|

أسواق النفط تتنفس الصعداء .. «أوميكرون» لن يكبح تعافي الطلب

الكاتب : الحدث 2021-12-11 11:51:02

حققت أسعار النفط الخام أكبر مكسب أسبوعي منذ آب (أغسطس) الماضي بنحو 6 في المائة في انعكاس لانحسار المخاوف من متغير "أوميكرون" من فيروس كورونا، ما رفع معنويات السوق وعزز التوقعات الإيجابية لنمو الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
وبعد واحدة من أكبر التراجعات اليومية في العقدين الماضيين في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، انتعشت أسعار النفط الخام في الأيام الأخيرة، وذلك في صعود جيد وسجلت في ختام الأسبوع الماضي أكبر مكاسب أسبوعية منذ آب (أغسطس).
وتواصل مجموعة المنتجين في "أوبك+" تنفيذ الزيادة الشهرية التدريجية بقيمة 400 ألف برميل يوميا حتى كانون الثاني (يناير) المقبل، وقد طمأنت السوق إلى أنها في حالة اجتماع دائم واستعداد للتدخل في السوق فور الاحتياج لهذا الأمر وبما يعزز الاستقرار والتوازن.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أن أسواق النفط بدأت في إظهار علامات الانتعاش بعد الأنباء، التي تفيد بأن تأثير متغير "أوميكرون" على الطلب العالمي قد لا يكون كبيرا كما كان يعتقد في الأصل.
وأشار التقرير إلى أن أسواق النفط بشكل عام تنفست الصعداء عند سماع أن متغير "أوميكرون" من فيروس كورونا قد لا يكون عاملً قويا لتعطيل الطلب، كما كان يخشى سابقا، ومع ركود الطلب إلى حد كبير واستمرار مخزونات النفط الخام العالمية أقل بكثير من متوسط خمسة أعوام يبدو أن تداول خام برنت أعلى بقليل من 75 دولارا للبرميل ويبدو أن خام غرب تكساس الوسيط عند 72 دولارا للبرميل قد وجد مكانا مؤقتا.
ونبه إلى أنه لا تزال هناك عديد من المخاطر السلبية على الطلب العالمي بما في ذلك ضعف نشاط الحركة الجوية المحلية في الصين إلى جانب الإفلاس المحتمل لعملاقي العقارات "إيفرجراند" و"كانسا "، التي لا تزال تلوح في الأفق.
وأضاف أنه من ناحية أخرى، فإن ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة يضيف إلى الاتجاه الصعودي للأسعار، ويقلل من تأثير العوامل المحبطة للطلب، مع عزم توريد أرامكو السعودية توريد كميات كاملة في كانون الثاني (يناير) المقبل على الرغم من ارتفاع أسعار البيع الرسمية للأسواق الآسيوية، مؤكدا أن استراتيجية التسعير الخاصة في "أرامكو" ناجحة للغاية.
وذكر التقرير أن الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس جو بايدن لا تفكر في حظر تصدير النفط على الرغم من التكهنات الواسعة الانتشار بأن الضربة المزدوجة المتمثلة في انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع تدفقات الصادرات إلى الخارج قد تجبر الحكومة الأمريكية على سن حظر على تصدير النفط.
وأشار إلى أن المخزونات الاستراتيجية الأمريكية بالفعل تبقى عند أدنى مستوياتها منذ 2003 في حين أن الإصدار القادم من احتياطي البترول الاستراتيجي لم يتشكل بعد (من المفترض أن يكون في يناير - أبريل 2022)، لافتا إلى انخفاض مخزونات النفط الخام الاستراتيجية الأمريكية إلى 600 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى لها منذ أيار (مايو) 2003.
وأوضح التقرير أن إنتاج النفط الخام الكندي قد يصل إلى الذروة في 2032- وذلك وفقا لتوقعات هيئة الطاقة الكندية- مشيرا إلى أن توقعات أخرى ترى أن إنتاج النفط في كندا ربما يصل إلى ذروته خلال سبعة أعوام في وقت أقرب مما كان متوقعا في السابق في 2032، حيث سيصل إلى 5.8 مليون برميل يوميا مع معظم الإنتاج الإضافي البالغ مليون برميل يوميا والقادمة من الرمال الزيتية في ألبرتا.
وأشار إلى أنه في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي هوت أسعار النفط بأكثر من 10 في المائة، مع انهيار أسعار العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 9.50 دولار للبرميل أو ما يقرب من 12 في المائة، بعد أن صنفت منظمة الصحة العالمية WHO متغير "أوميكرون" كمتغير مثير للقلق.
وسلط التقرير الضوء على بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، التي ذكرت أن أسعار خام برنت اليومية انخفضت 10 في المائة، على الأقل في ثمانية أيام فقط، وذلك لأول مرة منذ 2000، مشيرا إلى أنه خلال 5629 يوم تداول منذ بداية 2000 ظلت أسعار خام برنت في حدود 2 في المائة من قيمة اليوم السابق، وظلت على هذا النحو لـ 72 في المائة، من أيام هذا العام قبل أن يحدث انخفاض حاد في الأسعار في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وأضاف أن أكبر انخفاض في سعر خام برنت في يوم واحد– قبل انهيار تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي- كان هو 6.9 في المائة، في 18 آذار (مارس) الماضي– وذلك وفقا للبيانات التي جمعتها إدارة معلومات الطاقة- مفيدا بحدوث حالة من الذعر بسبب تقارير متعجلة عن أن متغير "أوميكرون" الجديد، الذي لم يتم دراسته إلا قليلا، سيفلت من الحماية التي يوفرها اللقاح، ما أدى إلى حدوث انهيار في جميع الأسواق في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وهو اليوم التالي لعيد الشكر في الولايات المتحدة.
وذكر أن انخفاض أسعار النفط الخام ازداد رسوخا مع بدء الدول في إعلان حظر الرحلات الجوية من البلدان الإفريقية، كما ساهم انخفاض السيولة في سوق النفط في فترة الأعياد في الولايات المتحدة في تراجع الأسعار.
ونوه إلى أنه في الأسبوعين التاليين تراجعت المخاوف بعدما أعلنت كل من شركتي "فايزر" و"بيونتك" أن الجرعة الثالثة المعززة من لقاحهما ستكون فعالة ضد متغير "أوميكرون" على الرغم من أنه لا يزال الوقت مبكرا لاستخلاص استنتاجات حول مدى فعالية اللقاحات في الحماية من "أوميكرون" إلا أن التقارير الأولية مشجعة، خاصة أنها تفيد بأن أعراض المتغير الجديد خفيفة.
من جانب آخر، احتفلت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بمرور خمسة أعوام على إطلاق التعاون بين أعضاء "أوبك" وحلفائهم المستقلين "أوبك+"، حيث تم التوصل إلى هذه الشراكة في الجزائر في أيلول (سبتمبر) 2016 ثم أعقب ذلك اجتماع فيينا والذي تم خلاله بلورة الاتفاق المشترك.
وأكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة "أوبك" أن الدول المنتجة للنفط، وهي 23 دولة نجحت في مواجهة التحديات وأبرزها جائحة كورونا، حيث وضعت سياسات فعالة وذات رؤية لمكافحة الأثر المدمر للوباء.
وذكر أن إعلان التعاون بين دول "أوبك" وخارجها هو إطار للشراكة غير المسبوقة لكبار منتجي النفط، الذين رأوا الحاجة إلى العمل معا من أجل ازدهار صناعة النفط العالمية والتغلب على أوقات الأزمات الصعبة.
وأوضح باركيندو- في بيان للمنظمة بهذه المناسبة- أنه لولا هذه المجموعة من البلدان والعمل الشجاع، الذي قاموا به لكان قطاع النفط بلا شك في وضع مختلف، مشيرا إلى أنه منذ ميلاد هذا التعاون في 2016 ظهر كثير من المشككين في استمراره، ولكن تطور وأصبح قوة تعاونية رئيسة وقوية للمساعدة في استعادة الاستقرار، الذي تشتد الحاجة إليه في سوق النفط العالمية.
من ناحية أخرى، فيما يخص أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، مع انحسار مخاوف سلالة "أوميكرون"، ارتفعت أسعار خامات النفط على أساس أسبوعي بأكثر من 6 في المائة، لتحقق أكبر مكسب منذ شهر آب (أغسطس).
وانخفضت أسعار النفط الجمعة لكنها حققت أكبر مكاسب أسبوعية منذ أواخر آب (أغسطس)، إذ أدى انحسار المخاوف بشأن تأثير المتحور "أوميكرون" على النمو العالمي والطلب على الوقود إلى رفع معنويات السوق.
ومزيح برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي حققا ارتفاعا أكثر من 6 في المائة، هذا الأسبوع، حتى بعد عمليات سريعة لجني الأرباح، في أول مكاسب أسبوعية لهما في سبعة أسابيع.
وخسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 26 سنتا، خلال تعاملات أمس، بما يعادل 0.4 في المائة، لتسجل 70.68 دولار للبرميل، بعدما هبطت 2 في المائة، في ظل تعاملات متقلبة في الجلسة السابقة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا، بما يعادل 0.6 في المائة، إلى 74.01 دولار للبرميل بعدما فقدت 1.9 في المائة الخميس.
وعوضت سوق النفط في وقت سابق هذا الأسبوع نصف الخسائر، التي تكبدتها منذ تفشي المتحور أوميكرون من فيروس كورونا في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) بعدما أشارت الدراسات المبكرة إلى أن الحصول على ثلاث جرعات من لقاح فايزر يوفر الحماية من المتحور الجديد.
من جانب آخر، أضافت شركات الطاقة الأمريكية حفارات للنفط والغاز الطبيعي للمرة السادسة في سبعة أسابيع، مع استمرار نمو الطلب على الطاقة بعد انهياره بسبب فيروس كورونا في العام الماضي، والزيادة في عدد الحفارات جاءت برغم تراجع سعر النفط في ستة من بين الأسابيع السبعة الماضية.
وارتفع عدد حفارات النفط والغاز إلى 576 على مدار الأسبوع، الذي انتهى في العاشر من كانون الأول (ديسمبر)، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2020، بحسب التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة.
وبذلك يكون إجمالي عدد حفارات النفط والغاز مرتفعا بمقدار 238 حفارا أو 70 في المائة، عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وارتفع عدد حفارات النفط الأمريكية أربعة حفارات إلى 471 هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2020 في حين زاد عدد حفارات الغاز بواقع 3 إلى 105، أعلى مستوى منذ آذار (مارس) 2020.