|
الكاتب : الحدث 2025-12-28 09:53:38

     عبهر نادي 

بعد كل العواصف، نكتشف أن الباقي هو الأهم.
كثيرة هي أزمات الحياة التي نمرّ بها، ونفاجأ بفرج الله يأتي فيها من حيث لا نعلم، وبطريقة لا يفهمها العقل . هي قدرة الله عزّ وجل حين تتدخّل لتمنحنا لمسة رحمة وتزيدنا إيمانًا، وتُبقينا على يقينٍ بوجود عينٍ ترعانا.
*في ليلةٍ من ليالي الشتاء الباردة، والرياح على أشدّها، وهدير الرعد يُربك القلوب، وانهمار المطر بدا وكأنه قرب ماء فُتحت أفواهها. شدّ بصري شجرة تقف بمنتهى الثبات، تتراقص مع الريح على إيقاع الرعد تُحرك أغصانها في تباهٍ مع قطرات المطر، وكأنها تبتسم كلما سقطت منها ورقة ! فهي تعلم أن تلك القطرة، وإن أخذت معها ورقة، إلا أنها تمنحها الحياة من خلال جذورها… تمامًا مثل دموعنا؛ حين تنزل، تُعزّنا، وتغسل أرواحنا من شوائبها وآلامها، لتُعيدنا للحياة بشكلٍ أجمل.
*مواقف صعبة مرّت علينا، لم تأتِ فقط لنتعلّم منها، بل لنشكرها. لم تكن انتقاصًا أو ضعفًا بل صناعة لإرادةٍ غيّرت كثيرًا من مفاهيمنا نحو الأفضل.
فشكرًا لكل موقفٍ قدّمنا فيه الأمان في صورة أعمالٍ للآخرين من حولنا، وشربنا كؤوس المرّ ليشربوا هم كؤوس العسل. حين تحمّلنا جراحًا لنُهديهم بلسمًا شافيًا، رغم حاجتنا إليه.
كم مرّةٍ غابت شمسُنا ليَسطع نجمهم؟ وكم كانت تلك الشمس راضية أن تُخفض كتفها لتُعرّج عليه تلك النجوم؟
ومع ذلك، ندرك أن دنيانا ليست ظلامًا سرمديًا ولا عباءة سوداء نرتديها طوال الوقت؛ بل هي مملوءة بومضات نور نعبر بها دروبنا، ونُهديها لمن يشاركوننا  الطريق، ونقتسم معهم لحظات السعادة حين تأتي.
*شكرًا لما تبقّى…
شكرًا لكل ألمٍ شكّلنا، ولكل لحظةٍ ظننّاها قسوة فكانت نجاة.
شكرًا لمن أنزلني قدري، أو ظنّ أنه لم يُقدّرني.
وشكرًا لكل من أهداني لحظة أمل… أو ألم.
شكراً لكل من كان عونًا لي أو فرعونًا عليّ،
فكلاهما علّمني طريق البقاء.
وفي النهاية .. نحن لا نكتب ما حدث !بل نكتب ما تبقّى .