|

نمو الطلب العالمي على النفط يتراجع في نوفمبر .. وصعود الدولار يقاوم المكاسب

الكاتب : ظافر الشيبان 2021-11-12 03:47:29

قال التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن نمو الطلب العالمي على النفط تراجع بنحو 0.16 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر) مقارنة بتقييم الشهر الماضي ليبقى عند 5.7 مليون برميل يوميا"، مشيرا إلى أن التنقيحات أخذت بشكل أساسي في الحسبان الطلب الأبطأ من المتوقع من الصين والهند في الربع الثالث من العام الجاري.
وتوقع التقرير الشهري لتشرين الثاني (نوفمبر) أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 96.4 مليون برميل يوميا في 2021 وبالنسبة إلى 2022 فإن نمو الطلب العالمي بقي دون تغيير مقارنة بتقييم الشهر السابق ليقف عند 4.2 مليون برميل يوميا.
وأشار إلى أن إجمالي الطلب العالمي في 2022 يقدر أن يصل إلى 100.6 مليون برميل يوميا أي نحو 0.5 مليون برميل يوميا أعلى من مستويات 2019، لافتا إلى أنه في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا، وبسبب وجهات النظر الاقتصادية الأفضل في بعض الدول الأوروبية، نجد نموا ضعيفا في الطلب على الوقود الصناعي مقارنة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية.
وحول إمدادات النفط العالمية، توقع التقريرأن ينمو المعروض من السوائل من خارج "أوبك" بمقدار 0.7 مليون برميل يوميا في 2021 دون تغيير عن تقييم الشهر الماضي بمتوسط 63.6 مليون برميل يوميا وهذا على الرغم من المراجعة الصعودية الهامشية البالغة 0.02 مليون برميل يوميا من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك التي تم تعويضها من خلال تعديل هبوطي مماثل في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ورجح أن يستمر نمو العرض في كندا وروسيا والصين والنرويج والبرازيل وجيانا، وذلك فيما يخص التوقعات من خارج "أوبك"، مشيرا إلى أن نمو المعروض من السوائل في 2022 لم يتغير عند ثلاثة ملايين برميل يوميا.
وتوقع أن تكون روسيا والولايات المتحدة هما المحرك الرئيس للنمو في العام المقبل، حيث تسهمان بزيادة 1.0 مليون برميل يوميا و0.9 مليون يوميا على التوالي، تليهما البرازيل وكندا وكازاخستان والنرويج وغيانا ودول أخرى في إعلان التعاون "أوبك+".
وعزز التقرير التوقعات بأن تنمو سوائل الغاز الطبيعي بمعدل 0.1 مليون برميل يوميا في كل من 2021 و2022 إلى 5.2 مليون برميل يوميا و5.3 مليون برميل يوميا على التوالي، موضحا أنه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي زاد إنتاج "أوبك" من النفط الخام 0.22 مليون برميل يوميا، وفقا للمصادر الثانوية المتاحة.
وفى سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بينما يقاوم المكاسب صعود الدولار إلى مكاسب قياسية هذا العام.
ويقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، "إن أسعار النفط الخام تواصل مسيرة الصعود على الرغم من بعض المقاومة الناجمة عن ارتفاع الدولار والبدء في سحب المخزونات الاستراتيجية النفطية في الولايات المتحدة".
ولفت إلى أن "أوبك+" تشكو نقص الاستثمار وصعوبة الوفاء بالزيادات المتفق عليها لدى بعض المنتجين الذين يعانون اضطرابات حادة في الإنتاج، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال فإن 19 دولة عضوا في اتفاقية "أوبك+" مجتمعة حققت عجزا 600 ألف برميل يوميا أقل من مخصصاتها لتشرين الأول (أكتوبر) ما رفع مستوى الامتثال إلى 113.21 في المائة، وذلك بحسب تقديرات وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية.
ويرى، أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات أن مؤشرات تعافي الطلب في صعود مستمر بسبب انتعاش حركة السفر وتراجع المخاوف من فقدان السيطرة على الوباء، منوها بأن تقارير دولية تتوقع أن يصل الاستهلاك العالمي للنفط إلى 103.2 مليون برميل يوميا في 2022 وهو ما يزيد بمقدار 700 ألف برميل يوميا عن مستويات ما قبل أزمة جائحة كورونا.
من جانبه، يقول فيتوريو موسازي مدير تنمية الأعمال في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة "إن التقلبات السعرية عادت إلى التأثير بقوة في سوق النفط الخام، حيث تراجعت الأسعار بعدما أظهر تقرير حكومي في الولايات المتحدة زيادة مفاجئة في مخزونات الخام المحلية، كما تراجعت العقود الآجلة في بورصة نيويورك 1 في المائة، الأربعاء الماضي".
من جانبها، توضح ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية أن أغلب المعنيين بالسوق من بنوك وتجار ومديري المحافظ لا يزالون يراهنون على ارتفاع أسعار النفط على المدى القصير، موضحة أن بعض التقلبات تعود إلى جني الأرباح بعد ارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي خلال الشهر الماضي.
ولفتت إلى أن أكبر البنوك الاستثمارية في العالم تدعم هذا الموقف الصعودي حيث يتوقع كثيرون أن يصل النفط إلى 90 دولارا أو مائة دولار أو حتى 120 دولارا للبرميل خلال الأشهر الستة المقبلة، وذلك على خلفية انتعاش السفر الجوي وتحول الاعتماد على الغاز إلى النفط كبديل له في توليد الكهرباء، منوهة بأن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بشكل حاد وعودة الطلب الآسيوي بشكل كامل يعززان صعود الأسعار.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس بشكل طفيف بعد أن تكبدت أسعار النفط خسائر في جلسة الأربعاء بفعل مخاوف من احتمال أن يؤدي ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، المدفوع بتكاليف الطاقة المتزايدة، إلى إفراج الحكومة عن مزيد من مخزونات الخام الاستراتيجية لدفع الأسعار إلى الانخفاض.
هذا وكانت قد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت الأربعاء 2.5 في المائة، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.3 في المائة، بعد تقارير عن ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة في 30 عاما، ما دفع الدولار إلى الصعود وزيادة مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، بعدما أفرجت الحكومة عن بعض الاحتياطيات الاستراتيجية.
وفي التعاملات الآسيوية المبكرة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتا، بما يعادل 0.2 في المائة، إلى 82.82 دولار للبرميل، في حين صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي 17 سنتا، بما يعادل 0.2 في المائة أيضا إلى 81.51 دولار.
وارتفعت مخزونات الخام في الولايات المتحدة مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)، مقارنة بتوقعات المحللين بزيادة 2.1 مليون برميل، وأفرجت البلاد عن 3.1 مليون برميل من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، وهي أكبر كمية منذ تموز (يوليو) 2017.
إلى ذلك، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 83.69 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 82.64 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 81.58 دولار للبرميل".