|

الأفلام الصامتة: مناورة فنية ورؤى فكرية

الكاتب : الحدث 2021-10-14 08:16:19

الأحساء - جاسم العبود

صرحت أستاذة علم الاجتماع بجامعة الملك فيصل، الدكتورة "يسرى الهذيلي" لصحيفة "الحدث" على هامش الأمسية المشتركة بين المقهى الثقافي ونادي السينما بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء بعنوان "تأملات في أفلام قصيرة"، لمناقشة 4 أفلام قصيرة صامتة، بإدارة محمد العايش، بأن جمعية الثقافة والفنون بالأحساء تفردت بالأمسية بمساحة رحبة تقاطعت فيها رؤى العالم بدءا بفن السينما من خلال الأفلام الصامتة، مرورا بمقاربات في الإنسانيات بدت متداخلة وعميقة، ومنتجة للمعنى.

وقالت: أن أكثر ما شدني في ذلك هو انفتاح الحضور على اختلاف مشاربهم الأكاديمية من العلوم الصحيحة، إلا أن ذلك لم يكن حاجزا أمام انفتاحهم على الفنون والإنسانيات، على إيقاع  حراك ثقافي تشهده المملكة زادها ألقا وتوهجا فكريا، إذ لا أحد يمكنه الشك في قدرة الإنسان في هذا البلد الزاخر بالطاقات على الإبداع.

وأردفت، بدأت الأمسية الفنية الإنسانية في عمقها مراوحة بين مقاربات معرفية ضجت بها القاعة، ومشاركين تجلت أفكارهم وتأويلاتهم إنتاجا للمعنى، ولنصوص صامتة منها ومعلنة، أعطت إيقاعا وشكلا فنيا لرؤى العالم الذي جعل من الأفلام الصامتة، "حالة فنية "، احتملت قراءات عديدة وتأويلات لمعيش الإنسان اليومي، مرورا برهانات الواقع في ظل عالم ما بعد حداثي اكتسب فيه الفرد كفاعل اجتماعي وثقافي القدرة على التعبير والإبداع بما هو خفي وما هو معلن.

وأضافت، مقاربة أردناها افتتاحية لتوالد الدلالات في سياقها الفني الذي بدا طاغيا على أمسية باغتت التصور الإنساني والقبض عليه مساحيا ودلاليا، فبدت المراوحة مكشوفة بين ثقافة مشبعة بحراك وانفتاح على فنون، وجدت ما يهيئ لتسارع نسقها مع رؤية 2030 الداعمة للفن كرؤية جمالية للإنسان والوجود ولتزهر معها أيقونات ومنمنمات في هذا الوطن المتوهج بالحركة ضمن تقاطعات معرفية وثقافية مذهلة بتراميها وتفرعاتها، تطرح ما هو فني بامتياز ضمن مشروع أوسع يعبر عن صورة جميلة لعلاقة الإنسان بثقافته عبر الدلالة التي ينتجها فيها، وبها، إذ تبقى صورة مجازية مشدودة إلى واقع اجتماعي له إغراءاته، وأول الإغراء أن يكون الفن برؤاه للناس جميعا.

وبينت الدكتورة "الهذيلي" بأن هذه الصورة بكل تمثلاتها بدت طاغية على الأمسية الفنية الثقافية التي تفردت بها جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وهندس مشهدها الثقافي والفني "محمد العايش" من خلال الأفلام الصامتة، التي تشظت معانيها إلى أفكار ومقاربات ورؤى، وشاركه في ذلك القائمين على إخراج تلك المساحة الرحبة من الإبداع من أعضاء الجمعية والقائمين عليها، وناسجي اللحظة الحضور الأنيق الذي قدم مناورات فكرية مشبعة بالدلالات ومنفتحة على جماليات العالم.

من جانبه الإعلامي وكاتب السيناريو "جعفر عمران"، قال لصحيفة "الحدث": بأن الأفلام تعتبر تجربة شخصية، من حق المشاهد أن يكون له رأيه الخاص عند مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي يشاهدها وعليه أن يطرحها دون خجل من الآخرين، فليس بالضرورة أن يتفق معهم، ومن الجميل أن يجتمع أشخاص لمشاهدة أفلام ثم يتحدثون حولها.

وأضاف، وعندما نناقش الأفلام يجب ألّا نركز على فكرة الفيلم فقط، لأن الأفكار مكشوفة وواضحة لأغلب المشاهدين، بل لا بد من مناقشة الجانب الفني للفيلم، مثلاً،: هل استطاع المخرج أن يوصل الفكرة بشكل واضح وسهل، أم اعتمد الغموض والنهاية الغير مقنعة، هل المخرج أختار الممثل المناسب للدور، وهل الممثلون لعبوا أدوارهم بشكل صحيح.