "  آل دربه " إلى أن جمعية ترميم، منذ تأسيسها في عام 2022، تمكنت من إعادة تأهيل 657 منزلًا في 7 محافظات بمنطقة مكة المكرمة، استفاد منها أكثر من 3200 فرد، فيما تجاوزت ساعات العمل التطوعي 20 ألف ساعة ، بمشاركة نحو 769 متطوع ومتطوعة. وبلغ الأثر الاقتصادي المقدر لتلك الجهود أكثر من 744 ألف ريال سعودي. كما أظهرت بيانات منصة العمل التطوعي أن نسبة رضا المتطوعين عن تجاربهم في الجمعية بلغت100%، ما يعكس احترافية العمل وجاذبية المبادرات المطروحة.

من جهتها قالت مديرة المشاريع التنموية بالجمعية أ.دعاء إمام إن مشاركة السعوديات هذا العام تجاوزت الأدوار التقليدية، لتصل إلى العمل الفني والميداني داخل المنازل، مثل أعمال الطلاء، ومعالجة المشكلات البسيطة في السباكة والكهرباء، وإعادة ترتيب المساحات الداخلية.

وأضافت"دعاء إمام  " : “لدينا متطوعات من خلفيات مهنية متنوعة، بين مهندسات، ومعلمات، وطالبات جامعات، وفنانات تشكيليات. جميعهن يحملن حسًّا عاليًا بالمسؤولية، ويقدمن وقتًا وجهدًا في سبيل تحسين واقع أسر محتاجة.”

وأوضحت " دعاء إمام  " أن برامج رمضان في الجمعية لا تقتصر على توزيع السلال الغذائية، بل تدمج بين الدعم العيني، والتأهيل السكني، والعمل الميداني المباشر، مؤكدة أن المرأة اليوم أصبحت عنصرًا أساسيًا في فرق التنفيذ لا غنى عنه.

وترسّخ جمعية ترميم من خلال هذه الجهود نموذجًا جديدًا في العمل الخيري يعتمد على دمج المهارات، وتوسيع دائرة المشاركة، وتمكين المرأة لتكون شريكًا في بناء مجتمع متماسك، لا مجرد داعم خارجي. وفي رمضان، يصبح العطاء أكثر اكتمالًا عندما يمتزج بالإرادة، وتتحول أدوات الترميم إلى جسور أمل تمتد من قلب المتطوعين إلى منازل المحتاجين.