تنومة… حين تصنع الطبيعة والرياضة مستقبلًا سياحيًا واعدًا
بقلم - عبدالله آل شعشاع
برأيي، لا يمكن الحديث عن مستقبل السياحة في المملكة دون التوقف عند محافظة تنومة، هذه الأرض التي جمعت ما نبحث عنه اليوم في التنمية السياحية الحديثة: طبيعة آسرة، وتراث أصيل، ومناخ معتدل، ورياضة فريدة، لتصبح نموذجًا حيًا لما تستهدفه رؤية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – في بناء وجهات سياحية مستدامة تنطلق من خصوصية المكان.
تنومة ليست مجرد محافظة جميلة، بل هوية متكاملة. طبيعتها الجبلية وغاباتها الكثيفة وضبابها الدائم ليست مشاهد عابرة، بل ثروة وطنية قابلة للتحول إلى اقتصاد سياحي حقيقي إذا ما أُحسن استثمارها. وهنا يظهر جوهر الرؤية الوطنية التي تؤمن بأن الجمال الطبيعي يمكن أن يكون مصدر دخل وفرص عمل وتنمية مجتمعية.
ومن وجهة نظري، فإن ما يميز تنومة عن غيرها هو قدرتها على الجمع بين السياحة والرياضة، حيث برزت كمهدٍ لرياضة الهايكنج (Hiking) التي تجاوزت حدود المحلية لتصل إلى مستوى المملكة والدول العالم . هذه الرياضة ليست نشاطًا ترفيهيًا فقط، بل منتج سياحي ورياضي يمكن أن يُبنى حوله موسم وفعاليات واستثمارات، تعزز من حضور تنومة إقليميًا.
ولا يمكن إغفال الدعم غير المحدود الذي تحظى به المحافظة من سمو أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال – حفظه الله – وسمو نائبه، وهو دعم انعكس على الحراك التنموي والسياحي في المنطقة، وفتح آفاقًا جديدة أمام المبادرات المحلية، وأعطى الثقة بأن عسير عمومًا وتنومة خصوصًا تسير في الاتجاه الصحيح.
برأيي، فإن مستقبل تنومة السياحي لا يحتاج إلى اختراع جديد، بل إلى تنظيم وتكامل بين الطبيعة، والتراث، والرياضة، والاستثمار، مع إشراك المجتمع المحلي ليكون جزءًا من النجاح لا متلقيًا له فقط. وعندها، ستتحول تنومة من وجهة موسمية إلى علامة سياحية وطنية مستدامة.
ختامًا، أرى أن تنومة قادرة على أن تكون إحدى أيقونات السياحة الجبلية والرياضية في المملكة، متى ما استمر الدعم، وحُسن التخطيط، واستُثمرت مقوماتها بما يليق بمكانتها وطموحات الوطن.