|

دبلوماسية المستقبل السعودية

الكاتب : الحدث 2025-11-30 05:50:36

بقلم د. بجاد البديري
مستشار الشراكات والاتصال المؤسسي

تتقدم المملكة نحو مشهد دولي جديد تُعيد من خلاله تشكيل حضورها السياسي والاقتصادي والمعرفي، عبر دبلوماسية حديثة تستند إلى رؤية واضحة ومبادرات واسعة تُثبت قدرتها على صناعة أثر دولي متصاعد، هذه الدبلوماسية ترتكز على الثقة، والتواصل الفعّال، وتحالفات تُبنى وفق منهج منظم يستجيب لتحولات العالم. وتكشف مبادرات كبرى عن هذا التحول، ومنها مشروع نيوم الذي يجمع دولًا ومستثمرين في شراكات متقدمة، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تعبر عن حضور سعودي يقود أجندة الاستدامة عالميًا، إضافة إلى أدوار فاعلة في قمة العشرين التي تُظهر قدرة المملكة على إدارة حوارات دولية معقدة بمرونة واتزان، هذه الأمثلة تُقدّم نموذجًا لدبلوماسية تجمع بين الطموح والعمل الميداني، وتضيف للمشهد الدولي حضورًا سعوديًا واسعًا.

كما تتقدم دبلوماسية التعليم بوصفها مسارًا محوريًا لصناعة المستقبل، من خلال توسع برامج التعاون الأكاديمي، وتعدد مذكرات التفاهم الجامعية، وارتفاع عدد الشراكات البحثية مع جامعات عالمية مؤثرة، ويبرز برنامج استقطاب ألمع العقول العالمية مثالًا حيًا على قدرة التعليم والثقافة على فتح مسارات جديدة للحوار الدولي. أما في المجال الاقتصادي، فالشراكات المرتبطة بقطاعات التقنية والطاقة المتجددة تكشف عن رؤية تستثمر في تحولات المستقبل، مثل الشراكات مع كبرى الشركات العالمية في الهيدروجين الأخضر، واتفاقات الاستثمار الأجنبي التي توسعت في السنوات الأخيرة، إلى جانب حضور سعودي متقدم في ملفات الابتكار والتقنية.

وتعتمد دبلوماسية المستقبل السعودية على اتصال محترف يصنع الانطباع ويعزز الثقة؛ فالمحتوى الرسمي المنظم، واللقاءات الدولية رفيعة المستوى، والمشاهد التي تُظهر الاحترام المتبادل، تُقدم للعالم صورة متكاملة عن دولة قادرة على التوازن، وقادرة على بناء علاقات ممتدة عبر القارات. وهكذا تتشكل دبلوماسية سعودية حديثة تُعبر عن طموح وطن شاب، يعمل بثبات، ويُعزز موقعه قوةً مؤثرة في المشهد العالمي عبر التعليم، والشراكات، والاستدامة، وتقنية المستقبل، دبلوماسية تبني الأثر ولا تكتفي بالحضور، وتُرسخ دور المملكة شريكًا دوليًا يملك رؤية واضحة لمسار العالم القادم.