|

شهية الصين للاستيراد تعزز آفاق الحزام الزراعي الأمريكي

الكاتب : الحدث 2021-06-18 01:38:45

 

تركت حرب دونالد ترمب التجارية مع الصين المزارعين الأمريكيين يعتمدون على المساعدات الحكومية للصمود. لكن الصين الآن في قلب انعكاس في ثروات المزارعين، حيث أدى ازدهار الصادرات وارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تعافي الاقتصاد الزراعي في الولايات المتحدة.
توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن الولايات المتحدة في طريقها لشحن ما قيمته 37.2 مليار دولار من السلع الزراعية إلى الصين هذا العام، بقيادة مبيعات فول الصويا والذرة وجوز الأشجار ولحم البقر والقمح والدواجن. المبلغ 23 في المائة من إجمالي الصادرات الزراعية الأمريكية المقدرة بـ 164 مليار دولار.
أدى الطلب المتزايد من الصين، إلى جانب قيود العرض على الذرة وفول الصويا الناجم عن الجفاف في البرازيل، إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية، ما وفر مزيدا من الدعم للمزارعين الأمريكيين.
قال مارك ويلسون، مزارع الذرة من تولون، إلينوي: "لقد تغيرت الأمور حقا. إنها تبدو جميلة جدا في الوقت الحالي".
تلقى المزارعون الأمريكيون دعما حكوميا غير مسبوق بعد أن ردت الصين على تعريفات ترمب بفرض رسوم عقابية على السلع الزراعية الأمريكية في 2018. سرعان ما تلاشى التأجيل المأمول في أوائل 2020، عندما تعهدت بكين بمشتريات زراعية ضخمة بموجب صفقة تجارية مع الولايات المتحدة. انتشر الوباء ودفع واشنطن لتقديم مزيد من المساعدات.
دفعت المدفوعات الحكومية صافي دخل المزارع في الولايات المتحدة في 2020 إلى أعلى مستوى له منذ 2013، بعد تعديله لمراعاة التضخم. يتوقع الاقتصاديون في وزارة الزراعة الأمريكية أن الدخل سينخفض بنسبة 8 في المائة مع اختفاء عديد من هذه المدفوعات عام 2021. لكن عند 111.4 مليار دولار، سيظل الإجمالي أعلى بنسبة 21 في المائة من متوسط الدخل السنوي بين عامي 2000 و2019.
تاريخيا، كان فول الصويا، الذي يتم سحقه لصنع العلف والزيوت النباتية، أكبر الصادرات الزراعية للولايات المتحدة إلى الصين. أظهرت بيانات حكومية أن الصين دخلت سوق الذرة الأمريكية بشكل كبير، حيث تم شحن 23.2 مليون طن أو حجزها للسنة التسويقية التي تنتهي في آب (أغسطس)، مقارنة بأقل من 200 ألف طن قبل خمسة أعوام.
اقتربت أسعار الذرة وفول الصويا هذا الربيع من أعلى مستوياتها على الإطلاق عندما دمر الجفاف الوحشي في صيف 2012 الإنتاج الأمريكي. بينما يكون موسم النمو مبكرا، يتوقع المتنبئون هذا العام محاصيل صحية، ما يمكن المزارعين من الاستفادة من بيع فول الصويا بأكثر من 15 دولارا للبوشل، والذرة التي تزيد على ستة دولارات للبوشل.
قال ديف والتون، مزارع فول الصويا والذرة من ولاية آيوا: "كانت المساعدات مجرد تخفيف لنتخطى ذلك، وكنا نأمل دائما أن نرى هذا النوع من الطلب وهذه الأنواع من الأسعار. لدينا ظروف لائقة، لقد وضعنا المحصول في الأرض ويبدو الأمر رائعا الآن. لذلك هناك كثير لنكون ممتنين له".
تأتي مبيعات الحزام الزراعي الأمريكي القوية إلى الصين مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين. أعلنت إدارة بايدن في الأيام الأخيرة أن عشرات الشركات الصينية محظورة على المستثمرين الأمريكيين بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، في حين أن معظم تعريفات ترمب على البضائع الصينية لا تزال قائمة.
قال سكوت إيروين، خبير الاقتصاد الزراعي في جامعة إلينوي، إن استمرار المبيعات هو "السؤال الذي يبلغ 64 ألف دولار الذي يريد الجميع معرفة إجابته". لكنه أضاف: "لا أرى أي سبب لتغيير مشتريات الصين بشكل كبير، على الأقل على نطاق عالمي".
وعدت بكين باستيراد ما لا يقل عن 80 مليار دولار من المنتجات الزراعية الأمريكية على مدى عامين في اتفاقها التجاري في أوائل 2020 مع البيت الأبيض. كانت الصين متأخرة بنسبة 22 في المائة عن التزامها لعام 2021 اعتبارا من نيسان (أبريل)، لكنها كانت "تلحق بالركب بسرعة"، وفقا لاتحاد مكتب المزارع الأمريكي، وهي مجموعة ضغط.
جوزيف جلوبر، اقتصادي كبير سابق في وزارة الزراعة الأمريكية، كان مترددا في اعتماد الصفقة التجارية الأولية لارتفاع المبيعات. وأشار إلى التعافي الجزئي للبلاد من حمى الخنازير الأفريقية التي أهلكت قطيع الخنازير في البلاد كقوة وراء الطلب على الحبوب العلفية.
قال جلوبر: "لا أعتقد أن هذه ظاهرة مؤقتة. أعتقد أن الصين ستستمر في كونها مستوردا قويا للغاية".
جعلت الحرب التجارية التي بدأت عام 2018، بعض أجزاء الصناعة الزراعية الأمريكية حذرة من الاعتماد على المشتريات الصينية. قال جون بايز، مستشار المجلس الأمريكي لتصدير فول الصويا، إن تنويع الطلب كان هدفا رئيسا مع إنفاق الصناعة على التسويق في جنوب شرق آسيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
قال بايز: "نحن نعتمد بشدة على الصين في الوقت الحالي. لكن، كما تعلمون، تعتمد الصين اعتمادا كبيرا على بقية العالم في إنتاج فول الصويا".
وقال اتحاد مكتب المزارع الأمريكي إنه لن يضغط على واشنطن من أجل مزيد من الإعانات.
وأوضحت فيرونيكا نيج الخبيرة الاقتصادية في الاتحاد: "لسنا في مجال طلب المال أو تخفيف المعاناة عندما تتحسن الأمور". لكنها أضافت أنه إذا أخذت الصادرات إلى الصين منعطفا سيئا، فقد يحتاج المزارعون مرة أخرى إلى المساعدة.
في ولاية أيوا، يشعر والتون بالتفاؤل الحذر: "سنشهد زيادة في الأرباح بالتأكيد. لن يكون مكسبا مفاجئا أو كنزا، لكنه سيكون مربحا بشكل مريح لبعض الوقت".