|

"بيئة الأحساء" وورشة "السياحة الزراعية بين التنمية والاستدامة"

الكاتب : الحدث 2021-12-21 02:03:44

الأحساء - جاسم العبود

نظم فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية ممثلا بمكتب الوزارة بالأحساء بالتعاون مع جمعية الإعلام السياحي، مساء اليوم الإثنين، ورشة عمل بعنوان "السياحة الزراعية بين التنمية والاستدامة"، على مسرح مركز التدريب الزراعي بالأحساء، قدمها الدكتور أحمد بن حمد العمير، وأدارها المهندس محمد الفهيد، بحضور رجال أعمال ومختصين ومهتمين بمجال السياحة الزراعية وبعض من المرشدين السياحيين والإعلاميين.


بدأ الدكتور "العمير" ورشة العمل، بتعريف مفهوم السياحة، والسياحة الزراعية المستدامة، وأسس السياحة الزراعية التنموية الخمس، وهي: كإصدار التراخيص وإن المزرعة ليست لإنتاج الغذاء فقط وأشاهد وأمارس وأقتني وارتباط أنشطتها السياحية بالزراعة وتقديم الخدمات بجودة عالية ومستوى السياحة للمزارع.

وأفاد الدكتور "العمير" بأن أهمية السياحة الزراعية لإصحاب المزارع تأتي في الأمور التالية: توفير دخل إضافي لمالك المزرعة، وبيع منتجات المزرعة للسائحين والزوار، وزيادة قيمة المزرعة التي تقدم السياحة الزراعية، وأن دخل المزرعة يساعد على التطوير والتحسين، تنويع الإيرادات التي يحصل عليها صاحب المزرعة، احتكاك المزارع بثقافات مختلفة، استفادة المزارع من القسم الأكبر في مصاريف السياحة، الجوانب الابتكارية، والعلاقات الشخصية.

وعن أهمية السياحة الزراعية للسائح، ذكر الجوانب التالي: الابتعاد عن الضجيج والصخب، تلبية رغبات العديد من السائحين، برامج سياحية غير مألوفة، تغيير العادات بشكل كبير، المنتجات البلدية الطبيعية تثقيف السائح بالأعمال الزراعية، شراء منتجات المزرعة (جودة وسعر)، والسياحة الزراعية متنوعة.

بعدها طرح سؤالاً: برأيك، ما أبرز الأنشطة التي يمكن أن يمارسها السائح في السياحة الزراعية ؟، وتلقى مداخلات الحضور.

وبين الأنشطة التي يمكن للسائح ممارستها في السياحة الزراعية التالية:
شراء منتجات المزرعة، التجول، قطف الثمار، اطعام الحيوانات، عصر الزيتون، والتثقيف، والإقامة في المزرعة، ركوب الخيل، استخلاص العسل، حلب الأبقار، ركوب الحراثات، طهي / إعداد الوجبات الريفية، زيارة متحف الأدوات الزراعية، جمع بيض الدجاج، وزرع النباتات.

كما أنه تناول أبرز الأثار الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية المترتبة عن السياحة الزراعية.

من ناحية أخرى تطرق إلى تحديات السياحة الزراعية، وعوامل نجاح المزرعة السياحية بصفة مستدامة.

وصرح مدير عام مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالأحساء المهندس "إبراهيم الخليل" لصحيفة "الحدث"، بأن وزارة البيئة والمياه والزراعة تضع جل اهتمامها في تعزيز السياحة الزراعية، ورفع كفاءة المزارع، ومواكبة رؤية المملكة ومبادرة صاحب سمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "السعودية الخضراء".

وقال المهندس "الخليل" بأن مقومات السياحة الزراعية في الأحساء موجودة من الأساس، ولذا دخلت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية كأكبر واحة زراعية في العالم، وأصبحت عاصمة للسياحة العربية، وموقع تراث عالمي، ويأخذ الجانب الزراعي النصيب الأكبر من مساحتها.

وأكد المهندس "الخليل" بأنه بعد صدور الأمر السامي للمحافظة على واحة الأحساء وواحة القطيف، عملت الوزارة على خطة لتنمية الواحتين وتسهيل الزراعة السياحية، ووضعت التوصيات مع اللجنة العليا بهذا الخصوص، وبانتظار الاعتماد، وقريبا سترى النور.

وعلى هامش الورشة ، التقت صحيفة "الحدث" بالدكتور أحمد العمير، الذي أفاد بأن المملكة العربية السعودية تسعى من خلال عدد من الإجراءات والاستراتيجيات إلى تفعيل السياحة الزراعية والاستفادة من المقومات الطبيعية الموجودة في عدد من المناطق، من ضمنها مزارع ذكرت بالاسم، ووجه لها الكثير من الدعم من خلال برامج متعددة، أهمها برنامج "ريف" والذي أطلق في الفترة الأخيرة بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لدعم المزارعين وأصحاب المزارع السياحية وأسرهم.

وأضاف الدكتور "العمير": حينما نتحدث عن التراخيص السابقة للمزارع السياحية، كان هناك نظام قديم لدى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع عدد من الجهات من ضمنها وزارة البيئة والمياه والزراعة والمديرية العامة للدفاع المدني ووزارة البلدية والقروية والإسكان، واليوم انتقل برنامج التراخيص إلى وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتنسيق مع وزارة السياحة، وبإذن الله خلال الأيام القليلة القادمة ستصدر آلية جديدة لإصدار التراخيص لأصحاب المزارع السياحية.

وأكد الدكتور "العمير" بأنه لو فعلت السياحة  الزراعة في الأحساء بكامل العناصر ومرتكزات وأسس السياحة الزراعية الصحيحة ستتصدر الأحساء السياحة الزراعة ليس على مستوى المملكة فقط ولا على مستوى الشرق الأوسط، بل ستتعدى ذلك بشرط وجود التراخيص اللازمة والجدية والعمل باحترافية وفق صناعة السياحة الزراعية بأسسها ومبادئها الصحيحة، وذلك لامتلاك الأحساء مقومات السياحة الزراعية الأساسية.

وأضاف، بأن طبيعة وثقافة الإنسان الأحسائي تعشق الأرض والعمل والبذل في المجال السياحي والزراعي والبيئي تحديداً، والمشهود للمزارع الأحسائي بشكل خاص، أنه لا يزال يحافظ على ثقافته وهويته الثقافية الأصيلة، بالإضافة إلى المحاصيل الزراعية المميزة على مستوى العالم بكافة فئاتها، ويأتي في مقدمتها "التمر الأحسائي".

ونصح الدكتور "العمير" المزارعين الأحسائيين بالتوجه إلى الثقافة السياحية أو الوعي السياحي حتى تصبح لديه قاعدة يرتكز عليها في السياحة الزراعية، فالمزارع الذي لا يمتلك الثقافة أو الوعي السياحي الكافي لن يستطيع تحقيق الأهداف المرجوة من السياحة الزراعية، جنباً إلى جنب مع الخبرة التي يمتلكها واللازمة في الأمور الزراعية والبيئية.

وفي ختام الورشة كرم  مدير عام مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالأحساء المهندس إبراهيم الخليل، ونائبه المهندس عبدالعزيز العتيق مقدم الورشة الدكتور أحمد العمير.