|

الأسواق على أعتاب مزيد من النفط .. أسعار الغاز ترفع الطلب على زيت الوقود والديزل

الكاتب : الحدث 2021-10-03 01:45:54

حققت أسعار النفط الخام مكاسب قياسية في ختام الأسبوع الماضي، عند أعلى مستوى في ثلاثة أعوام، وربح خام برنت للأسبوع الرابع على التوالي، بينما صعد الخام الأمريكي للأسبوع السادس.
وتتجه الأنظار إلى اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك +" غدا برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، وألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، في إطار اجتماعات شهرية لتقييم تطورات السوق وسط توقعات ببحث الزيادة الشهرية التي تبلغ 400 ألف برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في ضوء التعافي السريع للطلب واستمرار أزمة تقلص الإمدادات الأمريكية بسبب تداعيات الإعصار.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي، أن مجموعة "أوبك +" قد تكون على أعتاب جلب مزيد من النفط الخام إلى السوق، لتخفيف حدة صعود الأسعار، حيث لا تزال قريبة من مستوى 80 دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن الارتفاع الباهظ في أسعار الغاز أدى إلى التحول من الغاز إلى النفط في آسيا. كما أدى ضعف الدولار الأمريكي إلى مكاسب لأسعار النفط.
وأشار التقرير إلى أن المجموعة تدرس بالفعل زيادة الإنتاج بنحو 400 ألف برميل يوميا، ولا سيما مع اقتراب خام برنت من 80 دولارا للبرميل، حيث كان قد تجاوز هذا المستوى لفترة وجيزة الشهر الماضي، لافتا إلى أن بعض  أنه من الممكن زيادة الإنتاج بمقدار 800 ألف برميل يوميا، لمدة شهر واحد، ثم عدم إضافة مزيد من البراميل في الشهر التالي. وأضاف التقرير، أنه في أيلول (سبتمبر) الماضي عززت "أوبك +" إنتاجها المجمع بأكثر من 400 ألف برميل يوميا، مضيفة 20 ألف برميل يوميا إلى الكمية المتفق عليها، مع انتعاش إنتاج نيجيريا بقوة أكبر من المتوقع بمقدار 170 ألف برميل يوميا.
ولفت إلى أن اجتماع الإثنين سيركز دون شك على دراسة سيناريو انتعاش الطلب بقوة أكبر من نمو العرض، موضحا أن البعض الآخر في المقابل يرجح أن "أوبك +" ستلتزم باتفاقها الأصلي، متوقعا أنه في حال اتفاق وزراء الطاقة في "أوبك +" على زيادة الإنتاج، بما يتجاوز 400 ألف برميل يوميا، ستشهد السوق النفطية بعض الارتياح على المدى القصير.
كما رجح أن يستمر الطلب في النمو بقوة لأسباب عديدة، أبرزها أن أسعار الغاز الطبيعي القياسية تجبر مرافق الطاقة على التحول إلى زيت الوقود والديزل، ما سيضيف مزيدا من الضغط التصاعدي على أسعار النفط. من جانب آخر، ذكر تقرير "وورلد أويل" الدولي، أن "أوبك" لديها وجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بذروة الطلب على النفط، حيث ترجح المنظمة ارتفاع الطلب مع احتمال بلوغ ذروته في ثلاثينيات القرن الحالي، مع الأخذ في الحسبان التطورات التكنولوجية المتسارعة وتأثيرها في كفاءة الطاقة ومستوى الاستهلاك وخفض الانبعاثات.
ولفت إلى أن "أوبك" تقلل بشكل كبير من إمكانية حدوث تغيير في الطلب القادم من قطاع النقل، على الرغم من حدوث تطورات إيجابية وسريعة في قطاع الطاقة المتجددة، حيث انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات بمعدل 10 في المائة، تقريبا سنويا وتحتاج تكنولوجيا الطاقة اليوم إلى الاستمرار بهذا المعدل لتغيير نظام الطاقة في المستقبل.
وحول أسعار النفط، نقل التقرير عن توقعات لبنك أوف أمريكا ترجح أنه يمكن لأزمة الطاقة العالمية أن تساعد على دفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014.
وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بالفعل إلى ما يقرب من ضعف هذا المستوى من حيث مكافئ النفط، لافتا إلى تأكيد بنك أوف أمريكا، أن ارتفاع الطلب على الديزل قد يدفع النفط الخام إلى منطقة مماثلة.
وذكر أن الزيادة في أسعار النفط الخام تجيء مدعومة من ثلاثة عوامل، هي التحول من الغاز إلى النفط نتيجة لارتفاع أسعار الغاز وقفزة استهلاك النفط الخام خلال فصل الشتاء البارد، وزيادة الطلب على الطيران مع إعادة فتح الولايات المتحدة حدودها.
ونقل عن محللين دوليين تأكيدهم، أن كل هذه العوامل معا، ترفع أسعار النفط وتؤدي إلى جولة ثانية من الضغوط التضخمية حول العالم، مشيرا إلى أن أسعار الديزل قد تشهد مزيدا من الارتفاع مع انخفاض المخزونات، حيث أعطت المصافي الأولوية لإنتاج البنزين في الأشهر الأخيرة.
ونبه التقرير إلى أن أنواع الوقود الأخرى التي تعتمد على النفط والمستخدمة في التدفئة تشهد أيضا بالفعل ارتفاعا، حيث وصلت أسعار البروبان في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها منذ 2014.
وأشار إلى أنه إضافة إلى الطقس الأكثر برودة، هناك أيضا حالة من نقص الاستثمار في السلع بسبب ضعف العائدات، ما من شأنه أيضا أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط على المدى الطويل، معتبرا أن ارتفاع أسعار النفط الخام لأعوام عدة أصبح الآن وشيكا – بحسب تقييمات بنك أوف أمريكا -.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أغلق النفط فوق مستوى 78 دولارا للبرميل الجمعة، ليكون قريبا من أعلى مستوى في ثلاثة أعوام الذي بلغه في وقت سابق هذا الأسبوع، مدعوما بتوقعات بأن وزراء "أوبك" سيحافظون على وتيرة معتدلة لرفع الإنتاج.
وتجتمع منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاؤها، في إطار مجموعة "أوبك +" غدا.
وتعمل المجموعة على الإلغاء التدريجي للتخفيضات غير المسبوقة للإنتاج التي تبنوها العام الماضي، غير أن مصادر تقول: إنها تفكر في فعل ما هو أكثر من ذلك.
وارتفع خام برنت 97 سنتا، بما يعادل 1.2 في المائة، إلى 79.28 دولار عند التسوية، مسجلة رابع ارتفاع أسبوعي على التوالي، وتقدم الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 85 سنتا، ليبلغ سعر التسوية 75.88 دولار مع تسجيل الأسبوع السادس من المكاسب.
وزادت شركات الطاقة الأمريكية هذا الأسبوع منصات النفط والغاز الطبيعي للأسبوع الرابع على التوالي، إذ استأنف مزيد من الوحدات البحرية التي تضررت من العواصف الخدمة في خليج المكسيك.
وقالت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقريرها الذي يحظى بمتابعة وثيقة الجمعة: إن عدد منصات الحفر ارتفع سبعا إلى 528 في الأسبوع المنتهي في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2020