|

"الإعلام وحواضر الأحساء" ورشة في هيئة صحفي الأحساء

الكاتب : الحدث 2021-07-10 05:12:55

الأحساء - جاسم العبود

نظمت هيئة صحفيي الأحساء مساء يوم الأربعاء 7 يوليو 2021م حلقة إثرائية بعنوان "الإعلام وحواضر الأحساء"، في قاعة الجوهرة الحميان بمقر الهيئة، قدمها عضو المجلس البلدي سابقاً الأستاذ "علي بن حجي السلطان" بحضور 30 مشاركاً ومشاركة.

استهل "السلطان" الورشة بذكر 14 مصدراً رسمياً استند إليها في الإعداد للورشة، منها: كتب ودراسات إضافة إلى موقع الهيئة العامة للإحصاء السعودي، وموقع دائرة التعداد للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن جميع الأرقام والإحصائيات اعتمدت على هذه المصادر.

بعدها تطرق "السلطان" إلى محاور اللقاء وهي: جهود المملكة المبكرة في رفع مستوى التحضر، ونشر ثقافة معرفة المصطلحات السكانية، واستعراض حالة الأحساء المدنية، والدور الإعلامي لتغيير المفهوم السائد عن حواضر الأحساء، وأشار "السلطان" بان هذا الدور يجب أن يتبناه إعلاميو الأحساء.

وأكد "السلطان" بخصوص المحور الأول، بأن المملكة عملت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - على رفع الوعي لدى العنصر البشري وتنميته، فدوافع توطين البادية كانت واحدة من أهم الركائز التي عمل عليها الملك المؤسس لأغراض عدة منها: ماهو ديني واجتماعي وسياسي وعسكري، فوجودهم في مقر واحد مستقر يسهل إرسال الوعاظ والمرشدين لتوعيتهم بالأمور الدينية وغيرها، مع سهولة التواصل بهم في كل الأمور بما فيها العسكري إذا ما احتاجت الدولة، وإمكانية نشر التعليم فيما بينهم.

وفيما يخص المحور الثاني، تطرق "السلطان" إلى جهود المملكة المبكرة في رفع مستوى التحضر في المستقرات "المستوطنات" ودوافع تنمية المدن والقرى، كرفع المستوى التعليمي والصحي لدى المواطنين، وتوفير الخدمات البلدية وغيرها، وتوفير سبل الراحة والرفاهية.

وقال "السلطان" بأن مصطلح قروي ومدني لا يعني بأن المدني أفضل، والقروي يأتي في الدرجة الثانية، بل هي تصنيفات، وإنتماء إلى جغرافية معينة، وحسب المفاهيم العالمية فان مصطلح قروي لا ينطبق على أهالي الأحساء، وذلك لعوامل عدة من أهمها: جهود الدولة المبكرة لتنمية المنطقة، ونشر الخدمات التعليمية والصحية، واشتغال المجتمع بالوظائف المتعددة، كما كان لوجود شركة أرامكو السعودية الأثر الكبير في ذلك أيضاً، حيث ساعد على رفع مستوى المعيشة والتعليم والصحة والتنمية العمرانية، كذلك تقارب القرى والمدن بعضها ببعض وكأنها كتلة واحدة، مما ساعد على الاشتراك في الخدامات، عكس القرى المتباعدة عن بعضها البعض، أو عن المدينة في المناطق الأخرى، سواء في المملكة أو في العالم، حيث يصعب على القرية الاستفادة من الخدامات المتاحة مما يجعل التنمية فيها صعبة.

ومن خلال دراسة "السلطان" فأنه يوجد في الأحساء قرى بلا قرويين، وهذه حالة حضرية متقدمة ناتجة عن جهود الدولة وخدماتها، وهو ما نفخر به، لأن مفهوم القروي هو أن الشخص غير متعلم، ولا يملك منشآت صحية، وغالبا ما يعمل في الزراعة أو الرعي أو الحرف اليدوية، ولو لاحظنا قرى الأحساء اليوم سنجد - حتى أصغر قرية - يوجد فيها مدارس ومركز صحي أو في جارتها التي لا تبعد أكثر من كيلو متر واحد، ولا تنحصر أعمال قاطنيها على الزراعة أو الرعي أو الحرف اليدوية، فجهود الدولة وتقارب المنطقة (خاصة في الأحساء) جعل منها نموذجاً جيداً نفع قاطنيها، ولذا فأن البلدة التي يقطنون فيها يطلق عليها قرية بسبب عدم بلوغها المعيار الكمي للمدينة فقط وإلا فهم مدنيون.

وعن المحور الثالث "نشر ثقافة المصطلحات السكانية" تناول "السلطان" معرفات التجمع السكاني، والتجمع الريفي، والتجمع الحضري، والقرية، والمدينة، والحاضرة، والمعيار الكمي أو الحجمي او العددي، موضحاً أن المملكة تعتمد معيارين لاعتماد مسمى مدينة وهما: وجود بلدية، أو أن السكان اكثر من 5000 نسمة، وهو ما يسمى بالمعيار الكمي، وأنه بناء عليه يوجد بالمملكة 245 مدينة حسب تعداد 1431 هجري اكبرها حسب عدد السكان العاصمة الرياض وأصغرها مدينة الذيبية بالقصيم.

وجاء أيضا في دراسة "السلطان" التحليلية لمدن وقرى واحة الأحساء، أن الأحساء تتضمن 27 مدينة و 21 قرية، وأن أكبرها نسبة إلى عدد السكان مدينة الهفوف وأصغرها مدينة المراح.

وتطرق "السلطان" في المحور الرابع من الورشة، إلى الدور الإعلامي المهم لتغيير المفهوم السائد عن حواضر الأحساء، وفتح المجال لمداخلة الحضور حول دور الإعلام في هذا الصدد.

وفي ختام الورشة كرم مدير هيئة الصحفيين بالأحساء الأستاذ عادل بن سعد الذكر الله الباحث الأستاذ علي بن حجي السلطان تقديراً وعرفاناً لجهوده وتميزه في تقديم الورشة الإثرائية.