ولي العهد في واشنطن… لغة حضور لا تحتاج إلى ترجمة
بقلم: أ. فاطمة البشري
في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تُدار حسابات السياسة الدولية وتُصنع خرائط النفوذ، تقدم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بخطوات ثابتة تعكس مكانة المملكة كقوة مركزية لا يمكن تجاوزها. لم تكن الزيارة مجرد لقاء بروتوكولي، بل لوحة سياسية كاملة النضج، تُقرأ فيها لغة الحضور قبل الكلمات، ويظهر فيها وزن السعودية قبل أي تصريح.
من لحظة الوصول فجرًا إلى باحة البيت الأبيض، كان المشهد مختلفًا… مرتبًا، مهيبًا، ومتقنًا في تفاصيله. العرض الجوي، الاصطفاف العسكري، ورفرفة العلم السعودي إلى جوار العلم الأمريكي في قلب العاصمة، كلها رسائل لا تحتاج إلى تعليق. فالسعودية اليوم لا تطلب مكانًا على الطاولة، بل تحضر بصفتها شريكًا رئيسيًا في تشكيل عالم أكثر توازنًا.
وقد جاءت كلمات سمو ولي العهد دقيقة وواضحة حين قال:
“نحن لا نستثمر لإرضاء أمريكا أو ترامب… بل لأننا نرى فرصة حقيقية تعود علينا بالنفع. نحن لا نخلق فرصًا وهمية.”
عبارة مختصرة… لكنها تحمل معنى دولة تعرف مصالحها، وتدرك وزن اقتصادها، وتسير وفق رؤية ثابتة لا تهتز أمام الظروف ، ولا تتبدل أمام التوقعات.
في تلك اللحظات التي وقف فيها الجيشان، وتحركت الطائرات في عرضٍ مشترك فوق البيت الأبيض، كان المشهد يتحدث عن نفسه. السعودية ليست تابعًا لأحد، بل شريكًا يبني تحالفاته على المصالح، لا المجاملة، وعلى الرؤية، لا ردات الفعل. ومن واشنطن، ظهر للعالم أن المملكة تمسك بخيوط المستقبل بثبات، وتعرف كيف تضع بصمتها في الملفات الإقليمية والدولية على حد سواء.
تلك الزيارة كانت إعلانًا جديدًا عن قوة المملكة، وعن موقعها في العالم، وعن مرحلة سياسية واقتصادية تصنعها بقيادة ولي العهد، حيث تتحول الرؤية إلى واقع، والطموح إلى أثر، والحضور إلى قوة نفوذ حقيقية.
وفي نهاية هذا المشهد الوطني المهيب، لا يسعنا إلا أن نرفع خالص الشكر والامتنان لولاة أمرنا—خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان—على ما ننعم به من أمن واستقرار ورخاء. فبقيادتهم نرى وطنًا شامخًا، يمضي بثقة، ويبلغ قممًا لا تحتاج إلى ترجمة.
اللهم احفظ قيادتنا، وأدم علينا نِعَم الأمن والازدهار.