|

"الشايب" تناشد بإستراتيجية لتدويل وتفعيل التراث الثقافي غير المادي بالأحساء

الكاتب : الحدث 2022-01-29 04:37:42

‏الأحساء - جاسم العبود‏

‏قدمت عضو مجلس إدارة الجمعية المهنية للتراث العمراني لهيئة التراث التابع لوزارة الثقافة المهندسة الشيماء الشايب، مساء يوم الخميس الماضي، محاضرة بعنوان " تميز الأحساء ودخولها المنظمة العالمية اليونسيكو، والتراث الثقافي غير المادي"، وذلك ضمن معرض "عبير الأحساء للفنون التشكيلية"، المصاحب لمهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة (ويا التمر أحلى 2020).‏‏ ‏

‏بدأت "الشايب" المحاضرة بنبذة عن إقليم الأحساء التاريخي، وإن الأحساء تاريخياً كانت تمتد شمالاً إلى بلاد الرافدين والشام، وجنوبا تحدها سلطنة عمان، وكانت عاصمتها تسمى "هجر" البطالية حالياً، قبل انتقالها إلى مدينة الدمام، ويعتبر ميناء العقير هو أكبر ميناء تاريخي فيها، حيث كانت جميع التنقلات من الأحساء وإليها من خلاله.‏‏ ‏

‏وأفادت بأن الإنسان في الأحساء شكل مجموعات ثقافية مختلفة، فيوجد فيها الريفي والبدوي والحضري وغيرهم، الذين كونوا حالة تعايش مستقرة فيما بعضهم البعض، وبما أن الأحساء تمتلك موارد كثيرة ومياه وتربة خصبة قابلة للزراعة، كثرت الهجرات والإقبال عليها منذ القدم، حيث استوطن الإنسان في الأحساء منذ 9000 سنة.‏‏ ‏

‏وبينت بأن الأحساء تمتلك أربعين موقعاً أثرياً، تسعة منها مسجلة في المنظمة العالمية اليونيسكو، منها قصر إبراهيم وسوق القيصرية، ومسجد جواثا، وقصر صاهود.‏‏ ‏

‏وعن طراز العمارة الأحسائية قالت: بأنها تختلف من حقبة إلى حقبة زمنية أخرى، وذلك بحسب الشعوب التي استوطنتها.‏‏ ‏

‏وأفادت، بأن منظمة اليونيسكو أعلنت بأن واحة الأحساء موقع تراث عالمي، وفي عام 2015 كانت ضمن شبكة المدن المبدعة لدى اليونيسكو، وذلك يعني أن الإنسان الذي يقطن الأحساء بالموارد الموجودة يخلق أموراً إبداعية ومتطوراً، وفي عام 2018 أصبحت موقع تراث عالمي، وفي عام 2019 أصبحت عاصمة السياحة العربية، وفي عام 2020 أصبحت أكبر واحة نخيل في العالم.‏‏ ‏

‏وتطرقت إلى مركز النخلة للصناعات الحرفية للتدريب بالهفوف، كأول مركز مهني بالأحساء والوحيد من نوعه في المملكة، تأسس قبل أكثر من عشرين سنة، ويعتبر خدمة مجتمعية، لتخريج حرفيين في أغلب التخصصات، كالخط العربي ، صناعة البشوت، الحرق على الجلود والخشب، وصناعة الخوص.‏‏ ‏

‏وعن أهمية تسجيل التراث غير المادي قالت المهندسة "الشايب"، إن أهمية التسجيل تكمن في الاعتراف بالأحساء والتعرف عليها من قبل الدول الأخرى، وتسجيل التراث يعطينا - نحن أهالي الأحساء - مسؤولية للمحافظة عليه بشكل أكبر بما أنه معترف به عالمياً.‏‏ ‏

‏وعن حاجة الأحساء لنشر ثقافة التراث غير المادي دولياً أفادت، أعتقد أن الجهات المعنية هي التي تقوم بالفعل الثقافي، لرفع وإنما الوعي، وقالت: تواجدي اليوم في هذه المحاضرة هو لرفع هذا الوعي، وأضافت، بأننا نحتاج من الجهات المسؤولة كوزارة التعليم ووزارة الثقافة المعنية بهيئة التراث أن تقوم بمبادرات أكثر بخصوص هذا المجال، كالمبادرة التي اطلقت مؤخرا بين الطلاب والمعلمين في المرحلة المتوسطة لعمل البحوث، وتقديم جوائز مالية لتحفيزهم للتعرف على التراث، وكذلك إدراجها بكثافة في المناهج المدرسية (التربية الفنية)، وعمل المعاهد والكليات، وفتح التخصصات الجامعية، كتخصص المسرح والفنون التي تساهم في تدوين التراث غير المادي من خلال كتابة النصوص، وعمل المسارح، وبصفة عامة نحن بحاجة إلى إستراتيجية لتدويل وتفعيل التراث الثقافي غير المادي وأهميته، والاستفادة من الخبراء في هذا المجال.‏‏ ‏

‏وقالت، المعهد الملكي للفنون، الذي استحدث في 2021، يوجد به برنامج "تلمذة"، وهو أكاديمية تعني بفنون وثقافة التراث غير المادي، كالبناء بالطين، ولها فئة عمرية معينة (أكبر من 18 سنة)، ويحصل المتخرج منه على دبلوم، لممارسة هذه المهنة.‏‏ ‏

‏وتعتقد بأن الفنان التشكيلي الأحسائي أخذ على عاتقه نشر ثقافة التراث غير المادي، فكمية التراث غير المادي الممارس اليوم من العادات والتقاليد تعني بأن الحرفي أو الفنان التشكيلي الأحسائي، ونحن كأشخاص عاديين وما نمارسه في يومياتنا، ننقل تراثنا غير المادي بشكل غير مباشر، ولذلك نرى جيلاً بعد جيل يمارس فعلياً ما يمارسه أجداده بالسابق.‏‏ ‏

‏وأردفت، بما أن منظمة اليونيسكو اعترفت بأن الأحساء موقع تراث عالمي، وكمشهد ثقافي متطور، فذلك يعني أننا مازلنا محافظين على تراثنا غير المادي، وطريقة المحافظة عليه هي بإقامة المهرجانات والفعاليات، ونحن في الأحساء لدينا الكثير من المهرجانات التي تتضمن التراث غير المادي، وجهات كثيرة تعطي جانب التراث غير المادي مكانته في فعالياتها كأمانة الأحساء وغرفة الأحساء وجمعية الثقافة والفنون وجمعية التراث وجمعيات مهنية متخصصة كجمعية علوم العمران، ومن الفعاليات والمشاركات التي وثقت بعض من فنون والموروث الشعبي الأحسائي هي: مهرجان التمور المصنعة، وسوق الحرفيين، ومهرجان الأحساء المبدعة.‏‏ ‏

‏وفي ختام اللقاء، أكدت المهندسة "الشايب" على استعدادها للتعاون و تقديم الإستشارة في هذا المجال بما يحقق رفعة وطننا الكريم.‏